محمد عبيد المهيري: رؤية إماراتية مصرية مشتركة وخطط طموحة

لا تتوقف الخطط الطموحة التي تعلن عنها الإمارات ومصر من وقت لآخر ضمن رؤية مشتركة لتطوير وتعزيز التعاون بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، وبتوجيهات حكيمة من قيادة البلدين التي تعمل ليل نهار من أجل الارتقاء بهذه العلاقات نحو عنان السماء.

فلم تمر سوى أيام على زيارة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات إلى مدينة العلمين في مصر، حتى شهدنا في الثامن من أغسطس الجاري ومن سواحل المدينة ذاتها مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين وبحضور رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي تدعم الاستفادة من المنظومة المتكاملة بمنطقة الفجيرة البترولية، وتطبيقها بميناء الحمراء البترولي في مصر على ساحل البحر المتوسط.

المذكرة كشفت عن رؤية مشتركة وخطط طموحة لقيادة البلدين في مجال الطاقة ذلك القطاع الواعد الذي تحظى فيه الإمارات بخبرات متقدمة فهي من أبرز وأهم منتجي النفط عالميا وعضو فاعل في منظمة أوبك، ولا تتوان عن التعاون مع مصر في تطوير هذا القطاع الاستراتيجي والحيوي بما يحقق مصالح البلدين.

مذكرة التفاهم التي وقعها محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بإمارة الفجيرة ومسؤولي وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية تتضمن توريد منتجات بترولية إلى السوق المحلية المصرية عبر الشراكات الموجودة لدى شركة الفجيرة مع الموردين العالميين من شركات النفط والغاز، كما تتيح المذكرة تقديم ميزة تنافسية لمصر واستغلال التسهيلات المتاحة لدى قطاع البترول لتداول المنتجات النفطية.

وبخلاف ذلك تضمنت المذكرة رؤية طموحة تدفع نحو آفاق متقدمة بشأن صناعة النفط في مصر، فقد كشفت عن خطة لإنشاء منطقة لوجستية جديدة للتداول بمنطقة البحر المتوسط عن طريق ضخ استثمارات قد تصل إلى 3 مليارات دولار قابلة للزيادة، وهذا الأمر يجعل مصر مركزا لوجستيا مهما للمنتجات النفطية وأيضا دعم مكانة الإمارات كمنتج دولي رائد للنفط وتعظيم فرص الاستفادة منه.

هذا الاتفاق وغيره من الاتفاقيات الاستراتجية مثل مشروع رأس الحكمة على ساحل البحر المتوسط الذي ضخت فيه الإمارات 35 مليار دولار ومتوقع أن يصل إجمالي الاستثمار فيه إلى 150 مليار دولار، يوضح لنا بما لا يدع مجالا للشك عن طبيعة العلاقات بين البلدين والرؤية المشتركة للارتقاء بها نحو مستقبل أفضل لأبنائنا والأجيال القادمة ونترك لهم إرثا يفخرون به ونتمنى أن يضيفوا إليه مستقبلا ويكملوا مسيرة الإنجازات والإضافة إلى التاريخ المشرف في علاقت البلدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى