✍️ بقلم: حسين عبد العزيز
هناك مسجدٌ لا يملك أحدٌ سلطانًا عليه سواك، أنت وحدك من يقرر متى تفتحه وتدخله، ومتى تغلقه وتخرج منه.
فيه تمارس عبادة الله كما تحب وتريد، بلا وساطة ولا حواجز.
إنه المسجد الذي في داخلك… مسجد قلبك وضميرك.
لكننا – للأسف – أحيانًا نُعطي أهمية للمظاهر، فنحب أن يرانا الناس ونحن ذاهبون إلى المسجد ونعود منه، بينما لا يظهر أثر هذه العبادة في حياتنا اليومية.
فلو كانت الصلاة حقًّا تؤتي ثمارها، لكان أثرها واضحًا في البيت، والشارع، والسوق، والعمل.
أتذكر موقفًا حدث لي منذ شهور في الجامعة، حين طلبت من زميلٍ أن يُطفئ نور المكتب قبل مغادرته، لأننا لا نعمل فيه بصفة دائمة.
فغضب وقال كلامًا غير لائق، فقلت له بهدوء:
“أنت تصلي كثيرًا، لكن الصلاة الحقيقية تظهر في سلوكك، في حبك للخير، وفي حرصك على المال العام كما تحرص على مالك الخاص، فالإسلام كلٌّ لا يتجزأ، لا تأخذ منه ما تحب وتترك ما تشاء.”
ومنذ ذلك اليوم تغيّر هذا الزميل فعلاً.
حسين عبدالعزيز يكتب: اللعب بالدين هو السلاح الذى نحارب به
إنّ ما نرجوه من عبادة الله في المسجد هو أن تتحول العبادة إلى سلوكٍ عمليٍّ ملموس، يراه الناس في تعاملاتنا، وفي ضمائرنا، وفي مواقفنا.
أن نعبد الله في كل ما نقوم به من أعمالٍ في حياتنا، بأن نجعل الله ورسوله حاضرَين في قلوبنا وعقولنا، وهنا فقط تتحقق الغاية الكبرى من الإيمان.
فالغاية ليست في أداء الشعائر فحسب، بل في أن نذكر الله في اللحظات الحرجة، حين يختبرنا الموقف وتُختبر القيم.
وهذا لن يتحقق إلا إذا أبقينا المسجد الذي في داخلنا مفتوحًا دائمًا، لا نغلق أبوابه حتى في أصعب الأوقات.
فلنحرص أن تبقى قلوبنا عامرة ومفتوحة بذكر الله، ما دمنا أحياء على وجه هذه الأرض.
فالله لا ينظر إلى عدد صلواتنا فحسب، بل إلى أثرها في حياتنا، وإلى ضميرٍ لا ينام، يعمل ٢٤ ساعة كما يعمل القلب بلا توقف.
اللهم اجعل مساجد قلوبنا عامرة بذكرك، وضمائرنا حية لا تغفو أبدًا، أقول قولي هذا، وأدعو الله لي ولكم بالثبات وحُسن العمل.
اقرأ ايضا: