د.محمد أبو هاشم: شهر رمضان في مصر مختلف وأحب التمر واللبن (حوار)

إن مظاهر شهر رمضان تختلف من بلد لآخر، فكل بلد له طقوس خاصة، لكن في مصر له طابع خاص، من إحياء الليالي الرمضانية، وقراءة القرآن في تجمعات، والموروثات التي تربينا عليها من زيارة الأهل والأقارب.

كما أن شهر رمضان له ميزة خاصة وشهر عند الله عظيم، كل إنتصارات المسلمين كانت في شهر رمضان المبارك، كلمات بدأ قالها الدكتور محمد أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري الأسبق، وكبير مشايخ الطرق الصوفية، في حوار قديم له مع جريدة صوت الأزهر، ويعيد الموقع نشره.. وإلى نص الحوار..

هل علينا شهر رمضان أفضل شهور السنة.. برأيك كيف نعيد هيبة الشهر المبارك عند الناس مثل زمان؟

يجب أن نعيد مصطلح الأخلاق  الذي ضاع أولاً، فالهيبة مصطلح لا يعرفه إلا من عنده خلق ،فلابد أن نعيد المجتمع الي أخلاقه التي كان عليها في السابق، فالمصطلحات الحالية التي منها الحرية والديمقراطية التي تنادي  باسم التمدن والتحضر يجب أن تكون تحت راية الدين والأخلاق الإسلامية ، فالإسلام لا ينكر التحضر والديمقراطية لكن بالضوابط الشرعية .

شهر رمضان له ذكريات محفورة مع كل واحد منا.. فما هي ذكرياتك مع هذا الشهر؟

شهر رمضان في الريف له مذاق خاص، مذاق القرية المصرية بعاداتها وتقاليدها التي لا تتغير، فكنا نعد الإفطار الجماعي في ساحة الشيخ أبو هاشم ثم القيام الي صلاة المغرب ونظل به الي صلاة العشاء ثم نصلى التراويح وبعدها نظل في المسجد فترة لمراجعة القرآن فنقرأ علي بعضنا.

فمنا من يقرأ القرآن بتجويد والأخر ترتيل ونصحح لبعضنا، ثم نقوم بقراءة  قسط من صحيح الإمام البخاري الذي نلتزم به وحده في رمضان بخلاف غيره من الشهور الأخري التي نقرأ بها كتب السنة، ثم في بعض أيام رمضان نقوم بزيارة بعض القري للسهرات الرمضانية وهم أيضا يقوموا بزيارتنا خلال الشهر .

وما هى أهم المواقف بالنسبة لك في رمضان؟

أهم  ما طبع في الذاكرة “عمرة” رمضان وقضاء بعض الأيام في المسجد النبوي والحرام، واللقاءات الدينية بين العلماء ومناقشة الأحكام والحديث في كل ما يخص المستجد علي الساحة، وإحياء ليالي رمضان القديمة عندما نذهب إلي الدول العربية والإسلامية فهذه مواقف لن تنس.

سافرت إلى العديد من دول العالم في رمضان.. ما البلاد التي قضيت بها رمضان؟ وما مظاهر الإحتفال في تلك البلاد؟

قضيت رمضان في عدة دول منها السعودية والكويت وعمان، وتختلف بها مظاهر الإحتفال فالسعودية مثلا تتميز بالإفطار الجماعي في الحرم وقيام الليل به أيضا.

تتميز الكويت بكثرة الملتقيات الفكرية في رمضان و إقبال الناس على المساجد وتلاوة القرآن والذهاب إلى الأسواق والدواوين والسهر أمام الفضائيات والبعض يقيم الليل، وهناك مظاهر أخرى كثيرة من التواصل مع الأرحام وإعداد الولائم ودعوة العائلات لها وتبادل الزيارات وحضور دروس العلم بالمساجد.

وتتسم عمان بكثرة الموائد والزيارات، ولكن رمضان في مصر له طابع خاص أكثر احتفالًا في هذا الشهر وأي مواطن مصري يقضيه خارج مصر يشعر بأنه فاته الكثير نظرًا للعادات والتقاليد التي مازلنا نحافظ عليها من وجود المسحراتي والزينة وغيرها.

وهل هناك أنواع من الأطعمة تفضلها في رمضان؟

لدي نوعان من الأطعمة وقد وصي بهم النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه عليه وسلم عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: كان النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم يُفطِر قبل أن يصلي على رطَبات، فإن لم تكن رطبات فتُمَيرات، فإن لم تكن تميرات حسَا حسَوات من ماء فالتمر واللبن هم أفضل الأطعمة.

كيف أثر انتماءك الصوفي في حسن عبادتك بالصوم ؟

الإنتماء الصوفي لا ينفك عن الأزهر والعلم ، لآن جميع مشايخ الطريقة من علماء الأزهر فجدي الشيخ أحمد أبو هاشم كان قاضيا ومن علماء الأزهر وأيضا ووالدي  وأعمامي ، فالأسرة جميعها  تهتم بالعلم الديني فالتصوف لا ينفك عن العلم طريقة صوفية علمية لا تنفك عن الكتاب والسنة .

دكتور هل لديك قارئ معين تحب أن تسمعه في رمضان أو تفضل سماع قرأته عند قرآن المغرب؟

ليس لي قارئ معين فإني أحب أستمع إلي مجموعة من القراء قديما كان منهم: الشيخ الحصري، وصديق المنشاوي، وعبدالباسط عبدالصمد،  ومصطفي إسماعيل، أما القراء الحاليين الدكتور أحمد نعينع، والشيخ عبدالفتاح الطارووتي، لأني ألتمس في قرائتهم  إتزان ويعطعوا كل حرف حقه في الإدغان والضم وأيضا يعرفون مناطق علو الصوت وإنخفاضه.

وهل لديك أدعية معينة في رمضان؟

أكثر دعاء أقوله في رمضان”اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني”وهذا ما وصانا به النبي صلي الله عليه وسلم في قيام ليلة القدر،وهناك أدعية كثيرة مثل آخر البقرة ،وعندما تنفرد النفس تقل ما تشاء من الأدعية التي لا حصر لها.

البعض من النساء تقضي هذا الشهر الفضيل ما بين شاشة التلفاز، وإعداد الوجبات فكيف يمكن أن توفق المرأة مابين تعبدها لربها و واجبها تجاه بيتها ؟

إذا تعارضت الواجبات فالذى يقدم من هذه الواجبات الأولى فمثلا إذا تعارض وقت الصلاة مع الاستعداد لتجهيز الافطار فان الصلاة تقدم ،أما إذا تعارض واجب دينى مع واجب دنيوى فإنه يقدم الواجب الدينى،وإذا تعارض واجب دينى مع مباح كالفرجه على مايفيد من تلفزيون فانه بالأولى الواجب الدينى وبالطبيعة يقدم الواجب الدينى إذا تعارض مع لهو مباح أومحرم.ومن  هنا نقول لأى إنسان رجلا أو أمراة شابا أو فتاة لا بد أن قاعدة الألويات فى الدين والحياة فيقدم ما الأهم على المهم.

فالتوازن يتحقق بمعرفة ما هو مطلوب اولا من وجهة نظر الدين قتدم الاوامر الربانية نم المستحبات ثم المباحات وتكون بهذا متبعة لهدى النبى صلى الله عليه وسلم اعطو كل ذى حق حقه.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى