خبير سوادني: مصر تستطيع إنهاء الأزمة بين الأطراف السودانية

قال الخبير الأمني السوداني أمين إسماعيل مجذوب، إن إجراء الحوار السوداني في القاهرة في هذا التوقيت مرتبط بالأحداث الداخلية في السودان وخاصة الاتفاق الإطاري السياسي، مشيرًا إلى أن مصر رأت أن هذا التوقيت مهم جدا لعقد ورشة القاهرة وجمع الأطراف السودانية.

وأوضح مجذوب في تصريحات خاصة لـ”مباشر 24″، أن مصر تتأثر بتأخر الحوار السياسي في السودان في ظل الاستقطاب والاستقطاب المضاد وحركة الشارع ووجود بعض التأثيرات سواء كانت أمنية أو سياسية أو اجتماعية أو حتي الصراعات القبلية وعدم وجود تأمين للحدود سواء كانت الغربية أو الحدود الشرقية تأثيرات كبيرة.

وتابع: “لذلك تحركت مصر في ذلك التوقيت الحساس وأيضا شعرت بأن هناك تحركات إقليمية ودولية من قوي أخري تحاول الخوض في الشأن السوداني الداخلي وتري أنها هي الأقرب وجدانيا وجغرافيا للسودان، كل هذا العوامل تجمعت حتي تكون قريبة مما يحدث في السودان وبالتالي التوقيت محكوم بمصالح ومراقبة التطورات الأمنية وتطورات الدبلوماسية والسياسية الموجودة في المنطقة والتي قد تؤثر على ما يحدث في المنطقة عموماً والسودان ومصر يتأثرين بعضهم لبعض”.

نتائج ورشة القاهرة بين الأطرف السياسية

وأوضح مجذوب أن ورشة القاهرة توصلت إلى نتائج خاصه بكتلة المجموعة الديمقراطية لأن الورشة لم يكون فيها عدد من الأطراف ولكن طرف واحد هما مكونات هذا الكتلة وبالتالي البرنامج الذي خرجت به الورشة هو عبارة عن عمل للكتلة الديمقراطية وربما يتم تسويقية بعد العودة للخرطوم للقوي السياسية الأخري باعتبار أنه برنامج موازي للبرنامج الذي وضعتة الحرية والتغيير المجلس المركزي وتجد أنه يستحق النظر إليه والتشاور حوله، وأيضاً التفاصيل الموجودة في فيما تم الاتفاق عليه في اللجان العشرة هي تفاصيل اغرب ما تكون تم تداوله خلال العامين الماضيين.

وقال: منذ ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ كان هناك مبادرات ومشاورات ومشاريع مختلفة للوصول للحل الأزمة السودانية وبالتالي هذه النتائج تتطابق الآن بحوالي ٩٥٪ مع ما تم تقدمة من مبادرات الفترة الماضية وبالتالي قد يجد القبول ولكن يصبح كيفية التقارب مع ما قدمته مجموعة المجلس المركزي وخاصة ما يلي هياكل الحكم ومسألة الدمج للمجموعات المختلفة وما يلي إتفاق جوبا وأبرز ما وصل هذا النتائج من مجموعة القاهره أنها تري اتفاق جوبا ينفذ كما هو وبينما المجلس المركزي (الحرية والتغيير) تري هذا الاتفاق يجب أن يفتح ويراجع ويحصل له تعديل بناء على ما حدث في التطبيق من تأخير وايضا الحرية والتغيير “المجلس المركزي” توجد بعض المجموعات الموافقة على اتفاق جوبا وموافقة على مراجعة اتفاق جوبا هذا الاختلافات الثلاثة تحتاج إلى جلسات حوار إذا افترضنا أن هناك تقارب بين الكتلتين.

آليات تنفيذ مخرجات ورشة القاهرة بين الأطراف السودانية

وأشار السياسي السوداني إلى أن  ما ورد في مخرجات القاهرة يحتاج أيضاً لطرف ثاني للتوقيع عليه سواء كان المكون العسكري أو مجموعات أخري حتي يصل لصبح مشروع لحكم السودان من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية لابد التوقيع مع المكون العسكري حتي نضمن تشاور حول هذا النتائج .

وأوضح مجذوب، أن الآليات التي تم الاتفاق عليها لتنفيذ مخرجات ورشة هي نفسها رئاسة الكتلة الديمقراطية للتشاور مع الكتلة السياسية الأخري الموجودة في الخرطوم في تقدري أن هذا الآلية أيضاً محكومة بمواقف سياسية سابقة وبالتالي يمكن أن تكون هناك اتصالات مع القوي السياسيه عبر ما تم تسميته بالقيادة الكتلة وعرض النتائج التي تم التوصل إليها ويحتاج الأمر إلي نفس طويل ويحتاج إلى صبر لأن نقاط الخلاف متسع ما بين المجموعات الموجودة الآن في الخرطوم وبين المسافة التي قطعها الاتفاق الإطاري وهنا أنبه اختصار التصريحات على النطاق الرسمي وهناك تصريحات صدرت هنا وهناك فيها نوع من الاستفزاز ومسألة وصف الاتفاق الإطاري السياسي بأنهم (مات ) وأيضاً الحرية والتغيير (المجلس المركزي) توصف ورشة القاهره بأنها (ماتت في مهدها ) وهكذا التصريحات المتضاربة ربما تبعد المواقف وتجعل الإتصال بين الآلية التي تم الاتفاق عليها وبين القوي السياسيه الأخري ربما تكون صعبة المنال.

