نوال مصطفى عن مشاركتها في ندوة الأدب العربي بروما: الروايات الكبرى في الثقافة الغربية تأثرت بألف ليلة وليلة

تحدثت الكاتبة الصحفية نوال مصطفى عن مشاركتها في الندوة التي نظمتها الأكاديمية المصرية للفنون بروما برئاسة الدكتورة رانيا يحيى، مديرة الأكاديمية. شاركت فيها كذلك الدكتورة صفاء النجار، والدكتورة وفاء البيه.
وكان عنوان مداخلة نوال مصطفى هو ” التأثير المتبادل بين الأدب العربى والغربي”.
وقالت نوال مصطفى عن مداخلتها: ذكرت أن الروايات الكبرى فى الثقافة الغربية تأثرت بـ«ألف ليلة وليلة». الرواية الأشهر لباولو كويلهو «الخيميائى» مأخوذة من الليلة «351» بالتحديد. ليس كويلهو وحده بل الكثير من أدباء وشعراء الغرب تأثروا بالليالى.
واضافت عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ”فيس بوك”: ” كذلك تأثر أدباء الشرق بالأدب الإيطالى، الإنجليزى، والفرنسى. توفيق الحكيم مثلا له قصة طريفة، فقد سافر بعد تخرجه فى كلية الحقوق وهو فى العشرين من عمره إلى فرنسا لاستكمال دراسة الماجستير والدكتوراة هناك. تحمل والده نفقات السفر والدراسة أملا فى أن يعود ابنه حاملا لشهادة الدكتوراة من باريس.
وواصلت: لكن ما حدث هو أن أجواء باريس الثقافية خطفت توفيق، فهجر قاعات الجامعة، وعاش فى أروقة اللوفر، ودور المسرح والسينما والأوبرا. ظل هناك لثلاث سنوات، ولما علم والده بما يفعله هناك أمره بالعودة إلى مصر فورا. ولم يكن بالطبع قد حصل على الدكتوراة التى سافر من أجل الحصول عليها. لكنه فى المقابل منح الحياة الثقافية، والمكتبة العربية كنوزا من الأعمال الأدبية والفنية التى خلدت اسمه.
وأكملت: كذلك عاش دكتور طه حسين تجربة غنية جدا عندما سافر لاستكمال دراسته فى فرنسا. تأثر كثيرا بالثقافة وروافد الحضارة الفرنسية من فنون وآداب عصر النهضة، وعاد إلى مصر يحمل مشروعا تنويريا مهما.
واستطردت: تحدثت عن تجربتى فى هذا السياق، فقد جذبتنى مرحلة تاريخية شديدة الخصوصية تعبر بوضوح عن عمق هذا الحوار بين الثقافتين العربية والغربية، وهى فترة حكم العرب للأندلس التى استمرت لسبعة قرون. فكانت الخلفية الأساسية التى اتكأت عليها أحداث روايتى «وكأنه الحب» رغم أنها تدور فى الحاضر، وليست رواية تاريخية.
وعن سؤاب لإحدى القارئات حول عنوان ”وكأنه الحب” قالت: لأن الحب يولد الآن كالطفل المبتسر، ناقص النمو، يفتقد إلى أوكسجين الحرية، ومساحة التفاهم. تحاصره الأفكار الجامدة، الهدامة، التى ترفض الاختلاف فى الفكر، العقيدة، أو الثقافة.
وواصلت: إنها رواية الأسئلة الصعبة التى تضع كلا منا فى مواجهة مع نفسه، بحثا عن الإجابات الحقيقية بلا مواربة أو تجميل، هل نحن متسامحون حقا مع المختلفين عنا؟ هل نطبق فى الحياة والواقع ما ندعى نظريا أننا نؤمن به؟
واختتمت: «وكأنه الحب» رواية أردت من خلالها أن أوقظ مشاعر الإنسان كى تنجو من مستنقع الكراهية، وأن تمنح الحب أرضا جديدة، رحبة، تتيح لبذور الأمل أن تنمو بعيدا عن الانغماس فى تقديس الموت.