“الحنين الضائع”.. حسن مأمون يرسم وجع الفقد بأنامل من شجن

في زمنٍ تتنازع فيه الأرواح بين الذكرى والنسيان، يطلّ علينا الشاعر حسن مأمون بقصيدة “الحنين الضائع”، ليغزل من خيوط الوجع لوحاتٍ من الحنين المتكسر على أمواج الذكريات.

وهى قصيدة تتكئ على رهافة الإحساس وصدق البوح، وتفتح للقارئ نافذة على قلبٍ عاشقٍ أنهكه الانتظار، وأضناه الغياب.

حسن مأمون يرسم وجع الفقد بأنامل من شجن

تناثرتِ الليالي من عيوني
وأرقني الندمُ على شبابي

تعثَّرت الأماني في خطايَ
وأرهقني الغرامُ، وصدَّ بابي

أباتُ الليلَ يقتلني السهادُ
فأبدلتُ الحقيقةَ بالسرابِ

وصرتُ كأنني موجٌ غريبٌ
تلفظني الشواطئُ في اكتئابِ

وتهجرني السعادةُ من سمائي
فلا قطرٌ يُجلِّي من سحابِ

وعاد الوجدُ يسري في دمايَ
وبات الحزنُ فينا كالمرابي

وبالخطواتِ تعروني الجراحُ
وشاب القلبُ من عشقٍ كذوبِ

ومن خِلٍّ تمادى في العنادِ
أسلمني لتيهٍ في دروبي

أنا من كان في الأشواقِ صبًّا
وفي العشاقِ ذوّاقَ الرضابِ

أنا عِطرٌ، وفردوسٌ تسامى
وغيّبني زماني في العتابِ

فلا نِلتُ الوصالَ إلى حبيبٍ
وكنتُ اليومَ موصولَ العذابِ

أنا يا عبلُ، ضيّعني الحنينُ
وحزني بات يعشقه ربابي

بلا ندمٍ سأرحلُ عن هواهُ
وأدفنُ في فؤادي كلَّ ما بي

فزِدْ في البعدِ من غير انتهاءٍ
أنا بحرٌ، ومجنونُ العبابِ

أنا مطرُ السماءِ ورياحُهُ
فلا تأمنْ إذا ثارت حرابي

في “الحنين الضائع”، يكتب حسن مأمون بمدادٍ من ألمٍ ناعمٍ وصبرٍ ثقيل، وكأن كلماته تسير على جمرٍ من الذكرى.
هي قصيدة تُمزج فيها العاطفة بالكرامة، والحب بالخذلان، لتصنع لوحةً شعرية خالدة عن الإنسان حين يفقد صوته في زحام العشق والغياب.

 نبذة عن الشاعر حسن مأمون

حسن مأمون شاعر مصري يكتب بروحٍ مفعمة بالوجدان، يمزج في قصائده بين الأصالة الكلاسيكية والنَفَس الحديث.
يميل في كتاباته إلى التأمل في العاطفة والقدر والاغتراب الإنساني، وتتميز نصوصه بجمال الصورة وقوة الإيقاع، مما يمنحها حضورًا خاصًا في الساحة الأدبية الرقمية.

اقرأ ايضا:

سلوى زافون تكتب: “الليل أوطاني”.. حين يصبح الليل وطنًا للبوح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى