هوامش على نصوص سوما الباز
كتب: حسين عبد العزيز
هوامش على نصوص سوما الباز، هنا سوف نجد كتابة مغايرة لما نجده من كتابات جديده تخطها المرأة المبدعة فى ظل ما هو متاح لها ولم يكن متاح لغيرها من بنات جنسها من ذى قبل من نت وفيس فالفيس ألغى أشياء كثيرة جدًا و أوجد أشياء أكثر خدمت المرأة المبدعة التى لم يعد مطلوب منها السفر والتنقل مابين دور النشر والجرائد والمجلات فقد الغى الإميل كل الحركات التى كان يقوم بها المبدع البعيد عن دائرة الضوء والتى يطلق عليها القاهرة.
وكانت المرأة أكثر حنكه فى الإستفاده من التكنولوجيا لكى تكون ذاتها ونتنج نصها المعبر عنها و بما يتراء لها ، وليس كما يتراء لصاحب دار النشر، فهنا أخذت المرأة المبدعة الحريه الكاملة فى إنتاج نصوصها.
”عفريتة قطار منتصف الليل”.. رواية جديدة لسالي عادل عن روايات مصرية للجيب
هوامش على نصوص سوما الباز
القصة القصيرة
سوف تبقي القصة القصيرة محتفظة برونقها وبريقها مهما حدث واستجد من احداث فسوف تبقي القصة قادرة علي التعاطي مع تلك الاحداث، التي تلاحق الانسان من جميع الجهات.
وبما أن القص فن ساحر من فنون الأدب ، فن صفته التكثيف اللغوي والفكري وحسن البناء ، حيث يتم اختزال المكان والزمان والشخصيات والحدث ، اختزالا لا ينتقص من النص فيصيبه بالعوار ‘‘اختزالا يرفع من حرارة النص فيضفي عليه ما يجعل القارئ يتفاعل معه ، فلا يتركه حتي ينتهي منه، انه فن تكثيف العبارة وقبض اللحظة ومحاولت تثبيت الزمن اي القبض علي ما لا يقبض عليه الا من خلال الكتابة، و من محترفي كتابة القصة
ومن هنا نذهب الى مجموعة القاصة سوما الباز والتى عنونها يبدو فلسفيا وهو كذلك بالفعل ، لأنه يذكرنى بالمدينة الفاضلة أو اليوتبيا أو الحلم الذى يسعى الفلاسفة لإيجاده على الأرض فى مقابل الفساد المنتشر على ظهر الأرض، والفساد هنا أعنى به ما يقوم به الأفراد تجاه ذاتهم وتجاه الآخرون، وهو ما يطلق علية دستوبيا .
إذن القاصة فى نصوصها تنشد المدينه الفاضله ، مع أن الأدب وجود من أجل المدينة الفاسده ، أو التى يطلق عليها دستوبيا، لن اذيد فى تلك النقطة ، لكى نسرع بالدخول الى تلك المدينة لنرى ما بها
فنجد اول نص نزيف الوردة.
والنص عبارة عن حوار بين الذات السارده فى محل ورد وصديقتها التى عمل فيه فتطلب منها عمل بوكيه ورد معتبر للشاب الهائم فى حبها، لكن اقول هنا أن فكرة النص مأخوذة من فيلم ” موعد غرام ” عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة ونحن جميعا قد شاهدنا الفيلم أكثر من مره ونعلم كل مشهد فيه، لكن نهاية نصنا يختلف اختلاف جذرى عن نهاية الفيلم الرومانسي.
لأن النهاية هنا نهاية إغريقية، حيث حتميه حدوث الحدث فكما فى ادويب وسيزيف وهذا العذاب الإنسانى الذى كتبته الالهه عليه .. لكى يبقى العذاب مستمرا .
فالشاب بعد أن قبل جبين حبيبته، ويقول وهو يلوحا بيده خرجا من المحل فرحا سعيدا، سأعود إليك بعد مقابلة والدك، انتظرينى.
أغلقت عينى بسعادة للحظة ، ثم فتحتها بذعر عندما سمعت صوتا شديدا لمكابح سيارة خارج المحل ورأيت زهورا منثورة ، تتطاير فى الهواء، هكذا أنهت القصة نصها، لتفتح مجالا للخيال، حيث مطلوب من القارئ أن يختار هل ما حدث لهذا الشاب، الذى حكم عليه إلا يفرح ويسعد، وكأنه بطل اغريقى حكم علية، بألا تكتمل فرحه ، وهو هنا يمثل معظمنا نحن الشعب المصرى ، الذى لا تكتمل فرحته ابدا، وكأنه مكتوب عليه العذاب الابدى . وكأنه سيزيف.
جنه على الأرض
هذا العنوان هو الذى يحمل اسم المجموعة، وهذا النص لا يكتب عنه من أول مره حيث لبد من فك شفرته وقد قمت بهذا بالفعل لكى أصل إلى السر الذى يمكن فيه.
