خبير اقتصادي يوضح كيف تؤثر قرارات ترامب بشأن غزة على اقتصاد المنطقة ؟

كتبت: بسنت السيد
بعد عاصفة من القرارات اجتاحت العالم أجمع منذ تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية تأتى قرارات ترامب بشأن استضافة أهالى غزة في مصر والأردن كالصاعقة التى تعصف باقتصاد هذه الدول.
كيف يحلل الخبير الاقتصادي هانى أبو الفتوح قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتداعياتها على إقتصاد دول الجوار ومعهم الملايين في المنطقة هذا ما سنحاول الإجابة عليه من خلال الحوار مع الخبير الاقتصادي هانى أبو الفتوح لمباشر 24.
فرار المستثمرين وتباطؤ النمو الاقتصادي
يؤكد الخبير الاقتصادى هانى أبو الفتوح في حديثه لموقع مباشر24 أن قرارت ترامب بشأن إلحاق الفلسطنيين بمصر والأردن سيُفاقم حالة عدم الاستقرار السياسي في المنطقة، وهو ما ينعكس مباشرة على الاقتصاد. الدول العربية المجاورة مثل مصر والأردن ولبنان، التي تعاني بالفعل من تحديات اقتصادية كبيرة، قد تواجه تقلصًا في الاستثمارات الأجنبية بسبب تصاعد التوترات ، فالمستثمرون الدوليون عادة ما يفرون من المناطق غير المستقرة، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة في هذه الدول.
تأثير قرار ترامب على أسواق النفط
ويتابع أبو الفتوح قائلا : ولا يمكن إغفال تأثير هذا القرار على أسواق النفط، التي تعد شريان الحياة للعديد من اقتصادات المنطقة. ففي حال تصاعد التوترات، قد تشهد أسعار النفط تقلبات حادة، مما قد يرفع تكاليف الطاقة على الدول المستوردة مثل الأردن ولبنان ومصر، بينما قد تستفيد الدول المنتجة مثل السعودية والإمارات من ارتفاع الأسعار بشكل مؤقت ، لكن هذه الفوائد قد لا تدوم طويلًا إذا تحولت التوترات إلى صراع مفتوح، مما قد يعطل إمدادات النفط ويؤثر على الاقتصاد العالمي بأكمله.
تأثير سلبي على قطاع السياحة
ويشير أبو الفتوح ألى أن قطاع السياحة، الذي يُعد مصدرًا رئيسيًا للدخل في دول مثل مصر، قد يتأثر سلبًا أيضًا. فالتوترات السياسية غالبًا ما تُبعد السياح، مما قد يؤدي إلى تراجع الإيرادات السياحية وزيادة الضغوط على الاقتصاد المحلي ، كما أن احتمال إغلاق المعابر الحدودية بسبب تصاعد التوترات قد يعوق حركة التجارة، مما يؤثر على سلاسل الإمداد ويُعطل تدفق السلع الأساسية.
استنزاف الموارد وزيادة الضغوط على البنية التحتية
وعلى صعيد آخر يوضح الخبير الاقتصادي هانى أبو الفتوح تأثير قرار ترامب بشأن استضافة أهل غزة قائلاً : أما بالنسبة للدول التي قد تستضيف نازحين من غزة – رضوخاً للضغوط الهائلة لأميركا – فإن العبء الاقتصادي سيكون كبيرًا.
فهي بالفعل تعاني من أزمات اقتصادية حادة، واستضافة المزيد من اللاجئين قد يؤدي إلى استنزاف الموارد العامة وزيادة الضغوط على البنية التحتية والخدمات الأساسية. هذا بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة.
فرص استثمارية مرهونة بالاستقرار السياسي
ومن ناحية أخرى يؤكد أبو الفتوح أنه على الرغم من أن هناك بعض التكهنات بوجود فرص استثمارية محتملة، مثل مشاريع البنية التحتية التي قد تطلقها الولايات المتحدة في غزة، فإن تحقيق هذه الفوائد يظل مرهونًا بتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، وهو أمر يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي ، حتى الفكرة الطموحة بتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” تبدو غير واقعية في ظل التعقيدات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بالمنطقة.
ويختتم الخبير الاقتصادي هانى أبو الفتوح تحليلاته لتداعيات قرارا ترامب بشأن غزة قائلاً يبدو أن القرار الأمريكي بشأن غزة سيُحمل دول الجوار العربية تكاليف اقتصادية باهظة، بدءًا من تراجع الاستثمارات وصولًا إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية القائمة.
وفي ظل هذه التحديات، يظل السؤال الأكبر: هل ستتمكن دول المنطقة من الصمود في وجه هذه الضغوط الكبيرة التي تمارسها أمريكا وما يتبعها من عاصفة اقتصادية، أم أن القرار سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير؟ الإجابة ستكشف عنها الأيام القادمة، لكن المؤكد هو أن الشرق الأوسط يقف على مفترق طرق قد يُعيد تشكيل مستقبله الاقتصادي والسياسي لعقود قادمة.
اقرأ أيضاً..
يتخطى ال4000 ارتفاعا وخبير يحذر من البيع الآن
تحذير هام من هيئة البريد المصري لعملاءها من عمليات اختراق إلكتروني لحساباتهم