حسين عبد العزيز يكتب : عندما تبدع المرأة
إن الكتابة بالنسبة للمرأة ،هى وسيلة لطرح مفاهيم جريئة ومتمردة على الموجود ، فهى تخرق التابو لتعبر عن رؤيتها للحياة .
وإبداع المرأة قبل النت يتخلف عما بعد النت فنحن نجد أسماء كثيرة جدا كان للنت والفيس الفضل الأكبر فى وجودها وفى أنتشارها الادبى بعكس ما قبل النت والفيس .
ومن هنا أصبحت رواية المرأة حاضرة ومنافسة بقوة ، وفى أحيان كثيرة يفوز إبداع المرأة على إبداع الرجل ، وهذا كله راجع إلى التحولات العصرية التى شاركت فيها المرأة بطريقة أو بأخرى .
إن ما قرأته للقاصة ” مى عطاف ” السورية المولدة فى مدينه حنا مينا ومحمد الماغوط ، إنها مدينة الاذقية ، وقد تخرجت من كلية الأدب قسم الاجتماع . وخلال نصوص قصصية قليلة للغاية لها لأن لم تصدر بعد اى انتاج ادبى بين ضفتى كتاب ، رغم ما لديها من إنتاج ادبى يستحق فى أن يصدر فى كتاب ، ومن خلال موقعها على الفيس بوك ، وتلك النصوص منشورة فى الدوريات العربية ولما قرأت نصها المعنى بهذا المقال وجدتنى استمتع به و بهذا الحكى والقص واللغة والبناء وكل ما فى النص الذى يحمل عنوانا ملفتا للغايه ” جدتى” وقد أخذت أبحث عن إنتاج الاستاذه مى عطاف من خلال محرك البحث جوجول ..
وكما تلعمنا من أن العنوان هو عتبة النص الأولى التى إن نجح المؤلف فى نحت تلك العتبة بنجاح فسوف يقدم نصا مميزا وسوف يجتازها القارئ بحب ونجاح ايضا و سوف يستمتع بالنص اين ما كان ( رواية كانت او ديوان شعر او قصة قصيرة ) وموضوع الاسماء موضوع مهم جدا و ليس بالهين او البسيط ، الذى لا يجب ان نتعامل معه ببساطه او استهتار ، لانه كثير من الأعمال تبداء شهرتها من عنوانها ونحن لدينا مدرسة مميزه فى تلك النقطة التى يمكن ان اذكر اسمها فقط . انها مدرسة احسان عبد القدوس فى نحت عناوين رواياته ومدرسة نزار قبانى.
والان نعود الى نص جدتى ، والذى أبدعت فيه القاصة بصورة مدهشة ، جعلتنا نتعلق بجدتنا وان كنا لم نرى جدتها التى تحكى عنها ، وهى جده متخيلة وليست كما يتبادر الى الذهن من انها الجده الأم لأبيها ، او لامها فى ابعد تقدير ..
وهذا يجعلنا نبحث عن الجده المعنية فى النص ، فهى الوطن الام للقاصة فهى هنا تصف الوطن بجدتها بكل ما تحمل من حب وعطف وخوف على احفادها من الهوا الطاير كما نقول فى الحكى الشعبى ، وقد كانت القاصة عبقرية فى وصف اثداء الجده والتى تمثل منابع الخير فى وطنها سوريا ، والحليب الذى يخرج من الاثداء هو الخير الذى تخرجه ارض ومصانع سوريا التى انهكتها الحرب الأهلية ، فاصبح جسد الجده مخنس بالجراح ، ولا يفوق من الصعاب التى تأتيه من جميع الجهات ..
كل هذا نعرفه ونعيشه ونشاهده ونشعر به من خلال أعين الحفيده المعذبة بوضع جدتها ، أو جدتنا جميعا ، هنا يمكن ان نقف لنقول للقصة احسنتى فى بناء نصك المكثف لكل معانى الحب والوطنيه التى يجب ان تكون موجوده دائما وابداََ فى نفوسنا جميعا وهنا يظهر قيمة الابداع بكل انواع .