لا صمت بعد اليوم.. تجليات البوح في شعر جمعة البرمالي
قصيدة البوح .. في زمن تتصارع فيه الأصوات وتختلط فيه الدروب، يبقى البوح حاجة إنسانية لا يقدر القلب أن يتخلى عنها، فالكلمات ليست مجرد حروف، بل ملاذ للروح، وشهادة ولادة جديدة في كل مرة تُكتب فيها.
وفي هذه القصيدة للشاعر جمعة البرمالي ترفع الذات رايتها عالية، رافضة الانكسار، معلنة أن البوح حياة، وأن القلم امتداد لنبض لا يعرف الاستسلام، هنا نقرأ رحلة مقاومة، وإصرار على أن تبقى الروح واقفة رغم الرياح، تشبه البحر في مده، والشمس في اتساعها.
نص قصيدة البوح
(بوح )
أنا مش ح ابطل بوح
ولاح اكسر قلم
ولا ح انحني للريح
ولا ح اكتم ألم
أنا ذي موج البحر
ذي الشمس
موصول المدد
ومدد يا رب الكون مدد
انا مش ح اسلم بالهدد
قلبي شطوط للكلمة توحشني
تطرح غناوي ف قلب صفصافة
نسمة تعدي ف صيفي هفهافه
ضله ف وقت الضهر تجمعني
وي الحبايب ف زمن صافي
ولا خوف يفرق قلبنا الدافي
ولا بكرة شايل ف عينيه الهم
ولا جرح نازف عمر ما يتلم
أنا مش ح ابطل بوح
ولا ح اكسر قلم
تجسد هذه القصيدة جانبًا مهمًا من تجربة الشاعر جمعة البرمالي، حيث تتحول الكلمة إلى درع، والبوح إلى فعل مقاومة، والقصيدة إلى مساحة ينقذ فيها الشاعر نفسه من ثقل العالم. ففي كل سطر تتردد روح لا تعترف بالانكسار، وتصرّ على البقاء واقفة في وجه العاصفة، إنها قصيدة كتبت لتظل، ولتُقرأ كنشيد للثبات وامتداد الضوء.

اقرأ ايضًا:
ديسمبر… قصيدة هالة العكرمي التي تعيد للحب دفئه في برد الشتاء



