الشيخ أشرف محسن يكتب: كلمة وكلمة

إن المخاطر التى تؤثر سلبا وإيجابا كثيرة جدا، وما يتعرض له الإنسان ليل نهار مختلف اختلافا شديدا، وفى تباينه ذلك مساحات شاسعة، واستقبال الناس لتلك المتغيرات كبير بين شخص وآخر، وبين بيئة وأخرى.

ولعل من أخطر المؤثرات التى تحدث أثرا فى النفس، هى الكلمة، فربما رفعت، وربما خفضت، كلمة تقال فى موضع مدح، أو إعجاب، أو شرح وبيان لمعنى مشكل، أو دردشة عادية، تأخذ فى النفس مأخذا حسنا، وربما كانت سببا فى نقل إنسان من مكان إلى مكان، ومن شخص إلى شخص، ومن هيئة إلى هيئة، ففعلها له تأثير السحر على عواطفنا وقلوبنا وعقولنا.

وفى مقابلها كلمة قيلت على سبيل الاستهزاء، أو السخرية، أو التنمر، أو الضجر، فتحدث تأثيرا مغايرا للتأثير الأول أشد المغايرة، ينقل نفس الإنسان إلى حضيض، وإلى فشل وربما إلى المرض أو الموت.
نعم هى كلمة تعلق قلب أحدهم، أو تطفئ قلب آخر، ربما أيضا قالها المتكلم ولا يحسب أنها تفعل ذلك أو تؤثر ذلك التأثير، ثم يمضى هو فى حياته كأن شيئا لم يكن.

دخل الإمام محمد عبده مدرسة وكان فيها العقاد، فقرأ بعض ما كتب، فربت على كتفه وقال له سيكون لك شأن فى الأدب، فكان له شأن فيه، وظل الإمام أثيرا عند العقاد، حتى أن العقاد كتب كتابا عن الإمام محمد عبده.

وآخر يهدد ويتوعد أحدهم فيموت خوفا من غير عقاب، ومدير أو وزير يتوعد واحدا ممن تحته، فتصيبه سكتة دماغية فيموت من أثرها، ثم يذهب هذا المسؤول لا يلوى على شئ ولا يدرى ما أحدثت كلمته.
الناس تحتاج إلى من يشد أزرها ويطمئنها ويأخذ بيدها، تحتاج إلى أن يراعى بعضهم بعضا، ويشفق بعضهم على بعض، وأن يعلم الجميع أن الناس متساوون فى الخلقة والتكليف والحساب، وأن كلهم أبناء آدم وحواء، وكلهم مكرمون عند الله، وكلهم لهم شعور ولهم إحساس ولهم قلب ينبض.
احفظ لسانك أيها الإنسان
لا يلدغنك إنه ثعبان
الكلمة الطيبة صدقة، كالفعل الصالح، والكلمة الخبيثة ربما هوت بصاحبها فى عذاب الله، لا تستصغرن من المعروف شيئا، ولا تتنمر على خلق الله، وأت للناس ما تحب أن يأتوك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى