فريد الأطرش فصل طويل فى تاريخ الحركة الموسيقية و الغنائية فى الشرق العربي
نشرت مجلة الكواكب مقالا صحفياً عن الموسيقار فريد الأطرش، تتحدث فيه عن حفلته التي أقيمت في لبنان ببسين عالية، والتي نظمها أحمد الحاروفي له من شدة ولعه وحبه له منذ طفولته، وأيضاً حب جمهوره له وفرحتهم البريئة برؤيتهم له.
وكان هذا المقال تحت عنوان “صياد وشبكة مع فريد الأطرش في أربع مقالات”
وافتتح الكاتب المقال بتلك الكلمات “تستطيع أن تسعد الناس إذا كنت شهما، حتى وإن كانوا غارقين فى أزمة سمسرات سياسية، ومساومات مصلحية، في بلد واقع وراء أسوار الصين.
دلت الأيام على أن أبناءه غير جديرين بأن يستلموا مقدرات زريبة معزى، فكيف بمقدرات وطن: و تستطيع أن تسعد الناس إذا كنت شهما، حتى ولو كنت أحمد الحاروفى الذى لا يغنى ولا يرقص ولا يميز بين لورانس أوليفية وعز الدين صبح.
وهذه هى كل مزاياه، بالإضافة إلى أنه صادق لا يكذب، بالرغم من أنه من بلدة عبدالجليل وهبى، ومن وطن فيلمون وهبى … ففى هذا الأسبوع، سيسعد الحاروفي الناس بحفلتين اثنين يحييهما الموسيقار والمطرب الكبير فريد الأطرش، فى بسبين عالية، بل وسيزداد عدد شهور الصيف فيه شهرا جديدا.
سهرتان مع فريد الأطرش، ستكونان تعويضا عن ( ليالى الطرب ) التى يحييها ـ أى يميتها ـ تسعون فى المئة من المطربين والمطربات الذين يساعدون المجلس الوطني الأعلى للسياحة فى الجهاز على السياحة ورب ( فريد ) ياتيك عن طريق الحاروفي.
الفرحة البريئة
حين ظهر فريد الأطرش على مسرح قصر النيل بالقاهرة منذ ثلاثة اشهر، شعر المصريون بغمرة من الفرح الصادق وهم يسمعون صوت فريد ويهتفون له من اعماقهم، وشعروا بمزيد من هذا الفرح وهم بعيون ملأى بالدموع، وعلى شاشة التلفزيون المصرى الذى نقل على كل قنواته، حفلة فريد كلها وهذا امر نادر فى تاريخ التلفزيون بالقاهرة.
شعروا بالفرحة البريئة العميقة لرؤية الفنان الأصيل، صاحب الطابع الذي عز تقليده على جميع الذين حاولوا أن يسيروا على خطاه طمعا فى اجتذاب القلوب و الأسماع.
و شعروا بالفرحة البريئة العميقة وهم ينظرون ويسمعون فريد، الإنسان الأصيل في انسانيته، صاحب الخلق النبيل والقلب الكبير الذى يتسع للحب ملئ الفضاء، وكأنه قلب الطفل السعيد الذى يجرى وراء العصافير فى جبال لبنان، أو قلب الشاعر العبقري الذى ينافس الطفل فى براءته و طيبته وطهارة أحلامه.
وكان من أشد الناس فرحا بفريد الأطرش، لبناني شهم هو أحمد الحاروفي، نجل الحاروفي الشاعر الزجلى الشهير، وابن الجنوب الذى يأكله الجراد والحكومة وخطابات أصحاب المعالى وبرنامج ( نشاط الدولة فى أسبوع ) من إذاعة لبنان من بيروت.
ولا غرابة فى حب الحاروفي للموسيقار الأصيل النبيل.
ففريد الأطرش، بالإضافة إلى كونه حبيبا إلى كل قلب، هو أولا ابن الجنوب، ومن مواليد مرجعيون، بلدة الداعي، وأجمل بلدان الشرق على الإطلاق ، بعيدا عن وجه الحكومة.
الفصل الطويل
و أغرى الحاروفي الموسيقار الأطرش بإقامة حفلة أو أكثر بلبنان خلال هذا الصيف.
ووافق فريد ، فطار الحاروفي فورا إلى لبنان واستأجر بسين عاليه طيلة الصيف، تيمنا بقبول فريد الأطرش ما عرضه عليه.
وهكذا، ففى هذا الاسبوع بالذات، سيسهر لبنان، بمن فيه من البنانيين واخوانهم العرب، مع الصوت الذى طالما أحبوه، والعود الذى عشقوه وطالما تمنوا أن يسمعوه وهم بين يدى صاحبه : الفنان الأصيل والإنسان النبيل، الموسيقار والمطرب الكبير فريد الأطرش.
إن فريد الأطرش، فصل طويل وجميل ورائع فى تاريخ الحركة الموسيقية و الغنائية فى الشرق العربى، كما هو فصل طويل وجميل ورائع فى تاريخ الوفاء والإخاء والحب الكثير.
اقرأ أيضاً..عبد الفتاح القصري يكتب..البلدى يوكل