رشا الخطيب تكتب شعر ” الشارع”
رشا الخطيب تكتب شعر ” الشارع”
ثمة ايقاعات رسمت ملامحا
على بركة الوحل
الطازجة أمام بيتنا
وجميع الأشجار تستأنف الرحيل
حاملة وجوه الطريق العابرة
وصمتى
إلى تلك الشرايين المتكلسة
بوادى سقر
مغامرة مدفوعة بدمائى الحارة
للبحث عن العيون
التى تطفو فى الأزقة
والأيدى التى تحول أكوام الصفيح
لأجنحة تقيهم نذير الريح
ولسعات المارين
أ يمكن أن تمهد تلك الطرق
العابسة وجبة ساخنة
تفوح بالربيع
وتمحو من ميادين بنها
ضجر القبور
التى راكمها الموت
أو بالأحرى
أ يمكن لشوارع
تلتف حول نفسها
وتباغتنا وتمزجنا بالأعواد الجافة
ورغم ذلك نألف
وعرة ذاك الشارع وهى تلج
لألبابنا
فلا يعقل لهذا الدرب أن يرجع لنا
عالما اصطفت دكاكينه خلف
سور الأزبكية
وتراشق بائعى السميط
وعربات البطاطا حول دارالأوبرا
وما زالت إشارات المرور تشى بقبلات
العشاق
حفيف التلامس المسروق
من لوحة بطول هذا الصمت
أ يمكن أن نمد شارعنا لمعبد الأقصر
ويتكفل بإقامتنا دون غضب
الألهة ؟
تحت أعمدته ترتعش كل النهارات
ويخرج الكهنة تباعا
يرشقون كل الشوارع
فى ليلهم السديم
وكل البنايات الحديثة تصبح
دعامات قرميدية لمجد
لا يأفل بغروب الشمس
بمهبط قلبى
فما الذى يجعلنا نتعلق بدرب دون
سواه ربما كانت تلك مؤامرة
الحياة لتطيح بنا فى برارى
مجهولة النسب
يمكن لهؤلاء المنتصبين أن
يغتصبوا شارعى أم هو من سحلهم
بالتراب وطفق عليهم من أوراقى
فأنسالت أشعارى تجلدنى
تلو الآخرى
شارعنا يشبه ضلوعى
ونبرته بصوت الحلم الراكن
بالحوارى و (زمارة بائع غزل البنات)
تلقف طفولتى وترثى شبابى
ف نقف والشارع وجها لوجه
يندس بأحضانى بعيدا عن نباح الكلاب
وأعين الجان
فيبوح لى بمقامى المزخرف
بوحى الظلال
ويرينى
كم المريدين
والمشعوذين والناطقين بقدسية الأنسان
فلم أعد لأى شارع انتمى
وأى حضرة صارت لى فى مقام
هذا الزمان
رشا الخطيب