ندى بسيوني: رصيدي كبير فنيا على مدى السنوات..وأنا مزيج بين الشرقية الشديدة والأوروبية المتعقلة وهذه أبرز سماتي (حوار)

نشرت مجلة نور حوارا صحفيا أجرته مع الفنانة ندى بسيوني تتحدث فيه عن رحلتها الفنية، واستهلت المجلة الحوار بهذه المقدمة
“الفنان الدارسي ( الأكاديمي ) للفنون، يمثل إضافة جديدة للوسط الفني بصفة عامة ولنفسه بصفة خاصة، والفنان إذا كان من أسرة التدريس فى احد المعاهد الفنية العليا ويعمل بالتمثيل سواء فى المسرح اوالسينما او التلفزيون، فالمفروض أن يكون ملتزما إلى حد كبير، وأن يكون قدوة لتلاميذه فى اختيار الأدوار التى يشارك بها فى الفيلم أو المسرحية أو المسلسل، وإلا يبحث عن الانتشار السريع عن طريق أفلام المقاولات او المسلسلات الهابطة ، حتى يحتفظ لنفسه بمكانته العلمية فى معهده الفنى..وندى بسيوني من هذا النوع من الفنانين الذين يجمعون بين الدراسة والموهبة ، فبعد أن تخرجت من كلية الآداب جامعة القاهرة ، سعت إلى صقل موهبتها الفنية فالتحقت كطالبة مرة ثانية بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وفيه تألقت وتفوقت فى الدراسة واصبحت معيدة فى المعهد، تواصل دراستها الأكاديمية إلى جانب انشغالها بالتمثيل كفنانة .. أملا فى السير فى طريق النجومية بخطى ثابته وواثقة.
بينما جاء نص الحوار كالتالي:
كلمينا عن مشوارك ورصيدك الفني؟
أعتقد أن رصيدى حتى الان كبير فنيا على مدى السنوات التى بدات فيها العمل الفنى بشكل مكثف ، والتى بدات منذ ان تخرجت من المعهد العالى للفنون المسرحية ، وبعد أن تم تعيينى معيدة فيه ، أى منذ عام 1990 وحتى الآن أن رصيدى خلال هذه الفترة يبلغ 37 مسلسلا تلفزيونيا وسهرة ، وثلاثة أفلام ، ومسرحيتين ، وللعلم هذا الرصيد من المسلسلات معظمه من انتاج القطاع الخاص.
وقد يرى البعض انه رصيد كبير ، وإن كنت أراه أنا رصيدا جيدا من حيث اختيارى الدقيق جدا ، وكل ما قدمت من أعمال خلال هذه الفترة ، أنا راضية عنه تمام الرضا ، ولا أجد نفسى سعيت إلى عمل لا يضيف لى ، أو يكون ضدي، ومن بين أهم الأعمال التى قدمتها مسلسل ( العائلة ) الذى حقق لى شهرة جيدة فى مصر لأن شهرتي وتواجدي الفني فى الدول العربية بدأ قبل هذا المسلسل بفترة كبيرة جدا.
هذا الرصيد يعنى انك عشت الفترة الماضية فى منطقة الانتشار الفنى؟
لا أستطيع أن اقول الانتشار بالمفهوم السائد والمعروف عنه ، بأن أكون متواجدة دائما وأبدا على الشاشة من خلال اية أعمال ، وأقول هذا انتشار ويمر مرور الكرام على الجمهور ، لا ، أنا انث كنت أعيش فى هذه المنطقة الفنية فأنا أعيشها بوعي شديد من خلال الاختيار الدقيق للأعمال التى أمثلها ، لا أحسب الدور بحسابات الطول والقصر بل قد اكتفي بعدد قليل من المشاهد فى العمل على أساس أن تكون لها تاثيرها الإيجابي فى الأحداث ، وأكبر دليل على هذا أنى مثلت سبعة مشاهد فقط فى مسلسل ( العائلة ) على مدى حلقات كلها ، للدور ملامح جعلت الجمهور مازال يذكرة لى حتى الآن، ولو قبلت كل الأدوار التى اسندت لي خلال فترة دراستى بالمعهد ، لأصبح الآن رصيدي ضعف ما ذكرت ، لأن هناك كما كبيرا من الأدوار عرضت على فى هذه الفترة ومن السنة الأولى لي فى المعهد ، ولأني كنت اتعامل مع الدراسة بالشكل الجاد جدا ، فلم أكن أقبل فى كل عام سوى عمل واحد فقط ، مهما كانت الظروف أو الاغراءات المالية، وكان قبولي للعمل من منطلق هام يضيف لى فى دراستي أشياء كثيرة.
