تحدث الدكتور سيد زهران الكاتب بالمؤسسة العربية الحديثة عن علاقة الطب بالأدب وذلك في حوار بودكاست روايات مصرية للجيب، الذي تديره الكاتبة الصحفية الكبيرة نوال مصطفى.
سيد زهران يتحدث
وفي هذا الصدد قال سيد زهران:” إن الطبيب بشكل عام قضى عمره يذاكر في غرفة مغلقة وبالتالي أصبح شخصية حساسة قادرة على التفاعل مع البيئة المحيطة بشكل أكثر من أي أحد، ويبحث دائما عن صورة الكمال، لذلك تجد الأطباء يبحثون في الأدب والفنون، والطبيب متذوق جيد للسينما، فلهذا يحاول فهم الانسان وتشريحه النفسي والبحث عن المعرفة، لذلك كان الطبيب قديما يسمى حكيم، لأنه يحس بمريضه، وهناك مخزون كبير يحاول الطبيب إخراجه في شكل ادب، والحقيقة أنا وجدت في الأدب المتنفس الكبير.
واكد:” قرأت لسيجموند فرويد مقولته التي يعني فيها أن اللاوعي مرتبط بفكرة النسيان وهذا المخزون يحتاج لوسيلة تفريغ، فالكاتب يذهب ويوجه كل طاقته وأداوته ويقول ما يحب قوله على شكل حكاية، ومن هنا وضع فرويد الكاتب في دائرة المختل عقليا، والفارق بين الكاتب والمختل عقليا كما أوضح فرويد هو أن الكاتب يعود والمختل لا يعود، وفعل الكتابة وسيلة من وسائل التفريغ واحداث التوازن خاصة لو أن الضغط كبير جدا، الكتابة فعل يخص المبدع كوسيلة إحداث توازن.
وأكمل سيد زهران :” في علم النفس يوجد فرع يسمى علم نفس الأدب، والذي أصبح مختصًا بالنصوص الأدبية مثل المسرحيات وغيرها واستخلاص ما يفيد هذا العلم منها، وهذا الأمر قدم قيمة للأدب، لأن هناك إشكالية هي هل الأدب سبق علم النفس أم أن علم النفس سبق، ومن منهما صاحب الهوية ومن له الجذور في تشريح المجتمع، مؤكدًا أن الأدب هو الذي سبق الطب النفسي.
وواصل: أنا لم أختر الأدب لكنه هو الذي اختارني منذ كنت صغيرا، كنت أحاول فهم معنى الثقة بالنفس من البيئة المحيطة، والحقيقة كانت هناك أمور كثيرة تبدو كدافع للمعرفة، كنت شخص أحادي الاتجاه وتطفوا صراعاتي على جسدي، فاتجهت إلى محاولات المعرفة، ورحت أقرأ كثيرًا، وبدأت افهم معنى التراث الإنساني، وأصبحت هناك تراكمات أفهم منها ما حولي.
ومع الوقت أصبحت متفوقا دراسيا، وفي الثانوية العامة كنت أحتاج لوسيلة تفريغ، ومن هنا بدأت الكتابة، كانت محاولات ساذجة وصغيرة، وبعدها تعاملت مع الأمر ببساطة كهواية، إلى أن عرفت أنني يمكن أن أكتب نص أدبي، دعيني أقول إن القراءة جعلتني أنجو من كل شيء، وكانت متعددة وناضجة، لأن نهم القارئ لا يتوقف عند مستوى معين.
وعن المؤسسة العربية الحديثة قال سيد زهران : ارتبطت عاطفيا بالمؤسسة، وحين كتبت نص أرسلته للمؤسسة وكنت شغوفا لمعرفة الرد، ورفضت، كنت أرسل العديد من الخطابات للمؤسسة في ذلك الوقت، واخترت المؤسسة لأن معظم قراءاتي كانت من المؤسسة مثل رجل المستحيل وملف المستقبل، والحقيقة ان نبيل فاروق هو السبب الذي جعلني أحاول النشر في المؤسسة، ومن هنا بدأت الحكاية.