يشهد اتحاد كتاب مصر في الفترة الأخيرة حالة من الجدل الحاد، بعد أن تحولت ساحته من فضاء يُفترض أن يكون حاضناً للإبداع والحوار، إلى ساحة مشحونة بالتوتر والاستقطاب. فبدلاً من أن ينشغل الكُتّاب بقضايا الأدب والثقافة، وجد عدد منهم أنفسهم في مواجهة استدعاءات متكررة للتحقيق، على خلفية اعتراضهم على بعض قرارات المجلس أو توجيههم انتقادات علنية لطريقة إدارة الاتحاد.
هذه الاستدعاءات المتلاحقة أثارت قلقاً واسعاً داخل الوسط الثقافي، إذ اعتبرها كثيرون شكلاً من أشكال التضييق على حرية الرأي، ومحاولة لفرض حالة من الانضباط القسري على الأصوات المعارضة. بينما يرى آخرون أن إدارة الاتحاد تحاول الدفاع عن كيانها أمام ما تعتبره “إساءات” أو “تجاوزات” بحقها. لكن في النهاية، يبقى السؤال مطروحاً: هل يمكن أن يكون الحل في كبح جماح النقد بدلاً من فتح أبواب النقاش؟
الاتحاد، الذي أُسس ليكون مظلة حامية للكُتّاب والدفاع عن حقوقهم، يواجه اليوم انتقادات تتعلق بفقدانه دوره الحقيقي كمنبر ديمقراطي يعكس التعددية الفكرية. فبدلاً من الحوار الحر والجدل الخلاق، يسود مناخ من الشكوك، وتتصاعد المخاوف من أن تتحول الإجراءات التأديبية إلى وسيلة لترهيب كل صوت مخالف.
الأزمة الراهنة تكشف عن مأزق أكبر يتجاوز الأشخاص والقرارات، إذ تعكس أزمة ثقة بين الأعضاء والمؤسسة التي تمثلهم. وهي دعوة لإعادة النظر في طريقة إدارة الكيان الثقافي الأهم في مصر، وإلى استعادة روح الاتحاد بوصفه بيتاً لكل المبدعين، لا مجرد مؤسسة تُدار بعقلية بيروقراطية أو سلطوية.