ماهو هذا الشئ الهام ؟
بالرغم من امتلاكي للموهبة التى يقولون عنها أنها جيدة ، وهى التى كانت جواز مروري للدراسة فى المعهد العالي للفنون المسرحية ، فأنا لم أدخله لأن لي أحدا فيه ولا بواسطة ، ولا بدعم أى شئ من هذا القبيل، وولكن اعتمادا على موهبتي وحبى للفن فقط، ومع أول سنوات الدراسة ، كان إحساسي بضرورة اكتساب الخبرة الفنية من خلال الممارسة ، لهذا كان قبولي فى كل عام لدور واحد أمثله، وكنت فى نفس الوقت اعتذر عن تقديم العديد من الأدوار الأخرى.
بالرغم من انطلاقك فى طريق الفن بصورة جيدة إلا أنك تحرصين بل تصرين على مزيد من الدراسة ، فبعد الماجستير تسعين للدكتوراه ؟
لا العمل ، ولا النجومية لهما علاقة إطلاقا بإكمال مسيرتي الدراسية واستمرارى فى التدريس بالمعهد ، لأن هذا الشئ لا ينتهي العلم والدراسة والثقافة شكل عام شئ مفيد جدا لي فنيا ، لأنني سأكون فى حالة تجدد ذهني وفني دائم ومتجدد.
ألا يضفي عليك هذا صفة الأكاديمية الفنية عيب؟
إنها بلاشك تعتبر إضافة للفنان ، ولكن للعلم أنا لست أكاديمية الأداء أو التعامل مع الفن، ولكن فقط أكون أكاديمية فى تناولي للأدوار وأنا أعيشها وأبدا فى تناولي للأدوار لها وتعاملى مع مكونات الشخصية سواء الفنية أو الطبيعية، ولكن عندما يبدأ العمل يكون له شكل آخر بعيدا عن الأكاديمية أو الأداء المسرحي الذى يتهم به دائما خريجو المعهد العالى للفنون المسرحية.
كمعيدة فى المعهد هل تنصحين طلابه بالعمل فى فترة الدراسة ؟
هناك من يعارضون بشدة عمل الطلاب خلال فترة الدراسة، ويعللون ذلك بأنه يشغلهم عن تحصيل العلم لأنه يأخذ منهم وقتا طويلا، قد يؤدي فى النهاية إلى إهمال الطالب وفى هذا شئ صحيح، وأنا لااعترض على عمل الطالب ولكن فى حدود ، وفى تقنين شديد ، بحيث لا يكون العمل معوقاله دراسيا ، وحتى لا تختلط عنده الأوراق ببعضها لأن نوعية الدراسة شيء والممارسة العلمية شي آخر ومختلف تماما.
كان من المتوقع أن تكون لك نجومية وانطلاقة سينمائية، ولكن هذا لم يحدث حتي الآن .. لماذا ؟
أولا وقبل كل شي أنا أحب السينما بشكل خاص جدا ، ولا أريد أن أقدم إلا ما اقتنع به ، وإلا كنت مثلت الكثير من الأدوار التى عرض على ، ففي وقت من الأوقات عرض على سيل من الأفلام ، ولكن من نوعية لا يمكن أن اقدمها ، ولا يمكن أن أقبلها تحت أى ظروف ( افلام مقاولات ) وهى التي كانت منتشرة ، ويكفينى الآن أنى، قدمت ثلاثة أدوار جيدة إلى حد ما بالقياس لما عرض على، ولكن هى لا تمثل ابدا طموحي فى السينما ، ومنها فيلم لم يعرض ( أيام الشر ) ، والذى اعتبره من أفضل هذه الأدوار، عموما أنا لست متعجلة على السينما، وإن كانت السينما نفسها توقفت إلى حد ما، وليس سرا أن أذيع أن الأستاذ المخرج سيد طنطاوي يعد فيلما الآن أشارك فيه ، واعتقد أنه سيكون بدايتي الحقيقة فى السينما.