وأوضح مجذوب ، أن دخول أطراف جديدة إلى نتائج ورشة القاهرة يتطلب جلسة تفاوض جديده مع الأطراف الأخري، وبالتالي يتطلب الأمر دخول أطراف جديده في الاتفاق والتشاور عليه ولابد من وجود طرف آخر في البدايه ويوقع مع مجموعة الكتلة الديمقراطية ومن ثم يدخل آخرون ولكن الدخول فقط هو انضمام إذا نتحدث عن دخول أطراف جديده وهناك الطرف الثالث المكون العسكري والطرف الرابع المؤثر هو المقاومة والحزب الشيوعي ولذلك مسألة انضمام أطراف جديده للكتلة الديمقراطية تحكمه مصالح وتحالفات جديده ولكن كتفاوض يجب يكون طرف ثاني المكون العسكري.

دور مصر في دعم السودان

واضاف ، مجذوب ان دور الشقيقة الكبرى مصر هو دور محوري وهام وتاريخي ومتجدد في تسهيل التفاوض والحوار بين الأطراف السودانية وليس هذا هي المرة الأولى وهناك مرات كثيرة جدا في التاريخ السودان ومصر يتبادلين الادور في التسهيل  والخرطوم كانت سند كبير للراحل جمال عبدالناصر وأيضاً الخرطوم كانت سند للرئيس أنور السادات في ومصر كانت سند للسودان في مفاوضات الحركة الشعبية وكانت أيضاً حاضنة للمفاوضات المبادرة العربية والمبادرة المصرية الليبية.

وتابع “حتي الان ما بعد ثورة ديسمبر مصر كانت حاضنة للوثيقة الدستورية ٢٠١٩ ، لذلك مصر لها دور كبير جدا تاريخي ونأمل أن يكون لها أدور في المستقبل والان اصبح لها خبرة كبيرة في الوسط السياسي السوداني والمتغيرات بعد ثورة ديسمبر، تستطيع مصر أن توجد لها مؤثر بين الأشقاء في السودان فهناك علاقات اقتصاديه وعلاقات ثقافية واجتماعية والتجارية والربط البري الذي تم يعزز من الادور المصرية في تقريب وجهات النظر والحوار بين الأطراف السودانية”.

وأوضح مجذوب ، أن رد الفعل في الخرطوم متباينة حول ورشة القاهره هي كلها تنصب في (المجلس المركزي) وهي المعني الان بهذا المخرجات والميثاق والإعلان السياسي الذي صدر ومقارنة بالاعلان السياسي والاتفاق الإطاري الذي تم من قوي الحرية والتغيير مع المكون العسكري لذلك  الخرطوم الان مشغوله بزيارات من الوفود الأوروبية وامريكا والاتحاد الافريقي ووزير الخارجية الإسرائيلي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

وأضاف “هناك اجسام سياسية خارج الاتفاق الإطاري وخارج القاهرة وهي أيضا يمكن أن تلعب دور كبير في قراءات ما خرجت به ورشة القاهره ويكون لها دور أيضا في الانضمام للكتلة الديمقراطية أو قراءة المشهد من جديد بناءً على مخرجات ورشة القاهرة وهذا ردود الفعل المتوقعة، ولكن انا اري يتم تعديل بعد النقاط في الاتفاق الإطاري السياسي وبعد القبول والتشاور مع الحرية والتغيير وليصبح اتفاق يمكن أن يخرج الأزمة السودانية الي بر الأمان خاصه أن المكون العسكري وقع على الاتفاق الإطاري وهذا الخطوة يجب أن تستثمرها القوي السياسيه بذكاء وعدم تفويت هذا الفرصة بمزيد من الخلافات .

مستقبل تنفيذ نتائج ورشة القاهرة

وأكد مجذوب، أن ما خرجت به ورشة القاهرة والإعلان السياسي الذي صدر منها متطابق لحد كبير مع الإعلان الإطاري فقط في تسمية الموقعين هناك قوي الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والثورة وقوي الانتقال والموقع على اتفاق القاهرة هما القوي السياسية والكفاح المسلح ورجال المقاومة ومنظمات المجتمع المدني وايضا التعامل مع هياكل الحكم والإبقاء على المكون العسكري والتمكين الاجسام العسكرية أو شبه العسكرية والدعم السريع هذا النقاط بها خلافات.

وقال مجذوب إن ربما هذا الأمر لا يجعل من إعلان القاهرة  نهاية المطاف لأن هناك خلافات مع الاتفاق الإطاري الذي وقع في المكون العسكري وهو الطرف الان الذي يرجح ميزان اي كفة وإما أن يستمر في التوقيع مع الاتفاق الإطاري أو يخرج منه ويوقع مع الاتفاق السياسي لمخرجات القاهرة.

ورجح مجذوب أن المكون العسكري هو الذي يرجح كفة الميزان نحو هذا الطرف أو ذاك طرف ، لذا ليس هناك مبادرات أخري ، الان فقط مبادرتين ورشة القاهرة والاتفاق الإطاري والشعب السوداني هو الفيصل في تأييد اي من المبادرين، لذا  الحل الوسط عرض المبادرين للاستفتاء على الشعب السوداني لاختيار ، وغير ذلك ستكون هناك دوامة من المشاورات وربما يرفع الأمر مجلس الأمن ويعتبر فشل في عدم الوصول إلى تسوية وهذا سيقودنا إلى التدخل الدولي والتدخل يكون بطريقتين إما عبر البند السابع وهذا مصيبة والشكل الثاني عرض مؤتمر دولي ويفرض حل من الخارج توقيع عليه الأطراف السياسية السودانية.

واختتم تصريحاته قائلا “لا أعتقد أن هناك مبادرات ستكون في المستقبل تخرج عن نصوص ورشة القاهرة او الاتفاق الإطاري الذي يمضي الان الي النهاية، وبالنسبة للعراقيل والتحديات لورشة القاهره هي إلى الان لم تعرض على القوى السياسية ولا توجد تحديدات الي الآن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى