في حوار نادر لها.. كريمة مختار: دخلت التمثيل في سن الـ 15 وزكى طليمات دعمني
تحت عنوان” صاحبة أجمل صوت إذاعي عاشت عمرها مع الظلم كريمة مختار” أجرت مجلة الكواكب حوارًا مع الفنانة كريمة مختار، يرجع إلى أكثر من خمسين عامًا، يعيد موقع مباشر 24 نشره مرة أخرى حتى تعرف الأجيال الجديدة الكثير عن حياة الفنانين الراحلين، وجاء نص الحوار كالتالي:
ممثلة الإذاعة المعروفة التي استطاعت أن تصل إلى قلوب جمهور مستمعي الراديو” امتازت به من صوت دافيء حنون يبعث في النفس الراحة والطمأنينة فيها نقطة ضعف قد تكون السبب الكبير في بعدها عن الناس وعدم الإختلاط بهم، إنها خجولة أكثر من اللازم, تكلمك والدم يكاد ينبثق من وجهها الأسمر الحلو والتقاطيع.
وتبتسم بحساب وحتى الكلام والضحك عندها بحساب ومع أنها زوجة وأم إلا أنها لا زالت تعيش في دوامة من التقاليد العائلية التي حرمتها من الكثير, وها هي قصتها.
الاسم الحقيقي
إن اسمها الحقيقي” عطيات البدري” تقدمت إلى “بابا شارو” عن طريق “محمد الطوخي وعلي الزرقاني” ورحب بها” بابا شارو” عندما لمس فيها موهبتها القوية بالتمثيل, على أن والدها، لم يكن راضيا عن هذا الإتجاه الذي تسير فيه” عطيات” وقرر حرمانها من الإستمرار في عملها مع “بابا شارو” صيانة لتقاليد العائلة وخرجت يومها تبكي في الطريق ودقت باب “بابا شارو” وهي تبكي في حرقة وتروي له ما حدث من والدها.
رفض عائلتها دخولها الفن
ولكن “بابا شارو” الذي كان ينتظر من ورائها الكثير هزته المفاجأة وذهب إلى والدها واستطاع إقناعه بترك الطفلة الصغيرة تأخذ طريقها لتنمي موهبتها الفنية، فحياتها أصبحت لا تساوي شيئا دون أن تعبرعن أحاسيسها الفنية الرقيقة ومنعها من الإستمرار في التمثيل سبب لها صدمة كبيرة قد لا تستطيع أن تتحمل نتائجها واقتنع الوالد واشترط لغيير اسمها لتغيير اسمها حتى لا تتعرض العائلة للقيل والقال ووافق “بابا شارو” واختار لها اسم “كريمة مختار” ومنذ ذلك التاريخ عرفت بهذا الاسم.
النشأة والعائلة
روت لي كريمة قصتها فقالت: أنا من مواليد حلوان والدي كان رئيسا لأحد الأقسام في شركة ماركوني كنت الثالثة بعد شقيقتين هما” عواطف البدري المذيعة بالإذاعة وفوزية” تلقيت علومي الأولى في مدارس الرياض ثم إنتقلت إلى المدارس الإبتدائية وفي هذه الأثناء شغفت بالموسيقى كنت أقضي يومي في الإستماع إلى الموسيقى والغناء وهوبت العزف على البيانو.
ولما لاحظ والدي شغفي بالموسيقى عرفني بعائلة إيطالية من أصدقائه تلقيت على يد أفرادها أصول العزف على البيانو.
كواليس المراحل التعليمية
“انتقلت من المدرسة الإبتدائية إلى إحدى المدارس الفنية ولكنني لم أظهرنبوغا في الدراسة، فقد كانت الموسيقى هي شغل اليشاغل فقد استولت على كل مشاعري ووقتي ولاحظ والدي ذلك فخيرني بين أمرين إما المدرسة وإما الموسيقى واخترت الموسيقى، وان كان والدي في واقع الأمر لم يرضى عن هذا الإتجاه الفني الذي أسير فيه وذات يوم قرر حرماني أيضا من درس الموسيقى لأنني امتنعت عن الذهاب إلى المدرسة ومن هنا بدأت المتاعب وبدأ الكفاح الطويل في سبيل هوايتي التي قررت أن أعيش لها ولها فقط.
قررت أن استمر رقم رغم أية عقبة تعترض في طريقي كنت أحس في قرارة نفسي أنني في حاجة إلي الموسيقى إلى الإنطلاق’ كنت أعرف أن حياتي لن تساوي شيئا لو لم أروها بما أعشق.
لم أكن أفكر من وراء ذلك تحقيق أي هدف مادي فقد كنت أعرف أنها حياتي, إنني خلقت لهذا.
ولهذا كافحت ولكني لازلت أعيش في دوامة التقاليد التي حرمتني الكثير في طفولتي والإنسان الطيب المؤمن بهدفه ومبدئه يستطيع أن يشق طريقه ويتغلب على كل الصعاب وأن يجبر الناس على احترامه واحترام أهدافه ومبادئه, لقد دخلت معهد التمثيل ودخلت معهد الموسيقى وعرفت أكثر من شخص ولكني كنت احترم الجميع كزملاء.
ولذلك فقد احترموني وقدروا كفاحي وهوايتي وزمالتي” وسكتت كريمة لتخرج منديلها وتخفي دمعة رقيقة انسالت من بين رموشها وعادت تقول عندما قرر والدي حرماني من درس الموسيقى عشت أياما سوداء لا أعرف لماذا أعيش كانت الأنغام تجري في عروقي مع دمي كنت أرتعد كلما سمعت دقات البيانو.
وأحس قوة تجذبني إليه وكنت أعلم أنني لن أستطيع الإستمرار في تعلمه دون درس, كانت تعوزني المصاريف كذلك, خرجت يوما أبحث عن معهد الموسيقى خرجت دون علم والدي أو والدتي.
أول لقاء مع زكى طليمات
كانت الرغبة أقوى من كل شيء وقادتني قدماي إلى معهد التمثيل ودخلت ولم يكن هدفي معهد التمثيل نفسه فقد كان أملي أن يدلني أحد من مكان معهد الموسيقى ,لأعتقادي أن هناك صلة بين المعهدين, وقابلني هناك عميد المعهد الأستاذ “زكي طليمات” ورويت له قصتي كنت آنذاك لا أتعدي الخامسة عشر من عمري وشعرت أن” زكي” والد طيب فبحث له بكل ما ينتابني ويكاد يقضي على حياتي.
واستطاع الأستاذ ذكي أن يطيب من خاطري وقام من فوره وأخذني من يدي وذهبنا إلى معهد الموسيقى وكان أول ما وقعت عليه عيناي هو قسم الموسيقى ,الأستاذ الشجاعي يجلس بين الطلبة يناقشهم ويناقشونه في حرية وكأنهم عائلة واحدة وارتحت للمنظر وقررت أن التحق بالمعهد في قسم الموسيقى إلا أن الأستاذ ذكي استطاع إقناعي بالإلتحاق أيضا بقسم التمثيل لما رآه مني من حب لكل ما هو فن.
اتصل زكي بوالدي وطلب منه الحضور إلى المعهد وتوصل إلى إقناعه فوافق والدي على أن التحق كمستمعه ولم يكن قد بقي على الإمتحان سوى شهرين وعقدت لجنة خاصة لامتحاني بمفردي ونجحت بتفوق وكان العام الثاني فانتظمت في المعهد كنت أبدل الكثير الكثير جدًا ولكنني كنت راضية لأن هذا الإتجاه هوما كنت اطلبه ولكن كان والدي ووالدتي غير راضيين من ذلك.
قصة الدراسة في معهد التمثيل
وعشت في المعهد بين الطلبة والطالبات لا أعرف عنهم إلا أنهم زملاء, من بيتي إلى المعهد ومن المعهد إلى البيت لا تربطني بهم سوى الزمالة وفي السنة الثانية بالمعهد اشتغلت مع” بابا شارو” عن طريق الأستاذ الطوخي والأستاذ علي الزرقاني وهكذا عرفت طريقي إلى الإذاعة ولما انتهيت من دراستي في معهد التمثيل قررت الإلتحاق بمعهد الموسيقى المسرحية.
و كان أملي هو الحصول على دبلوم المعهد أيضا لم يكن هدفي أبدا هو المظاهر أو الشهرة أو المجد كان هدفي هو إرضاء رغبتي الفنية والتحقت بقسم الآلآت ووصلت في المعهد بين حب الأساتذه والطلبة إلى السنة الثالثة ولكني مرضت قبل الإمتحان وحرمني أحد الأساتذه من نسبة الحضور فحرمت من الحصول على الدبلوم.
وانتقلت من العمل مع” بابا شارو” إلى التمثيليات الكبيرة وحتى اليوم لازلت أعيش مظلومة من الأهل والإيذاعة والناس.
وما هي أول تمثيلية قمت فيها بدور البطولة؟
فقالت التمثيلية “المفتاح” للأستاذ السيد بدير كان ذلك أيام حرب فلسطين وكانت الإذاعة تقوم بمجهود كبير في تقديم التمثيليات بالذات ورشحني “بابا شارو” للقيام بالتمثيل وأعجب به السيد” بدير” فأسند إلي دور البطولة في هذه التمثيلية وقد اشتركت في اكثر من خمسين تمثيلية أعتز بها جميعا ولم أتقيد فيها بتمثيل دور بعينه فقد قبلت كل الأدوار التي تسند إلي ولم أبدأ إعتراضا على أي دور.
شهد لك الجميع بالموهبة في التمثيل فلماذا لا تمثلين في السينما؟
فأجابت قد أكون ممثلة ناجحة في الإذاعة ولكني لقد لا أكون ممثلة ناجحة على الشاشة ولم يطلب مني أحد أن أعمل في السينما حتى الآن وأملي إذا أقدمت على التمثيل في السينما بعد إجراء الإختبار لي أن يقدر المسؤول قيمة العمل الذي ساؤديه على الشاشة أقصد من حيث الدور ولقد عرض علي حسن الإمام القيام بأحد الأدوار وذلك قبل الزواج ولكنني كنت في هذه الأثناء على غير استعداد للتمثيل ثم إن للسينما مؤهلات قد لا تكون متوفرة عندي وعلى كل أنا لن أرفض العمل على الشاشة.
من الممثلين يعجبك على المسرح والشاشة؟
فابتسمت وقالت على الشاشة المصرية كلهم يعجبونني وبالأخص زوجي “نور الدمرداشي “اما على المسرح فإن أكثر من ممثل قوي وعلى الشاشة الأمر يعجبني تعجبني الممثلة “أوليفيادي هافلاند” وكلهم وغيرها ولم تسألني عن ممثل الإذاعة سأقول لك أن صلاح منصور هو أحسن وجه إذاعي وكذا” سيدة زوزو نبيل”.