قال الدكتور والشاعر إبراهيم الجهني: القصيدة عبارة عن عشرين مفتاحا لتدبر القرآن الكريم صغتها شعرا على البحر الرجز فقلتُ فيها:
حمدًا إليكَ واهبَ الإنسانِ *** تَدَبُّرًا في مُحْكَمِ القرآن
ثُمَّ الصلاةُ؛ فالسلامُ الدائمُ *** عليك أيها النبيُّ الخاتمُ
يقولُ راجي جنة الكريمْ *** (ابن الجُهَيني ذاك إبراهيمْ):
مهارةٌ – إليكَ – قُرْآنيَّهْ *** سميتها: المنظومةُ التائيهْ
جعلتُها – قَصْدًا – مفتايحَ الندَى *** لمن تدبَّر القران واهتدى
هو الكتاب ما لهُ شطآنُ *** يا سعدَهُ الغواصُ والرّبَّانُ
إذا رأى الآياتِ في الآفاقِ *** واستخلصنَّ الدُّرَ مِنْ أعماقِ
عشرون مفتاحًا إلى التدبُّرِ *** مبدوةٌ بالتاءِ للتذكُّرِ
عسى اتعاظٌ في الحياةِ يحصلُ ***حتى يُوَفَّى أجره مَنْ يعملُ
للهِ فاتلُ سائلًا مُجيبا *** إنْ رُمْتَ من جنَّاتهِ نصيبا
في كل بيتٍ لفظة تُقالُ *** من قبلها وبعدها هلالُ
فالبدء بـ(التطهير) من أدرانِ *** لمن تلا بالرُّوحِ والجِنَانِ
ومن لربه ارتجى (التعظيما) *** تدبَرَنْ قرآنه الكريما
قد حُقَّ بـ(التأدُّبِ) الوجوبُ *** فبالجلالِ تتقي القلوبُ
بشراكَ يا مَن تُحسنُ (التغنِّي) *** دونَ الجَلِيِّ والخفيِّ لحنِ
فلتستقي الخشوعَ بـ(الترتيلِ) *** كأنْ وَرَدْتَ نهرَ سلسبيلِ !
وعُدْ إلى (التمهِّلِ) الجميلِ *** أحسِنْ بعَوْدةٍ إلى السبيلِ
وبـ(التفاعلِ) اقْتَنِ الخشوعَ *** إذا قرأتَ واسكبِ الدموعَ
وواصلِ التطبيق بـ(التشريعِ) *** تَفُزْ بوصف العابد المطيعِ
واللهَ فارْجُ دائمًا وقارا *** تلاوةً؛ والزم لها (تكرارا)
وذا كتابُ ربِّنا عزيزُ *** بالأصغرينِ يحصلُ (التركيزُ)
وكن – أُخَيَّ- حاذقَ (التفهمِ)***محلُّ ذاك القلبُ -حتمًا- فاعلمِ
اللهُ يسَّرَ الكتابَ؛ فاستمرْ *** (تذكُّرًا)؛ فنعم تالٍ مُدَّكِرْ !!
فبنبيِّ اللهِ مَنْ (تأسَّى) *** قولًا وفعلا ليس بعدُ يأسَى
والرَّوْحُ والريحانُ إنْ (تدرَّجَا) *** ومَنْ سواهُ يُشْبِهُ الأُتْرُجَّا !!
ويشبهُ (التذاكُرُ) الطويلُ *** تذاكرَ النبيِّ مَعَهُ جبريلُ
فمنَ (تضرَّعَ) بِهِ ألحَّا *** في الخلد لن يظما غدًا أو يضحى
وإنْ (تَبَاكَى) ليس عن تكلف *** فما بدنيا أو بأخرى يأسفِ
فالظلُّ في (تحزيبهِ) ظليلا *** لمنْ تفيَّا صبرهُ الجميلا
ومَنْ أتى (تقعيده) تعبُّدَا *** كمن أتى – ظمآنَ – أصفى موردا
لا يعرف الأسرار إلا ربها *** والراسخون في العلوم هم لها
هو الكتاب علَّمَ الأَعْرابَ *** صَرْفَ الكلامِ، أفْهَمَ الإعرابَ
فيهِ – (تفكَّرْ) – آيةُ الإتقانِ *** دلت عليها صنعة الرحمن
إعجازه لفظا ومعنى يترى *** للمصطفينَ اللهُ ألقَى السرَّا
(تقييدُهُ) ذا آخرُ العشرينَ *** يا جامعا فرضًا كذا مسنونا
فافْجُرْ لنا ينبوعَهُ تدبُّرَا *** واقرأ ورتل قد وردْتَ الكوثرا
وهكذا يا طيب الأنفاسِ *** أهديكَ ذي.. منظومَةَ استئناسِ
لعل الله يكتبُ القبولَ *** وأنْ بها نجاورُ الرسولَ
فصلِّ ربي دائما وسلِّمْ *** عليه ما القرآنُ قدْ تُعُلِّمْ
د. إبراهيم الجهني