“رسائل مصر”.. حكاية كتاب ترجمه الروائي إبراهيم عبد المجيد على نفقته الخاصة

كتاب “رسائل مصر” من الكتب القيمة التي كتبها أجانب زاروا مصر وكتبوا عنها، والكتاب يعد من الكتب القيمة التي تمت ترجمتها مؤخرًا، والتي اهتمت بالحياة الاجتماعية المصرية.
وازدادت تلك الرحلات في أوائل القرن التاسع عشر، وبعد نشر علماء الحملة الفرنسية كتابهم الرائع “وصف مصر” وتولي محمد على حكم مصر، ازدادت أعداد الأجانب نتيجة الانفتاح، خاصة بعد أن تنبه العالم إلى الحضارة الفرعونية وفك طلاسم حجر رشيد واللغة المصرية القديمة على يد شامبليون عام 1822، فتوالت زيارات الرحالة ليروا هذا العالم الخفي خاصة بعد أن استتب الأمن بفضل سياسات محمد علي.
وهو ما شجع على التوغل في أراضي مصر والارتحال إلى جنوبها، واستمرت بصورة كثيفة حتي الاحتلال الإنجليزي عام 1882 الذي حدث بعده تغير وتطور في مفهوم الرحالة، عندما قام كوك ومن بعده ابنه بعمل رحلات نيلية منظمة على ظهر مراكب بخارية فضلا عن الذهبيات، ليتخذ الرحالة مسميات عديدة جديدة مثل السائح والمستكشف وعالم المصريات والمستشرق، كل هؤلاء الذين ما زالوا يتوافدون على مصر حتي وقتنا الحالي(2020).
والتي حملت لنا الأخبار أن الشركة قد افلست، كان اتجاه الرحلات من الإسكندرية ومنها الى رشيد أو القاهرة، ومنها الى الجنوب، نذكر منها يوميات جون أنتيس، ومجموعة كتب جون لويس بوركهارت إلى مصر وطيبة والسودان والحجاز، ورحلة إلى الشرق لريتشارد بيرتون، كتاب “رحلة الألف يوم” لأميليا إدوارد، ورحلة إلى الشرق للشاعر الفرنسي جيرار دي نيرفال.
والكتاب الذي نحن بصدده ” رسائل من مصر ” لليدي دوف جوردون، وهو النسخة الأصلية المترجمة حرفيا للكتاب الأصلي والتي قام بترجمتها الروائي أبراهيم عبد المجيد، ونشرها على نفقته في دار الياسمين للنشر، والكتاب عبارة عن عدة رسائل بعثت بها السيدة لوسي لزوجها أثناء إقامتها في مصر في الفترة ما بين 1862 إلى 1869. وترجمه إلى العربية إبراهيم عبد المجيد
أقامت لوسي دوف جوردون، في مصر لمدة سبع سنوات (1863- 1869)، إنها السيدة لوسي دوف جوردون، إنجليزية ولدت في 1821.
كان والدها محاضرًا في الفنون، وكانت أمها بارعة الجمال ومثقفة ثقافة عالية ورفيعة وتجيد عدة لغات أخري، كانت تجمع حولها عدد من المثقفين والأدباء الإنجليز في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
تزوجت لوسي من سير ألكسندر دف جوردون، ومنه أخذت اسمها، واضطرت الى الانتقال إلى فرنسا وهناك أتقنت اللغتين الألمانية والفرنسية قرأت أمها الإنجيل، وألف ليلة وليلة، وبعض كتب التاريخ القديم التي كتبها هيرودوت، كما قرأت بعض ما كتبه المستشرقون عن الدين الإسلامي، وقرأت ما كتبه توماس كارليل عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وترجمت عدة مؤلفات من اللغة الألمانية، وكانت متسامحة في النواحي الدينية، وخلال عملها في الترجمة أصيبت بداء السل وكانت في الواحدة والثلاثين من عمرها، لم يكن في ذلك الوقت قد اكتشف علاج لهذا المرض الخطير، ونصحها الأطباء بأن تذهب إلى إحدى البلاد التي تتمتع بجو معتدل وجاف مثل جنوب أفريقيا، ولكنها لم تجد بغيتها هناك وعادت مرة أخري إلى إنجلترا ونصحها الأطباء بأن تأتي إلى مصر.