وحيد راغب يكتب: اللغة العامية والفصحى

وحيد راغب

كوكس أول من دعا إلى العامية وألف وترجم الانجليزية باللغة العامية وترجم شكسبير،  وألف كتبا فى العامية المصرية , وجاء ولمور أحد قضاة الاستئناف بالقاهرة ودعا الى ما سماه لغة القاهرة
وممن دعا الى العامية عرب شاميون : مارون غصن , وأنيس فريحة , وسعيد عقل , وفى مصر : سلامة موسى وقاسم أمين , وكثير من الادباء ولكنهم فشلوا .

وممن دعوا الى هدم النحو زكريا مارون فى كتاب : جناية سيبويه الرفض التام لما فى النحو من أوهام وقال : وما سيبويه واساتذته وتلاميذه الا جناة حقيقيون أورثوا الاجيال عبثا وحقائق حضارية وتطورية.

وكتب شريف شوباشى : لتحيا اللغة العربية –يسقط سيبويه
قال الشاعر القديم :
فبادر الى حفظ اللغات مسارعا فكل لسان بالحقيقة إنسان
وقال حافظ ابراهيم :
أنا البحر فى أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتى
(ولنعلم أنه كانت لغة قريش هى أسهل اللغات أو اللهجات العربية فى حينها , ولهجة أو لغة اجتمع عليها العرب , وبناء عليه جمع القرآن عثمان بن عفان فى مصحف عثمان بلغة قريش حتى لا يختلف عليه العرب بلهجاتهم المختلفة وإن صحت , وهنا اللهجة المصرية أو لغتها العامية قريبة جدا من اللغة الفصحى عكس اللهجات أو اللغات العامية فى كل قطر عربى , فيفهمها كل العرب فى اقطارهم وبسهولة خاصة مع انتشار التلفاز والسينما والافلام والمسلسلات المصرية ,فلهجة أو اللغة العامية لكل قطر عربى , يكاد لا يفهمها الا من قالوا بها لصعوبتها.

فالمشكل هنا أننا نفصل بين لغة الكتابة أو الدواوين والجرائد والمجلات وبين اللغة التى نتعامل بها ونسميها العامية . هذا الفاصل يجعل البعض يخاف على لغة القرآن من العامية لمحاولة البعض بالفعل الوصول الى هذه النتيجة ,ألا وهى البعد عن لغة القرآن فيهجر ولا يفهم , ولكنى اطمأنه أن اللغة العربية الفصحى محفوظة من قبل الله بحفظ القرآن كما ورد فى سورة الحجر : إنا نزلنا الذكر وانا له لحافظون ” ولكن من الحفظ أن تتداول اللغة بين الناس , لان اللغة التى لا تتداول تموت , وكم من لغات ماتت بالدخول الى لغات سائدة أو لغة المستعمر وكذلك بهجرها فى التعامل .

الا اللغة العربية ويقول لنا التاريخ ان فرنسا وبريطانيا وايطاليا حاولوا أن تسود لغاتهم فى مصر وليبيا والجزائر ودول الشمال الافريقى فلم يستطيعوا, ولكن حدث تأثر بان لغاتهم العربية أصبحت مكسورة وغير واضحة , فيجب علينا أن نوقظ اللغة العربية الفصحى فى تعاملاتنا مع اللهجة العامية القريبة من الفصحى , لان ما يوجد لغة أساسية فى العالم الا وانبثق منها لهجات ولغات عامية مختلفة تتداول بين الناس فى حياتهم , فانظر اللغة اللاتينية وما انبثق عنها من لغات أو لهجات كالانجليزية والامريكية وغيرها , وحتى اللغة العربية كالعبريّة والفارسية والايرانية والتركية تكتب بالحرف العربى ولكن تنطق كانها لغة اخرى تماما .. فنحن مع اللغة الفصحى تعاملا وبجوارها اللهجة أو اللغة العامية ).

وحيد عبد الخالق راغب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى