الثعلب الماكر يخدع الجميع في مدينة ملاهي الدجاج!

قصة قصيرة للأطفال بقلم بقلم: د. شاكر صبري – مصر

 

في زمنٍ قلت فيه الحيلة وكثرت فيه العقول الذكية، عاش الثعلب الماكر أيامًا صعبة مع أسرته، بعدما انكشفت كل خدعه القديمة. لم يعد يستطيع اصطياد الدجاج بسهولة، فقد تعلّمت الطيور الحذر من مكائده، وأصبح يعود إلى بيته مطأطئ الرأس، جائعًا هو وزوجته وأولاده الذين اشتاقوا إلى طعم الدجاج المشوي.

جلس الثعلب مع زوجته يفكران في حيلةٍ جديدة تُعيد لهما أيام الثراء، وبعد طول تفكير صرخ الثعلب:
– وجدتها!
سألته زوجته بدهشة: ما هي؟
أجاب بثقة: إنها “لعبة الموت”!

لم تفهم الزوجة قصده، لكنها وافقت على خطته دون تردد. ارتدى الثعلب جلد خروف صغير، وغيّر ملامحه وملامح أسرته، ثم أسس مشروعًا جديدًا أطلق عليه اسم “مدينة ملاهي الدجاج”، مخصصة فقط للدجاج والبط والأوزّ، أي للطيور التي لا تطير.

أُعجب الجميع بفكرته الغريبة، وسرعان ما ذاع صيتها بين الطيور التي لم تُدرك أن وراء المتعة فخًّا خطيرًا. امتلأت المدينة بالألوان والمراجيح والألعاب الممتعة، وحقق الثعلب منها مكاسب كبيرة، لكنه كان يُخفي بين أركانها لعبة واحدة مميتة أطلق عليها اسم “لعبة المغامرات”.

كانت اللعبة تمنح الفائزين جوائز ضخمة، والخاسرين عليهم دفع مبلغ بسيط. وقد صممها الثعلب بحيث تكون نسبة النجاح فيها 50%، لكنّه أضاف زرًّا سريًّا يسمح بتوسيع فتحة صغيرة في لحظة معينة، فيسقط أحد الدجاج دون أن يراه أحد!

كانت الدجاجة تقع في حفرة عميقة، فينقض عليها الثعلب بسرعة ويخفيها، ثم تُنظّفها زوجته وتضعها في الفريزر. وهكذا صار لديهم دجاج كثير يكفيهم لشهور، بينما لم يلاحظ أحد من الزائرين اختفاء الطيور وسط الزحام والمرح.

لكن الدجاج بدأ يلاحظ اختفاء عدد من أفراده يوميًا، فاشتكى المفتشون، وبدأ التحقيق. لم يجد أحد شيئًا داخل المدينة، إذ كان كل شيء يبدو طبيعيًا. ومع مرور الوقت، بدأ الشك يعود من جديد بعد تكرار الحوادث، فزرع المفتشون مخبرين من الدجاج داخل الملاهي لمراقبة ما يجري.

وبعد أيام من المراقبة، اكتشفوا أن جميع الطيور المفقودة كانت ضمن لعبة المغامرات تحديدًا. وبعد تفتيش دقيق، وجدوا زرًّا سريًا يُغيّر حجم الفتحة أثناء القفز، مما يؤدي إلى سقوط الدجاج في حفرة خفية.

لاحقًا، كشفت التحريات أن مدير الملاهي، الذي كان يبدو كخروف ودود، لم يكن سوى الثعلب الماكر متنكّرًا مع أسرته!
وبمداهمة منزله، عُثر في ثلاجته على عشرات الدجاجات والبطّ المجمّد، فتم القبض عليه وإغلاق مدينة ملاهي الدجاج نهائيًا.

وهكذا انتهت حكاية الثعلب الذي حاول أن يُخفي مكره خلف قناع البراءة، لكن الحقائق دائمًا ما تُكشف مهما طال الزمن.

اقرأ ايضا:

حسين عبد العزيز يكتب قصة قصيرة بعنوان “مراتى زي الإسكندرية تتحب شتا صيف”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى