في لحظةٍ مفصليةٍ من التاريخ الحديث، أثبتت مصر قدرتها على حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن القضية الفلسطينية.
فخلال 72 ساعة فقط من دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
نجحت القاهرة في تنظيم قمة السلام بمدينة شرم الشيخ جنوب سيناء، بمشاركة 31 ملكًا ورئيس دولة، إلى جانب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية.
مصر تفرض إرادتها
جاءت القمة بعد رفض ترامب سبعة قرارات أممية لوقف إطلاق النار في غزة، غير أن الموقف المصري الثابت أجبر الولايات المتحدة وأوروبا على القبول بوقف الحرب والإبادة الجماعية، مع ضمان عدم تهجير الفلسطينيين، ووضع خطة متكاملة لإعادة إعمار القطاع.
اللافت أن مصر لم ترفع علم إسرائيل خلال القمة، خلافًا لبعض الدول العربية التي فعلت ذلك عند زيارة ترامب خشية من غضب واشنطن.
شجاعة الموقف واستحضار التاريخ
أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي التأكيد على ثوابت السياسة المصرية، مستحضرًا روح الزعيم الراحل أنور السادات وشجاعته في الحرب والسلام.
رفضت مصر الإغراءات والتهديدات، ووقفت بثبات في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وبعد عامين من اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، تمكنت القاهرة من تحقيق إنجاز سياسي كبير،
سيُتوج قريبًا باستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بمشاركة ترامب وقادة العالم.
تضامن دولي وموقف كولومبيا المشرف
في مشهدٍ يعكس اتساع التضامن الدولي، أعلن رئيس كولومبيا جوستافو بيترو تخصيص 300 مليون دولار من عائدات الذهب (المصادر من التهريب) لدعم إعادة إعمار غزة، متحديًا الضغوط الأمريكية بعد موقفه الشجاع في الأمم المتحدة .
ويجب إنشاء نصب تذكاري لضحايا “الهولوكوست الفلسطيني”، حرب الإبادة الإسرائيلية في وسط قطاع غزة، مع كتابة أسماء 70 ألف شهيد، ورعاية ربع مليون جريح ومعاق فقد أطرافه تحت القصف.
معركة الوعي في أوروبا
تحاول بعض الجماعات المتطرفة في أوروبا عرقلة زيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل لعقد أول قمة بين مصر والاتحاد الأوروبي،
لكن الواقع يؤكد أن مصر كانت أول من فتح معبر رفح لإغاثة غزة وقدمت الدعم الإنساني والسياسي، بينما اكتفى آخرون بالشعارات.
وحدة الصف الفلسطيني ضرورة
بعد صمود غزة أمام آلة الحرب الإسرائيلية، لم يعد مقبولًا استمرار الخلافات بين الفصائل الفلسطينية (فتح وحماس).
كما يثير ملف الأسرى والمفقودين، ومنهم حسام أبو صفية وجثمان الشهيد يحيى السنوار، تساؤلات حول مرحلة ما بعد الحرب.
وشملت صفقة تبادل الأسرى الأخيرة:
- 157 أسيرًا من حركة فتح
- 65 من حركة حماس
- والبقية من الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى.
موقف مصري حاسم
سجّل التاريخ موقف مصر القومي الرافض لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء مقابل 200 مليار دولار،
وهو موقف حال دون تصفية القضية الفلسطينية وضم الضفة الغربية والجولان لإسرائيل.
حراك دبلوماسي وإعلامي
قادت وزارة الخارجية المصرية حراكًا واسعًا لشرح الجهود المصرية في إنهاء الحرب،
فقد ظهر الوزير بدر عبد العاطي في عدة مقابلات مع إعلاميين بارزين مثل كريستيان أمانبور وبيكي أندرسون على CNN،
كما شارك في برنامج Face the Nation على CBS، وأجرى حوارًا شاملًا مع وكالة أسوشيتد برس.
بين سايكس بيكو وحدود العالم
في ختام المشهد، يُطرح مجددًا سؤال التاريخ:
بعد اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت حدود الشرق الأوسط، من الذي رسم حدود أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية؟
“ادخلوها بسلام آمنين”
وردت هذه الآية في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع فقط: الجنة، الكعبة المشرفة،
