عبير حسني تكتب: المجهول
عبير حسني تكتب: المجهول
توسدت رمال شاطئ بعيد، تتأمل سلاسل ذهبية لأبناء الشمس ، وقد تسللت لتداعب عيونها كمرايا سحرية، تناثر موج مشاغب يتسرب من بين أصابعها ليعاود محاولته مرة بعد مرة عله ينال انتباهها، بعدما لمح ابتسامتها الخجولة تراقبه فى وجل.
انتفضت فجأة لتلك الموجة الجامحة والتى تقافزت حولها تريد مراوغتها لتسحبها معها لعمق المياه.
لملمت شعرها المتطاير فى نعومة وقد داعبها الخيال البرئ ..كانت كمن اسرت بدهليز قديم ،صوت بعيد لموسيقى قديمة يتردد صداها ؛ وقد تهالكت اسطوانتها من فرط دموع المحبين ..وهذا العطر العتيق لزهرة الوادى البعيد يتوغل وريدها ، شذاه يصنع هالة تسبقها اينما رحلت.
وما هذا الصوت؟ الذى انتشلها من عالمها، انه نفير سفينة ترحالها يطلق هديره، ليدعوها لتخرج من دهليز ماضيها..لقد انتهى يومها على شاطئ أزرق وسماء تسكنها شمس حانية.
بدأت تسحب ابناءها لقلبها المشتعل لتبدأ رحلة المغيب، ووداعها تلك الامواج المشاغبة ،علها يوما تعود اليها كطفلة اودعتها صندوق أسرارها، وبقايا ابتسامتها، ارتفع نحيب أسطوانة الراحلين بين همهمات موج ادمن الانتظار.
عبير حسني تكتب: المجهول