«ما أحلى الرجوع إليه».. رسالة نقدية في مسيرة بثينة رشوان
في مثل يومه 12 ديسمبر من عام 1996، نُشرت هذه الرسالة النقدية في العدد 745 من مجلة نورا، وجاءت على هيئة خطاب وجداني موجّه إلى الفنانة بثينة رشوان، يستعيد مسيرتها الفنية بين وهج الانطلاقة الأولى، ومرارة الغياب، ومحاولات العودة إلى الضوء. كتبها الناقد المجهول بلغة تمزج التحليل بالعاطفة، دون تلاعب بالنص أو تغيير في كلماته، لتبقى شهادة صادقة على مرحلة مفصلية في تاريخ الشاشة الصغيرة والسينما المصرية.
نص رسالة ناقد مجهول إلى بثينة رشوان
النص كما نُشر دون أي تعديل: رسالة بالفاكس إلى بثينة رشوان: عزيزتي بوسي: و(بوسي) هو اسم التدليل المفضل لدى كل من حملت اسم بثينة وبه عرفت قبل أن تسلط عليك الأضواء ولكنك عدتي إلى الأصل ،حتى لا تختلط أوراقك بأوراق النجمة الحلوة ،زوجة العزيز نور الشريف، والاستعارة في الفن بعيداً عن الاسم غالبا ،ما تكون مباحة.
ومن هنا استعير لشقيقتك كلمات شدت بها نجاة، هي :ما أحلى الرجوع إليه: نعم ما أحلى الرجوع إلى الأضواء إلى الشهرة، إلى المجد، وقد كان بريقك في انطلاقتك الأولى كالشهاب ..ومثله أيضا كان البريق قصير العمر..
التقطتك عين يقظى من الشاشة الصغيرة, وكنت تظهرين صوتاً وصورة لأقل من دقيقة في إعلان ناجح عن (مشروع الدكتور ) لتستند إليك البطولة الثانية في فيلم رضوان الكاشف الأول (ليه يا بنفسج) فكنت الزهرة أمام فاروق الفيشاوي، ولكن لوسي سرعان ما أذبلت وريقاتك ،في منافسة غير متكافئة الأطراف !
واستبشرنا خيراً وقلنا سندريلا جديدة.
وكسا البعض الاسم بآخر فقالوا! بل هي سعاد حسني جديدة ولكن الفرحة لم تتم أو تكتمل فقد تزوجت مبكرا ..
وابتعدت سريعا.. واعتزلت ولكن إلى حين.. فكما أخذك الزواج من الأضواء ..أعادك الطلاق إليها و بدأت ،جاهدة في وصل ما انقطع .
والعودة ،بعد أن امتلأت دروب السينما بالحفر والمطبات، كانت إلى الشاشة الصغيرة ،وقد تابعتك في عملين ،ع…: في رأسك الصغير ،فحاولت تحقيق الحلم بالزواج من شريك للأم والدكتور -أدهم إبراهيم يسري – ثم اكتشفت بعد فوات الأوان أنه كابوس ،فالزوج مزور، ومحتال! ونصاب
وفي المسلسل الثاني، وهو بعنوان (قصه مدينة) حاول الكاتب أبو العلا السلاموني التعرض لأهم أحداث مصر الحديثة ، ألا وهو شق قناة السويس، من زاوية جديدة ،غير تلك التي تناولها محفوظ عبد الرحمن في ثلاثية (بوابة الحلواني) التي أخرجها إبراهيم الصحن, أحمد خضر, مخرج العمل الجديد أهتم بضحايا القناة من (عمال السخرة) في حين ركز الصحن على الغوص في نفوس الذين حققوا المشروع من حكام ،وزراء،و مهندسين .
البوابة قدمت للتاريخ ..وقصة مدينة تعرضت لآثاره الجانبية !
وكنت في الحلقات (رقية) الإبنة التي يعلو وجبيب الحب في قلبها البكر على صوت الثراء-وهو نقيض دورك الأول فقد رفضت وانت ابنتة كبير الأعيان (العناني بك) أحمد ماهر- طلب ابن المأمور ،لتهربي إلى زراعي ابن أحد رجال الخديوي، الذين هزموا في الحرب ،فعاش بلا ماض، إذ تاهت الأحداث من ذاكرته -وبلا اسم، فقد أطلق عليه لقب ( الغريب ) (نبيل الحلفاوي)
وفي كوخ عامل السخرة ،عبد الله محمود، أو رجب، عرفت الحب خبزا والحب عطاء ! دوران مختلفان كان بمثابة وجهين مشعين في في حبة ماس واحدة، ولا يعيب الفص الأصغر حجمه.. وما أتمناه لك هو أن يكبر الفص قيراطاً بعد قيرا ط ليصبح في النهاية( سوليتر) وترجمتها في قاموس الفن بطلة.
( الناقد المجهول)
اقرأ ايضا:
كيف تدخلت سعاد حسني لإنقاذ قصة حب حنان ترك وخالد خطاب؟
مجلة من الستينيات تفضح سر جمال صباح الحقيقي



