Site icon مباشر 24

أشرف محسن يكتب: تلك هي الأم

الشيخ أشرف محسن

الشيخ أشرف محسن

الكيان الأهم الذى يجب المحافظة عليه، من بين كل الكيانات الاجتماعية هى الأسرة، فالأسرة لها أهمية قصوى، وكل فرد فى الأسرة له وضعه ووظيفته ومكانته، وإذا كان الزوج هو رب الأسرة ومسؤول النفقة فيها، وصاحب الكلمة المسموعة والأهم، لكن تظل الأم هى صاحبة النفوذ الأعظم والأهم، ودورها ليس كأى دور، ووضعها وفطرتها التى فطرها الله عليها تتناسب مع موقعها.

وجل ذلك كانت الحرب على المرأة حرب على الأسرة فى حقيقتها، لا مشكلة فى – ظاهرة – الأسرة بالنسبة للأعداء، لكن الأسرة لابد ألا يكون لها ذلك الدور، وهذه الأهمية، والطريق الأقصر إلى تدمير الأسرة هو صرف الأم والمرأة والزوجة عن وظيفتها، جعلها تدور فى فلك قضايا فرعية هامشية، قضايا ليست لها فى الأصل، وبحجة المحافظة عليها، وتعريفها بحقوقها، وتقديم كل الدعم من خلال مؤتمرات، وحركات نسوية وسن قوانين تضمن خروج المرأة الأم والزوجة عن دورها الحقيقى إلى دور فرعى مهما كان إنتاجها فيه فهو ضعيف.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حتى جعلوا حفاظ المرأة على دورها الحقيقى محل سخرية واستهزاء، وإيصال رسائل سلبية لها عن هذا الدور، وأنه ظلم لها، وكبت لها ….. الخ، فتنتقل من دور حقيقى تؤثر فيه وتنتج فيه إلى دور وهمى يتنافى مع طبيعتها وفطرتها.

ودور الأم والاهتمام به، تهيأتها لوظيفتها يبدأ مبكرا من أول تربيتها، ووجودها فى بيت مستقر نفسيا وعاطفيا، بين أبوين منسجمين متفاهمين، يعلم كل طرف وظيفته ويعمل على إنجاحها، وتعليم من خلاله تكتشف وظيفتها ومهماتها، وما يجب لها وما يجب عليها وتحقيق ذلك من خلال ما تتعلمه، وهذا لا يتنافى أن تتعلم من العلوم ما يجعلها عضوا مؤثرا فى مجتمعها، ولكن لا يكون هذا هو كل شيء، وإنما يجب أن تتعلم مع هذا حقوقها وواجاباتها، ومعنى بيت وأسرة وزوج وأبناء …. الخ مما يجب تعلمه حتى تنجح فى وظيفتها، وتتهيأ لها، فتسعد هى وتسعد الأسرة بها، وتقوم بدورها الحقيقى الذى خلقت لأجله.
لما نهى الله تعالى آدم عن الأكل من الشجرة و عده أن يسكن الجنة طالما لم يأكل من الشجرة، قال الله له عن حياته فى الجنة ( إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِیهَا وَلَا تَعۡرَىٰ ۝١١٨ وَأَنَّكَ لَا تَظۡمَؤُا۟ فِیهَا وَلَا تَضۡحَىٰ ) معنى هذا أنه فى الدنيا هو من سيشقى، ويجهد ويتعب ويظمأ، ولم تذكر المرأة هنا فى العمل والكد والتعب فى تحصيل المعاش، ون تحصيل المعاش مع حقوق الأسرة يلزمها أعباء لا تتحملها، بين أعمال منزلية، ومسؤولية أبناء وزوج، وبين أعباء لتحصيل المعاش، وبذالك يكون المجتمع ألزمها مالا يلزمها وظلمها، وحملها من الأعباء ما تنوء به.

والحقيقة أن الاهتمام بتنشئة المرأة مستعدة للقيام بوظيفتها ليس نافلة من القول، وليس هو ترف فكرى، وليس هو جهد واحد فقط إنما مسؤولية الجميع، الدولة والمجتمع والأب والأم والتعليم، كل أحد عليه دور فى جعل المرأة مهيأة لوظيفتها.

 

 

 

اقرأ أيضاً..

أفضل طرق تنظيف المنزل بدون مجهود… أسرار ذكية لكل ربة بيت

متعة الذكريات في سرد القصة: تجربة محمد خليل في “جمل عتاقة”

Exit mobile version