” المنصورة زوجتي ولكن”… قصة قصيرة للكاتب حسين عبد العزيز

في هذه القصة القصيرة، يأخذنا الكاتب حسين عبد العزيز في رحلة صادقة عبر مدينة المنصورة ، مدينة مليئة بالتناقضات والعيوب، ويشبّهها بعلاقة معقدة مع زوجته التي تحمل الاسم نفسه. بين زحام الشوارع المليئة بالزُبالة، والتدين الشكلي، والحياة اليومية المرهقة، يكشف النص عن صراعات الإنسان مع بيئته ومع من يحب، في سرد صادق يمزج الواقع بالانعكاس النفسي.

نص القصة المنصورة زوجتي ولكن

هي مدينتي التي لا أقدر أن أغيرها رغم ما بها من عيوب لا تعد ولا تحصى. تلك المدينة ذكرتني بصديقي الذي لا يعرف كيف يهرب من زوجته، ولا يقدر أن يتزوج عليها؛ فقانون الكنيسة يرفض الزواج على الزوجة إلا لعلة، مرض مزمن أو خرف أو تغيير الدين. وكل تلك الأمراض لا يمكن أن تصاب بها زوجة صديقي أسعد، كما قال لي وأكد في آخر مرة التقينا فيها:

“أنا أرى أن علاقتي بمدينة المنصورة مثل علاقتي بزوجتي، والتي اسمها المنصورة، والحق يقال لم ألاحظ تشابه الأسماء إلا في تلك اللحظة التي أكتب فيها حيرتي ويأسى من المنصورة وناسها.”

الناس في هذه المدينة يعيشون في فساد من جميع النواحي وبكل الأشكال، مع ملاحظة أن الجميع يقوم بالتدين الشكلي على أكمل وجه، ثم بعد ذلك لا أثر لهذا التدين في أي جانب من جوانب الحياة.

يمكن القول أن الناس في مدينة المنصورة ليس لها من اسمها أي معنى. هناك إشاعة أنها مدينة، لكنها بالفعل مميزة بالزبالة في كل شوارعها، ومن هنا أصبحت سمة هذه الشوارع هي الزبالة. إشاعة ثانية تقول إنها مدينة العظماء، لكن عندي خمسة أسماء فقط، بخلاف أم كلثوم، وهذه أعداد قليلة مقارنة بمحافظات أخرى.

الحقيقة أيضاً أنها مدينة الوهابية، حيث الناس يتغيرون كالحرابياء؛ من النائم في المسجد إلى النائم في الجامعة، وكل أنواع الفساد تنتشر فيها.

كما أن العلاقة بالمدينة تشبه العلاقة بالزوجة: زوجتي المنصورة، التي أصبح عندها الشخير عادة، والنوم حتى العصر هواية، والكلام في التليفون دون داعٍ، والحياة عندها لا تساوي شيئاً. ثم تمارس التدين كما أهل المدينة، شكلياً فقط، دون أثر في الواقع.

في نهاية القصة، يتركنا الكاتب أمام حقيقة الحياة اليومية في مدينة المنصورة المليئة بالتناقضات، وكيف يمكن للإنسان أن يعيش الحب والارتباط والخذلان في الوقت نفسه. “المنصورة زوجتي ولكن…” ليست مجرد كلمات، بل انعكاس لحياة مليئة بالتناقضات، وحقيقة أن الإنسان غالباً ما يجد نفسه ممزقاً بين التعلق بما حوله وما في قلبه.

المنصورة
المنصورة

اقرأ ايضا:

متعة الذكريات في سرد القصة: تجربة محمد خليل في “جمل عتاقة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى