مدير مكتبة القاهرة الكبرى: الثقافة قاطرة للتنشيط السياسي بين الدول
![](https://mobasheer24.com/wp-content/uploads/2022/11/ياسر-علي-مدير-مكتبة-القاهرة-الكبرى.jpg)
قال الدكتور ياسر مصطفى عثمان، مدير مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، إن الثقافة تلعب دورًا جوهريًا في بناء الإنسان وتطوير المجتمع وبلورة الوعي الإنساني والحضاري خصوصا الثقافة ذات الطابع الوطني ، حيث أن الثقافة شرط أساسي للممارسة الديمقراطية والمساواة الاجتماعية وتحرير القيم التي تعطى دفعا لتطور الإنسانية وتقدمها، ويعد التراث ثروة قومية الحفاظ عليها واجب قومي .
و تابع عثمان: “للثقافة دور مهم في تشكيل الشخصية الإنسانية وتشكيل الوعي والوجدان وتمتلك مصر مقومات ثقافية وحضارية عريقة ومتميزة تتسم بالتعددية والتنوع والثراء الأمر الذي يجعلها في مقدمة الثقافات التي تتميز بإنتاج فكرى ومعرفي غزير ويجعلها قادرة على التواصل وأزالت المسافات المكانية والزمنية بينها وبين الثقافات الأخرى حيث يتوافر بها القدرة على استيعاب التجارب الإنسانية أقوي بكثير من إظهار عوامل التباين والاختلاف مع قدرتها على الاحتفاظ بهويتها المميزة” .
ووأشار إلى أنه بناء شخصية الإنسان يعد من المهام الصعبة التي تليها الدول المتقدمة اهتماما كبيرا حيث انه الحامل للثقافة والمحافظ على جذورها المتينة في المجتمع وكلما ازدادت قوة المجتمع يكون قادرا على تصدير ثقافته إلى المجتمعات الأخرى.
وأوضح أن وجود مؤسسات تعليمية وثقافية قادرة على إعادة بناء شخصية تعتز بموروثاتها الثقافية والحضارية وتستوعب التطور التكنولوجي والعلمي الحديث وتعد المكتبات من المؤسسات الثقافية التي تحمل على عاتقها نشر الثقافة وإعادة بناء الشخصية حيث تعد أحد الروافد التي يستقى منها الفرد معلوماته وتساهم فى إكسابه خبرات ومهارات وقيم جديدة عن طريق مواقف تعليمية حقيقية وتساهم فى تنشئته تنشئة اجتماعية صحيحة وذلك من خلال المكونات المعرفية والوجدانية والعلمية التي تبثها في أنشطتها الثقافية والفنية ويعد المكون المعرفي أولها وهو الذي يتم فيه تزويد الفرد بالمعلومات التي تتعلق بشئون وطنه وهى معلومات تتمثل فى التعريف بالدستور وجهاز الحكم وسلطاته الثلاثة ووظيفة كل منها وعلاقة كل منها بالأخرى بالإضافة إلى معلومات تتعلق بحقوقه وواجباته وإلى الثقافة السياسة السليمة التي تمكنه من اتخاذ قرارات مناسبة كما يجب أن يتعرف على المعلومات المرتبطة بطبيعة المجتمع الذي ينتمي إليه وبمتطلباته ورموزه ومثله العليا ومعتقداته وطموحاته وأهدافه وأماله وعلاقته بالمجتمعات الأخرى فى ماضيه وحاضره .
وثانيهما المكون الوجداني ويشمل كل ما يتعلق بالقيم الاجتماعية التي يؤمن بها المجتمع مثل الاحترام وتقدير رموز الوطن وقادته والعاملين المخلصين من أبنائه وحب الخير والتسامح مع الآخر والتعاون والثقة بالنفس والتحلي بالمسئولية والصدق فى القول والعمل وغيرها من القيم التي يجب أن تنعكس على سلوك الفرد وممارساته .
أما المكون العلمي وهو كل ما يتعلق بمهارات الاتصال والتواصل والتفاعل مع الآخرين والتعاون الذاتي والمشاركة في شئون الحياة العامة ومهارات التفكير الناقد واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتعلم الذاتي والنمو المستمر .
ومن هنا تلعب الثقافة دورا أيضا في إرساء الأمن والسلم المجتمعي من خلال غرس قيم قبول الآخر والتنوع والاختلاف واستيعاب الثقافات الأخرى ، كما أنها تعد من أهم أسلحة محاربة ثالوث الدمار التطرف والإرهاب والشائعات ، لأنها تقوم بناء فرد قادر على التميز والفهم وموازنة الأمور والنقد البناء .
وأن الثقافة يمكن أن تقوم بالأدوار التي تعجز عنها السياسة، أو أنها يمكن أن تصلح ما تفسده السياسة، أو أنها يمكن أن تكون قاطرة لتنشيط سياسي بين الدول، وربما تكون كل هذه المفاهيم صحيحة، ما حدا بالبعض التأكيد على أن الثقافة أصبحت هي القوة الناعمة بامتياز، وأنها يمكن أن تفعل ما لا يفعله غيرها، إن من يفهم أهمية الثقافة فإنه يسرع باستخدامها كقوة ناعمة كونها تعتمد على مرجعيات تاريخية وتراثية، وتكمن قيمها، وأهميتها، في أنها يمكن أن تكون وسيلةً أخرى لإنارة العقول، لتصبح بحق مفهوماً حقيقياً للاستنارة، بعيداً عن شعارات الاستنارة الزائفة.