قصيدة وحدي .. في عالم يموج بالصوت العالي، تختار الشاعرة سلوى محمود أن ترفع قصيدتها «وحدي» كراية نقاء وقوة. قصيدة تنبض بفخرٍ أنثوي، وإيمان بالشعر، وعتاب للحاقدين، واحتفاء بالجمال الذي لا ينطفئ.
هذا النص يحمل بين سطوره مواجهة صامتة… وانتصارًا هادئًا، وهنا، تتجلى الشاعرة في أصدق حالاتها: امرأة تقف وحدها… لكنها ليست وحدها.
نص قصيدة وحدي لسلوى محمود
وحدي…
يقيني أن شعريَ أخضرُ
والحاقدون بنو الخداعِ تصحّروا
درويشةٌ شالي بكارةُ مريمٍ
مصريةٌ… وجهي تقيٌّ أسمرُ
لمحوا حروفَ الشعرِ تقطرُ سلسلًا
أخفوا بهم تكبيرةً… وتكبروا
من هؤلاء؟ سألتُ… أين رأيتهم؟
بالكاد لا أنسى… ولا أتذكرُ
إني بخيرٍ رغم مرِّ سقامهم
إني بشعرٍ… والرفاقُ تُشعِرُ
ولادةٌ… وحملتُ أندلسي معي
ومعي ابنُ زيدونٍ نقولُ فنُسحِرُ
أفتى فقال: الحبُّ ذنبٌ طاهرٌ
أفتيتُ أن الشعرَ حبٌّ أطهرُ
لوجوهِ حسّادي أصوّبُ بسمةً
أمضى من الصمصامِ أنَّى تُشهرُ
سيموت آخرُ حاسدٍ في قبحهِ
أمّا الجمالُ ففي القصائدِ يبحرُ
أنا أحمدُ الرحمنَ أن خطيئتي
قومٌ منحتُهم الجمالَ… تغيروا
أستغفرُ اللهَ العظيمَ إذا أرى
وجهًا ينافقُ… يدّعي… يتنمّرُ
لم أنشغلْ بالًا بفريةِ كاذبٍ
سأظلُّ عائشةً… وربُّك يقدّرُ
أتعقّبُ الآياتِ حين نزولِها
ببراءتي من عصبةٍ لمّا افترَوا
يا عينُ لا تبكي… فما لي صاحبٌ
إلا يراعٌ في يديَّ ودفترُ
لو حدّثوا كذبًا… فذنبُ قلوبِهم
أو حدّثوا صدقًا… فلا أتصوّرُ
إني انتبهتُ عليّ… بدءُ ختامِهم
قلمي رسولٌ… بالقصيدِ يبشّرُ
الشعرُ سلوى الروحِ… محمودُ الرؤى
مهما تعامى العابرون وأنكروا
وفي النهاية قصيدة وحدي ليست مجرد قصيدة، بل موقف، صوتٌ يعلن أن الجمال باقٍ، وأن الشعر سفينة لا تغرق، وأن القلوب النقية — مهما حوربت — تعرف طريقها إلى الضوء، بهذه الكلمات تثبت سلوى محمود أن الشاعرة حين تقف وحدها… فإن القصيدة تقف معها.
اقرأ ايضا:
مناقشة المجموعة القصصية “منفى الآليات المتعطلة” ضمن الأنشطة الأدبية للثقافة بالقليوبية
