Site icon مباشر 24

محمد عبد العزيز يكتب: فقط في مصر…شنودة الذي أحبه

الدكتور محمد عبدالعزيز

الدكتور محمد عبدالعزيز

محمد عبد العزيز : باب هؤلاء

كثيرة هي حكايات المحبة التي تجمع بين مسيحيي مصر و مسلميها ، قصص نرويها و أحداث عشناها و حكايات نرويها تؤكد على أننا أهل و إخوة ، نعبد إلاها واحداً و ندين بالولاء لوطن واحد موحد متحد.
و في أعيادنا و افراحنا و حتى في أوقات الشدائد و الأزمات من القصص ما يثبت هذا الاعتقاد و يرسخ هذا اليقين.

راجع معي بذاكرتك مسيرة حياتك و تأكد من صدق قولي حين تتذكر : وجدي أو ناجي أو محب أو إدوارد و كيف كانت علاقتك به أنت المصري المسلم ، أما إذا كنت مسيحياً فاستدع بذاكرتك أصدقاء شبابك و صباك و طفولتك:عمر و محمد و عبد الرزاق و خيري.

من بين هذه الحكايات التي نرويها فتبرز عمق المحبة مواقف كثيرة للموسيقار الكبير هاني شنودة ، هذا الموسيقار المبدع ، المصري الأصيل الذي يتحدث فتغمرنا محبته التي تعكس رسالة المحبة التي دعا إليها السيد المسيح عليه السلام.
شنودة هو ذلك الموسيقار المصري المسيحي الذي يتحدث بكل احترام عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم . رجل يقدر للنبي وصيته بأهل مصر ، يعرف قيمة المواطنة معنى و سلوكاً ، يحترم الآخر فيدعوك لاحترامه و تقدير معنى الاختلاف.

بالمناسبة ، لا توجد أدنى مشكلة في فكرة الاختلاف. لكن المشكلة الحقيقية تكمن إذا كان هناك خلاف ، و الفرق شاسع بين المفردتين و مدلول كل منهما. فالاختلاف سنة كونية سنها الله تعالى لانتظام حركة الكون. و قد تتذكر معي تلك الرباعية الشهيرة للعم صلاح جاهين:
لولا اختلاف الرأي يا محترم ، لولا الظلطتين ما الوقود انضرم.
اقول هذا الكلام في سياق استمرار احتفال مصر بعيد الميلاد المجيد لسيدنا عيسى عليه السلام ، كما حفزني عليه موقف قام به شنودة لم يقدم عليه غيره من الموسيقيين المصريين.

ففي حفل فني شارك فيه الموسيقار الكبير و فرقته قبل أيام استمع لاذان العشاء ، فما كان من الرجل المصري الأصيل إلا أن أعطى العازفين إشارة للتوقف عن العزف . حين تساءل بعضهم عن السبب رفع سبابته مشيراً إلى مئذنة مسجد تصدح مكبرات الصوت عليها بصوت أذان العشاء !! أي رقي هذا الذي أقدم الرجل على صنعه في خطوة بسيطة لكن لها دلالات عظيمة. مبادرة لم نسمع أن أيا من صناع الموسيقى و نجوم الحفلات المسلمين قد أقدموا عليها من قبل .

ألف تحية لهذا الرجل الطيب المثقف الإنسان ، لتبقى رسالته بالمحبة و التعايش السلمي حية نرويها لأبنائنا ليحافظوا هم على ما تربينا عليه من آبائنا من الشيوخ و القساوسة.

محمد عبد العزيز

Exit mobile version