أسامة الشاذلي: اخترت الفترة الفاطمية لرواية “عهد دميانة” لأنها نموذج للصراع على الهويات

تحدث الدكتور والروائي أسامة الشاذلي عن عشقه للتاريخ وكيف بدأ وذلك عبر بودكاست روايات مصرية الذي تقدمه روايات مصرية للجيب التابعة للمؤسسة العربية الحديثة، وتديره وتقدمه نوال مصطفى المستشار الثقافي للمؤسسة.

وقال أسامة الشاذلي عن اختياره لفترة كتابته لروايته “عهد دميانة”:” الدولة الفاطمية حكمت مصر 200 عام، أول 100 عام كنت في إزدهار وعمران، ثم جاء العصر الثاني بعد الشدة المستنصرية في عصر يسمى عصر الوزراء، والخليفة لم يكن له دور فعال، الوزراء هم من يتلاعبون بالدولة، وهذا فتح الباب والمجال للصراعات، وفي هذا العصر تغيرت مصر تغير كبيرا جدا بسبب تعدد الهويات، فنجد ان التركيبة السكانية قد تغيرت بسبب الوافدين من المغرب والوافدين من الترك، والسودان وقبائل عربية كثيرة، مثل هوارة وبني هلال وقبائل مغربية مثل زويلة وكتامة وصنهاجة، وقبائل سودانية جاءت في عهد الخليفة المستنصر لدرجة أن أم الخليفة السيدة نزل استقدمت 50 الف جندي سوداني للاستقواء بهم والتحكم فيمن يتولى الوزارة.
يكمل أسامة الشاذلي:” أيضًا كان هناك العنصر التركي وكان هناك صراع بين الشرق والغرب وبداية الحروب الصليبية بدأت في عصر بدر الدين الجمالي، وأيضًا الصراعات المذهبية بين السنة والشيعة وصراعات عرقية وقومية، وكل هذا يجعل الانسان حين يسال من انت يتحسس عنقه، في ظل كل هذه الصراعات.

ويواصل:” اخترت هذه الحقبة لأنها نموذج فج في الصراع على الهويات، كما كان اختياري في أوراق شمعون المصري قصة تيه بني إسرائيل كنموذج فج جدا للتيه المجتمعي، مهم جدا لكاتب الرواية التاريخية اختيار وتوظيف التايم لاين ان يخدم الفكرة التي يطرحها.
وعن نصيحته لمن يقبل على كتابة الرواية التاريخية يقول أسامة الشاذلي:” من يبدا في الرواية التاريخية لا يفترض أن يقرا في التاريخ لكي يكتب رواية تاريخية، الكتابة تأتي مرحلة متأخرة جدا بعد مراحل كبيرة من القراءة وهضم ما تمت قراءته وفهمه وتكوين رؤية مختلفة يراد طرحها من خلال التاريخ.

ويواصل:” ولكن فكرة ان اكتب رواية تاريخية فأفتح المراجع وأوظف ما قرات لكتابة رواية فستخرج عبارة عن دراسة او سيخرج موضوع ليس له علاقة بالتاريخ فقط تزيين الشخصيات الدرامية ببعض الأطر التاريخية، ولكن التاريخية مرحلة أصعب من هذان فهي تستلزم المعايشة وليس الهدف من الرواية التاريخية حكي ما تم حكيه ومعروف في الكتاب للتاريخية ولكن أقدم خلاصة او عبرة أو وجهة نظر فلسفية وأطرحها في صورة حية، في صورة درامية، تجذب القارئ وتجعله يقرأ التاريخ برؤية أخرى وهذه عظيمة الرواية التاريخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى