قصة لوحة “الحقيقة العارية” التي رسمها الفنان “جان ليون جيروم”

كتبت سناء صفوت :
الحقيقة العارية هي لوحة رسمها الفنان “جان ليون جيروم” سنة ١٨٩٦م، تجسيداً لأسطورة شعبية تمثل الصراع بين الحقيقة والكذب.
وفيما يلي يعرض موقع «مباشر ٢٤» أسطورة “الحقيقة العارية”
تحكي الأسطورة والتي انتشرت في القرن ال 19، أن الحقيقة والكذب تقابلوا في يوم من الأيام، فقال الكذب للحقيقة:
_ هذا اليوم جميل جداً!
_ نظرت الحقيقة حولها في شك ورفعت عينيها للسماء، وجدت الجو حقاً جميل، وقررت أن تتمشى مع الكذب وتقضي معه اليوم!
_ ثم قال الكذب للحقيقة:
الماء فى البئر جميل جداً، تعالي لننزل للماء..!
_ نظرت الحقيقة للكذب فى شك للمرة الثانية، ولمست الماء فوجدته جميل حقاً..!
فتجردا من ملابسهم، ونزلوا إلى البئر!
وفجأة، خرج الكذب من البئر، ولبس مسرعاً ملابس الحقيقة وجري..!
فخرجت الحقيقة من البئر عارية وغاضبة تجري وراء الكذب تود أن تلحق به..!
ولما رأوها الناس عارية غضبوا منها وأداروا وجوههم!
أما عن الحقيقة المسكينة، فرجعت للبئر واختبأت به، ولم تخرج منه مرة ثانية من شدة خجلها!
ومن وقتها الكذب يلف العالم يرتدى ثوب الحقيقة والعالم يتقبله، وفي نفس الوقت يرفضون أن يروا الحقيقة عارية!!
ومن هنا تأتي العبرة
بأن الكذب لا يأتيك واضحاً و يقول لك الأمور مباشرةً، بل يدور و يغلّف نفسه بعدة طبقات، بحيث يصعب كشفه و رؤيته.
ويشير اسم اللوحة إلى قول مأثور للفيلسوف “ديموقريطوس” وهو:
“لا نعرف من الحقيقة شيئاً، لأن الحقيقة في بئر [مضاءة في أسفل الهوة]”.
كما يشير تعري السيدة في اللوحة إلى المثل المشهور “الحقيقة المجردة” أو “الحقيقة العارية”.
ووفقًا ل “تشارلز مورو-فوتييه”، وهو كاتب سيرة حياة جيروم، فإن جيروم كان ينام واللوحة مُعلقة فوق رأسه، ويقول بأنه عُثر عليه ميتاً على سريره في عام 1904، وذراعه ممتدة على اللوحة وكأنه يودعها.
وفي النهاية، تُعد أهم إنجازات الكذب أنه موجود في كل مكان، وأسوأ أخطاء الحقيقة أنها صدقته ذات يوم، فاختفت.