عبدالنبي الشعلة في الجامعة الأهلية: ملحمة نجاح وطنية وإنسانية ملهمة لكل الأجيال

في يومٍ مشرق من أيام ديسمبر، احتضنت القاعة الرئيسية في الجامعة الأهلية لقاءً إنسانياً نادراً، تحت عنوان “تجربة نجاح”، حيث تحوّلت الكلمات إلى نافذة تطل على رحلة حياة استثنائية، وحوّل الحضور من مستمعين إلى رفاق رحلة في مسيرة حافلة بالتحديات والإنجازات.

الضيف كان الأستاذ عبدالنبي الشعلة، رئيس مجلس إدارة صحيفة البلاد، الذي لم يكن مجرد شاغلٍ لمنصب، بل ظاهرة من ظواهر التميز والنجاح، تنقل بين التجارة، والعمل العام، ومجالس التشريع، وكراسي الوزارة، وصولاً إلى الإعلام والصحافة.

تحية لصاحب مسيرة من نوع خاص

افتتح البروفيسور عبدالله الحواج، الرئيس المؤسس ورئيس مجلس أمناء الجامعة، اللقاء بكلمات تقدير للضيف:

“الأستاذ عبدالنبي الشعلة غني عن التعريف، رجل مقاتل، يحمل الإرادة والمبدأ، ويسعى دائماً لتحقيق المزيد من الإنجازات.”

وأكد الحواج أن مسيرة الشعلة سلسلة من المحطات غير العادية، وقرارات “مغامرة محسوبة” بروح الإصرار والإبداع، تتجاوز حدود الممكن لتخلق ممكناً جديداً.

استعادة اللحظات التأسيسية

أدار الحوار المستشار الإعلامي للجامعة، أسامة مهران، الذي عرض سيرة الضيف بوصفه “الشخصية التي غيّرت نظرة المجتمع للعمل التجاري”.

عاد الجمهور بالذاكرة إلى عام 1983، حين خاض الشعلة، شاب في مقتبل العمر، انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين، وفاز بأعلى الأصوات، لتتوالى بعدها المحطات: مجلس الشورى، ثم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1995، حيث أدار ملفات شائكة وواجه تحديات اجتماعية معقدة بأسلوب فريد قائم على الحوار المباشر والعدالة.

جذور تتحدث عن شجرة وارفة

بدأ الشعلة حديثه عن بداياته، من تعليم ابتدائي عام 1965، إلى العمل مع المقاول الحاج حسن بن محمد العالي، حيث تعلم معنى الجد والاجتهاد والانضباط.

واجه خياراً صعباً بين وظيفة حكومية مضمونة، أو مواصلة العمل الشاق بأجر زهيد، فاختار الأخير، ليجمع رأس مال مادي ومعرفي يفتح له طريق السفر والدراسة في الخارج.

الشعلة
الشعلة

رحلة الهند: تعليم خارج القاعات الدراسية

أثناء مرافقته لعائلته إلى بومبي بالهند، التحق بالشباب في التعليم، تعلم الإنجليزية، وانخرط في الحياة العملية، وكتب مقالات صحفية لصحف بحرينية، كما أسس رابطة طلبة البحرين في بومبي ورئاسة اتحاد الطلبة العرب، محافظاً على موقف مستقل بعيد عن التيارات الشيوعية الجاذبة.

عودة الوطن واتخاذ القرارات الجريئة

عاد الشعلة حاملاً شهادته الجامعية، واستقال من الوظيفة الحكومية، واتخذ قرار الزواج وافتتاح مشروعه الخاص في مجال العلاقات العامة، ليبدأ رحلة النجاح المستقلة.

خاض انتخابات غرفة التجارة، فاز بأعلى الأصوات، ثم تولى منصب وزير العمل، حيث سمح بالإضرابات القانونية وفتح حوار مباشر مع العمال، محولاً الأزمات إلى فرص للتغيير الاجتماعي.

إطلاق “البلاد” في عصر العواصف الرقمية

في 2008، وفي مواجهة تراجع الإعلام التقليدي، أطلق الشعلة جريدة “البلاد”، مؤكداً أن وراء كل تحدٍ فرصة، وجعلها مشروعاً وطنياً وإعلامياً متجدداً، محافظاً على رسالته في توعية المجتمع والمبادرة المجتمعية.

تفاعل الحضور: درس حي لكل الأجيال

تفاعل الطلاب مع الحوار، معبرين عن إعجابهم بالضيف، وأكد أعضاء الهيئة التدريسية أن سيرة الشعلة تشكل قدوة قوية لكل شاب وشابة، وأن الإرادة تصنع المستحيل.

فلسفة حياة في كلمات بسيطة

اختتم الشعلة اللقاء بتلخيص فلسفته:”الإنسان هو الجامعة. التفاؤل، الثقة بالله، والإيجابية… هي الأساس. لا أؤمن بالعمل الحكومي، والمال ليس كل شيء.”

كلمات تُظهر أن التحديات هي بذور الفرص، وأن التعلم والطموح لا يعرفان عمرًا.

جانب من ندوة الشعلة
جانب من ندوة الشعلة

 إرث يُحكى

لم يكن لقاء “تجربة نجاح” مجرد فعالية جامعية، بل درس حي في قوة الإرادة، وتحويل التحديات إلى نجاح. أثبتت الجامعة الأهلية أنها منصة لتنوير العقول وإلهام الأجيال، وأن تجارب الحياة يمكن أن تتحول إلى منهج عملي لكل من يسعى للتغيير والإبداع.

اقرأ ايضا:

الأهلية تستضيف عبدالنبي الشعلة في لقاء «تجربة نجاح»: رحلة من الوزارة إلى الصحافة وصناعة التأثير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى