سلوى زافون تكتب: “الليل أوطاني”.. حين يصبح الليل وطنًا للبوح

بقلم: سلوى زافون
في هدأة الليل حين يلتف الصمت حول الأرواح، تتفتح أبواب الحنين وتغدو المشاعر نغمًا خفيًّا يهمس للوجدان.
في هذه القصيدة “الليل أوطاني”، تسافر الشاعرة سلوى زافون عبر عوالم الوجدان، حيث يتقاطع الحب بالوحدة، والأمل بالشوق، والليل يصبح وطنًا للبوح والنجوى.
بأنامل سلوى زافون.. قصيدة “الليل أوطاني” تنسج الحلم على ضوء القمر
ليلٌ على مهلٍ دنا، غطّى الدُّنا
وسلبَ الكرى من عينٍ أضناها الجوى
لم يستحِ من دمعتي، من لهفتي
قالَ اهدئي، ثم اعتلى سحبَ الهوى
وسطَ النجومِ يروغُ في صمتٍ إذا
يعلو نِدا روحي على لحظِ الهنا
عيناك قنديلٌ يعانقُ مهجتي
إن تاه دربي، أو غفا بكِ، يهتدي
موجٌ على صدرِ المساءِ صبابتي
تعلو، تعانق خدَّهُ إن يرتضي
يجري إلى شطِّ الحنينِ بما حوى
فالبدرُ قد أوصى على هدمِ العنا
في معصمي نبضٌ يُواري قيدَهُ
شدَّ الستارَ على فمي، وجعي دنا
والليلُ أوطاني، وعن نفسي يُرى
ودنا فأسكنُه، ويسكنُني غِنا
أنت الصديقُ المرتجى في وحدتي
همسُ الشفاهِ، وشكوتي بكَ تحتمي
ويشدُّني شغفُ الحوارِ كأنما
أحكي لجيشٍ في بيادرِه المنى
قصيدة “الليل أوطاني” هي رحلة وجدانية في ليلٍ يتوشح بالعاطفة والسكينة، وتبوح خلالها الشاعرة بشجنٍ رقيق يفيض حبًّا وصدقًا.
هي ليست مجرد أبيات، بل مرآة لروحٍ تتقن الإصغاء إلى نبضها في عتمة المساء.
اقرأ ايضًا:
عندما تبدع حفيدة شهرزاد.. حكايات مي مختار بين النوستالجيا وعبق الحكي الأنثوي