قلت ماهي نوعية الأدوار التى تحبين تقديمها ؟
أية أدوار ولكن المهم ، ماذا يقول الدور ؟ وماذا يقدم للمشاهد ، وماذا يضيف لى هذه أساسيات فى الدور الذى يسند لي ، ولكن هناك نوعية من الأدوار أحبها جدا وهى التى تحتاج إلى مجهود ممثل وتتطلب جهدا خاصا ووقتا فى العمل ، وعند أدائها يكون هناك شئ من الاستمتاع بها والحب لها يضاف إلى هذا أنى أحب أن أمثل أى دور أشعر من داخلي أنى أحبه.
هل تجدين فى نفسك موهبة كوميدية ؟
أستطيع أن أقدمها من خلال النص لو أنه كتب بخفة دم ، بمعنى أنى لا أستطيع أن أصنع الكوميديا من نفسي وبنفسي الأمن خلال لمسات ولمحات من عندى للشخصية ، هذا ما أستطيع تقديمة كوميديا ، لكن لا أعتقد أني من الممكن مثلا أن أكون ( إسعاد يونس ) أو سعاد نصر ومن قبلهما الفناتان شويكار وسهير البابلى لأنهن خبيرات فى الكوميديا.
تواجدك المسرحي غير موجود إطلاقا خاصة فى مسرح القطاع الخاص برغم أنك خريجة فنون مسرحية .. لماذا؟
أنا لست رافضة للعمل فى المسرح الخاص ، ولكن عندما أجد الدور المسرحس الملائم والذى يناسبنى شكلاوموضوعا ، سأمثله فورا وهذا شئ لن يتوفر إلا من خلال فرقتين أو ثلاث من فرق القطاع الخاص والتى يحمل معظمها اسم المسرح السياسي، أما بالنسبة لمسرح الدولة، فأنا بين كل فترة وأخرى يكون لي عمل، قدمت عملين على مدى أربعة سنوات، وهذا شئ معقول إلى حد كبير.
هناك اتهام لجيلكم بأنه متسرع ، وأنه يسعى لتحقيق أشياء كثيرة فى وقت قصير ما رأيك بهذا الكلام؟
جيلنا ليس متسرعا، ولكنه جيل طموح يسعى لتحقيق ذاته، هناك من يفعل ذلك بوعي وإدراك بما يجب أن يكون عليه من يلهث بلا وعي، ولكن أغلبية هذا الجيل ـ جيلى ـ يعرف ماذا يريد أن يقدم ، ولا تنسى أو تتناسى أن هناك كما من الأعمال كبيرة جدا يتم تنفيذه فى وقت واحد، والكل يعمل فى عمل واثنين وثلاثة، ونحن جميعنا نعيش منافسة فنية جميلة لإثبات ذاتنا فنيا ، ولكن لسنا متسرعين، وكننا فقط طموحون.
هل نالت منك نار الإشاعات ؟
نالت مني بقدر ولكنها إشاعات لا تسئ لي شخصيا ، فقط كانوا يقولون أنى مسافرة خارج مصر، وهذا يحدث كثيرا وحتى وقت قريب، هذا فقط ما نالني من الإشاعات.
هل زواجك المبكر عطلك فنيا؟
إلى حد ما أستطيع أن أقول هذا ، وخاصة أنى بعد الزواج انشغلت بالحمل والانجاب ، وهذا أخذ منى بعض الوقت ، وقد يكون هذا من بين الأسباب التى ترددت بسببها إشاعات الاعتزال ، والوقف عن العمل.
وإلى متى تعيشين العزوبية ؟
أنا لست مضربة عن الزواج ولا معترضة عليه وعندما يحدث أن اجد حبا حقيقيا، والرجل المناسب والذى يكون زوج العمر، سأتزوج فورا لأنى احب حياة الاستقرار.
قدمي نفسك للجمهور فى نهاية حديثنا معك؟
ندى بسيوني إنسانة ، فنانة ، صريحة جدا ، وانا مزيج بين الشرقية الشديدة والأوروبية المتعقلة، وهذه هى أبرز سماتي.
اقرأ أيضاً..