الأديب البحريني أحمد المؤذن: خطابي الأدبي يعتمد على التجارب الإنسانية(حوار)

– الموروث الشعبي البحريني محفز على الكتابة واستفدت منه كثيرا
– لمصر دور مهم في تجربتي الأدبية والسينمائية
الأديب البحريني أحمد المؤذن أحد الوجوه الإبداعية المهمة في جيل التسعينيات في مملكة البحرين، فهو صاحب تجربة متنوعة مابين القصة والرواية والشعر والسيناريو السينمائي.
صدرت له عدة أعمال منها رواية “فزاعة بوجه الريح” و “سر البانوش المهجور” و”الركض في شهوة النار” ، وله تجربة في الكتابة للطفل تحت عنوان “فوق الغيوم” وديوان شعر تحت عنوان “أنت الحزن الأول”، بالإضافة إلى قصة فيلم “قوس قزح” سيناريو فريد رمضان وإخراج محمود الشيخ، والذي شارك في مهرجان الإسكندرية السينمائي..
كما فاز مؤخرا بجائزة “رابطة شباب الكتاب” من جمهورية مصر العربية.
لك مشاركات فنية وأدبية متعددة في مصر، حدثنا عن هذه المشاركات، وكيف ترى الواقع الثقافي المصري في ظل تقاربك معه؟
حقيقة لجمهورية مصر دور جميل وموفق في مسيرتي ككاتب عربي من البحرين ، طبعت روايتي وقت للخراب القادم في دار دون وهذا كان عام ٢٠١٣ م حيث تعرف علي القراء في مصر ثم أنجزت بعدها روايتي الثانية فزاعة بوجه الريح والتي نشرت في الإسكندرية عام ٢٠١٩ م أما تجربتي الأجمل فكانت فيلم / قوس قزح .
شارك هذا الفيلم في مهرجان بالإسكندرية لا يحضرني اسمه الآن .. الفيلم من إخراج محمود الشيخ و سيناريو فريد رمضان و القصة من كتابتي.
الواقع الثقافي المصري يتصف بالحيوية والتجدد حيث نجد الكثير من الخامات الشابة التي ترفد المشهد الثقافي العام وهي تسترشد في طريقها بخطى الصف الأول من الأدباء و المثقفين من الراحلين و هؤلاء الأحياء الذين هم بمثابة سفراء للثقافة العربية المصرية بمختلف عطاءاتها.
لك العديد من الأعمال السينمائية المأخوذة عن نصوصك الأدبية ومنها فيلم “قوس قزح” كيف ترى هذه التجربة، ورؤيتك لمشاركة الفيلم في مهرجانات دولية مثل “مهرجان الإسكندرية السينمائي”؟.
من أجمل التجارب التي مررت بها، كنت مع الراحل فريد رمضان وقبل أن يشرع في كتابة سيناريو الفيلم أشرح له أجواء القصة و أين كانت بيئة العمل.
هذا الفيلم جعلني في تماس مباشر مع مشهدية فنية سينمائية رافقتني على البساط الأحمر في العديد من المناسبات الجميلة التي رسخت في الذاكرة، أكثر مرحلة جميلة جعلتني أفكر في طبيعة التجربة كمحطة حياتية هي مشاركة الفيلم خارج البلد وفي مهرجان دولي مثل الإسكندرية ، يومها كتب عن الفيلم في أكثر من منبر إعلامي عربي و كان لتليفزيون بي بي سي دورا رائعا من خلال ترشيح الفيلم لعرضه في برنامج سينما بديلة مما سلط الضوء على الفيلم كتجربة سينمائية بحرينية متميزة.
أعمالك تعتمد على ما أسماه الروائي الراحل إدوار الخراط “الكتابة عبر النوعية”، التي تمزج مابين السرد الروائي والمتتالية القصصية واللغة الشعرية، ما منطلقاتك في ذلك؟
طبعا لك حرية قراءة نتاجي الأدبي وتصنيف ما تراه وفق رؤيتك لا أختلف معك .. أما فيما يخص المنطلقات فأنا أتعاطى ضمن خطابي الأدبي المسار الإنساني وهناك خطوط تماس تتشظى في اتجاهات متنوعة كلها تصب في القضايا التي أؤمن و بالإمكان العرف على خارطتها من قراءة أعمالي السابقة في رحلتي مع الكتابة.
مع ذلك .. لا أنشغل بمسألة التصنيف على أساس المنطلقات و ماهيتها، تجربة الكاتب من المسلم به تمر بمراحل في منطلقاتها و محطاتها و حتى دروسها ، لهذا من الطبيعي جدا نشوء تطورات تفرضها كل مرحلة ، مهم جدا أن يكون الكاتب والمثقف قادر على الاستفادة منها و كسب احترام قراءه بذات الوقت.
أنت محاور جيد للموروث الشعبي البحريني، إلى أي مدى استفدت من هذا الموروث في أعمالك؟
استفدت الكثير طبعا، الموروث العربي بشكل عام والبحريني على وجه الخصوص غني الحضور بمختلف تمثلاته وهذا وفر لي مجموعة من الأفكار على ضوءها توغلت في دهاليز الخيال و كتبت أجمل نصوصي القصصية والتي أثارت تساؤلات القراء بين وقت وآخر .
فرضت روايتك (وقت للخراب القادم) عند صدورها حالة من الجدل، لماذا تم ذلك من وجهة نظرك؟
لا أدري ماذا أقول هنا عن رواية استغرقت من عمري ست سنوات .. حقيقة أتحفظ هنا عن تزكية روايتي ، القراء هم من أعتبر هذه الرواية مثيرة للجدل، طباعة .. وقت للخراب القادم في مصر هي التي أعطت عملي كل هذا الزخم .!
الرواية أثارت الكثير، حيث حققت المركز السادس في الكتب الأكثر مبيعا في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورة عام ٢٠١٤ م على وجه التقريب.
هذه الرواية باتت تصنع نجاحها بنفسها وهي ستطبع من جديد في بلغاريا الشهر القادم من دار الدراويش للنشر و الترجمة.
فزت بجائزة _ مؤخرا _ من مصر عن عمل قصصي، كيف ترى هذا الأمر؟
تجربة جميلة بالنسبة لي من بعد انصراف لعدة سنوات عن أجواء المسابقات والاشتراك فيها، أتشرف بهذا الفوز من مصر المحروسة مقدرا جهود القائمين على المسابقة و بعون الله أزور مصر و أتعرف على مشهدها الثقافي الغني والحضاري.
ما مشاريعك الإبداعية القادمة؟
مشاريع كثيرة تتنوع ما بين القصة و الرواية و البحث التراثي بالشراكة مع زوجتي الكاتبة أمينة الفردان رفيقة درب النجاح، وهناك طبعا قصة الطفل حيث خاطبتني دار نشر مصرية تريد التعرف على تجربتي في الكتابة للأطفال و بعون الله نعود للنشر في الساحة الثقافية المصرية من بوابة عالم الأطفال.
اقرأ ايضا:
«هل رمسيس الثاني هو فرعون مصر؟».. أسرار من عبادة الفراعنة