فهذا النص هو حلم من المستحيل تحقيقة على الأرض لكن تمكنت القاصة من تحقيقة على الورق من خلال حلم عاشت احداثه وهى تجلس على الاريكة ، باحد الحدائق منتظرها طفلها ان ينتهي من لعبة، و هو الذى اخرجها من هذا الحلم الذى يكاد يفقدها عقلها من حلاوته وما به من احداث متداخلة من بلورة من أيام سيدنا سليمان الى ان نجد أنفسنا فى الزمن الراهن والراهن أكد على حلاوة الحلم والأحلام التى لا يمكن أن تستقيم حياة الإنسان بدونها .
وهنا فاقت الأم على منادة ابنها عليها ، ففاقت لكى تعود الى الواقع الدستوبى وما به من اشياء متعبه الأعصاب وقاتله للأمل الذى لم يعد له وجود فى حياتنا التى هربت منها الأحلام بسبب الغربان التى تحتل الأشجار والعماويد، بالفعل الحلم شيء جميل للغاية وهل يوجد شيء اجمل منه.
ملاك وشيطان
فى هذا النص كما هو واضح من عنوانه قائم على فلسفة القرين ، فالخير قرين الشر والحب قرين البغط والنهار قرين الليل والصيف قرين الشتاء.
ومن هنا نجد ان الزوجة قرين الزوج والعكس، وهنا نجد الزوجة تحاول ان تطلف الجو مع الزوج الغاضب الناقم من حياته ومن عمل زوجته، وهى تعرف ذلك و شعرت بما يعيش فيه الزوج من الامبالاه والا حب، فقررت أن تذهب باولادها الى امها من أجل ترويق الشقة واسعاد الزوج بكل الوسائل المتعارف عليها وغير المتعارف، فهى تريد أن تنقذ حياتها الزوجته، فعندما يعود من عمله سوف يجد جنه فى الشقة، وهى مستعده والوقت يمضى وهو لم يعد بعد ، القلق يعصر قلبها ، وقلبها لا يتحمل لانها أنثى ، تخاف على بيتها ، وزوجها هو بيتها ، يعنى هو وجودها ، القلق يذداد ، وهى تتذكر تاريخ حياتها معه ، فجأة اتها خبرا ان زوجها عمل حادث وهو الآن فى المستشفى ، فأسرعت اليه لتكتشف ان زوجها قد فارق الحياة ، لكن الطيب حمد الله انهم تمكنوا من انقاذ حياة زوجته .حيث قال لها فى آخر سطر فى النص.
البقاء لله، صحيح اننا لم انستطع إنقاذه ، لكن اطمئنى زوجته يخير ،ولم يتأثر حملها بالحادث، هنا براعة المفارقة مع أن النصوص لم تعد تبنى من تلك المفارقات التى كانت موجود فى الأفلام القديمة.
وهذا يضعنا أمام شئ مهم، ويجب أن نقوله، وهو أنه على الكاتبه أن تعمل على تنويع مصادر معارفها وخصوصا ما يحدث فى أرض الواقع حيث أرض الواقع محملة بقدر عالى جدا من القضايا الغريبة والمعقدة، والتى يصلح منها إنتاج أدب واقعي قائم على الحكاية.
مع انه كما قلت قبل ذلك ان الحكاية لم تعد مهمه فى كتابة الرواية اوالنص القصير القائم على التكثيف والاختصار والسرد أو على الحوار كما نجد فى معظم نصوص المجموعة ، فهذا خطأ كبير حيث ان القاصة استخدمت خصية روائية فى بناء النص القصير ، الا وهى خصية الحوار، والذى هو خصية مسرحية فى المقام الأول، وعندما يستخدمه الروائى فى كتابة نصه فإنه يتجهة اليه من أجل يرتاح من السرد وايضا من أجل ان يهرب من موقف ما ويحمل الأرء التى يود أن يقولها على السنه الشخصيات، وبهذا يهرب من تحمل المسؤاليه لو أحدث الحوار لغطا.
انه رغم ما بالمجموعة من شغل من جانب القصه ، لكن قلته الثقافة لديها كان واضحا تمام ، وهذا يحسب عليها لأنه الإبداع عمل شاقى للغاية وليس سهلا بالمرة، ومن خلال القراءة المتنوعة سوف تتكون من بناء عوالم جديدة مدهشه ومثيره وسوف يكون لها خصيه تميزها وتعرف من خلالها، وليس كتابة النص بالنية، مره قال احدهم أنه يتوضئ قبل ان يكتب القصيدة، وهذا القول مسروق من الصوفية، لا داعى للوقوف عنده الآن
بريق عينية
فى هذا النص الذى كتبته المؤلفة، ولم يكتب النص نفسه، نجد قصة حب تشب بين البطلة وشاب، وفجأة نجد ولدها يخبرها بأنه وقد وافق على خطبتها لابن أحد الأصدقاء، فتعضب الفتاة وتثور، وتتفق مع حبيبها على الزوج ووضع الجميع إمام الأمر الواقع.
اقرأ ايضًا:
“ربع أنف ونصف أذن”.. قصة قصيرة للكاتبة دعاء زيان