نزار قباني ودستوبيا الواقع وحرب على سوريا
كتب: حسين عبد العزيز
نزار قباني
منذ أن بدأ حرب تصفية العرب ، والمعروفة بثورات الربيع العربى وأنا أطرح سؤال واحد لا يتغير وهو ” ماذا لو أن نزار قبانى موجود معنا الآن ” ما القصيدة التى سوف يكتبها، أم سوف يكتفى ب متى يعلون وفاة العرب ” فيعد نشرها التى نشرت فى عام ١٩٩٤ .
وهنا أجدنى أتذكر قوله واصفا العرب وحالهم ” العالم العربى يركب قطارا عثمانيا عجوزا يسافر به من الجاهلية الأولى إلى الجاهلية الثانية “.
ومن هنا يمكن أن نقول ان المبدع هو من يأخذ مادته من الحياة ويعيد صياغتها ، فيبرز رؤية جديدة لها والمعنى والحركة الداخلية الكامنه فيها، والتى لا يرها إلا المثقف فى ذاته ” شاعرا ، قاصا ، روائيا ، مسرحيا ” ولا يعتمد على انتاج الآخرين . وأيضا نطالب القراء بفن القراءةُ لأنه توجد مشلكة فى هذا الموضوع حيث نجدهم يتعاملون بظاهر الحدث ولا يتعدوه الى جوهره ومطمونه ، ولا يقدرو على الفصل بين المُمثل و الدور الذى يؤدية.
وايضا عندنا محاولة جعل بطل النص هو المؤلف ” رجل / إمرأة ” وهذا يعد أكبر قضية و أعظم ظلم يقع على الإبداع والمبدع أيضا ” وانا سوف اقف هنا عند نزار قباني الذى اخذوا علية انه شاعر العواطف الحسية لان كل شعره عن النساء حتى السياسى منه وبالفعل الشعر كذلك .
لكن المرأة هنا ترمز إلى الحرية وهل يوجد أفضل وأعظم من المرأة حتى نأخذها كرمز يعبر من خلاله عن القضية التى يراد أن يعبر عنها الشاعر ، وبما أن اخته انتحرت عندما اجبرها ابيها ونظام العشيره على الزواج من من لا تريد أو ترغب ، وهنا انصب كل شعره عن الحرية وأجمل وأعظم من ترمز الى الحرية من خلاله ، هى المرأة التى تعد هى محور الأشياء كلها عبر التاريخ .
والآن لبد ان نتذكر الجماعة التى رفضت الصلاة علية يوم وفاته هذا الخبر الذى أذهل الجميع و غطى على كل الأحداث السياسية فى العالم العربى وعم الحزن الجميع ” انا أتذكر تلك اللحظة ” وقد كل العرب فى لندن لوداع الشاعر القلق طوال حياته بالعرب وقضيتهم ، وقد وجد مجموعة فى مسجد ” ريجنت بارك ” ترفض الصلاة علية .
وهؤلاء الناس هم من أشعلوا العالم العربى نارا من سوريا الى لبيبا إلى اليمن الى السودان من اجل الوصول الى مصر التى فشلو فى المحاولة الأولى .
ولا أجد أجمل من هذا الذى قاله الجميل الروائى الطيب صالح عن نزار قبانى ( أن العالم العربى بدون نزار ينقُص كثيرا ، ويكفى أنه وحد المشاعر العربية كلها فى الحزن ، ولو كان الشعراء يقولون مايفعلون لما كان هناك شعر ! )
يكفي الشاعر أن يرش ملحا على الجرح ، فالشاعر كان يقول ما كان يقوله الناس فى السر وفى الخفاء وكان يكتب فى العلن ما كانوا بكتبوه على ظهور ابواب الحمامات فى المساجد والمدارس والجامعات
إن الشاعر كان يعبر عن واقع فاسد مفسد ولا أمل فيه ،فالكل فاسد والكل مفسد.
هل تتذكرون فيلم البداية للمخرج صلاح أبو سيف حيث قدم لنا كيف نصنع الدكتاتور وكيف يستغل بعضنا البعض ، مع أننا نحن العرب نعيش فى مركب واحد ، فإن نجى المركب فسوف ننجوا جميعا، وأن غرق المركب فسوف نغرق جميعا . كما يحدث الان فى السودان وغزة ، حيث أننا لا نقدر ان نفهم ما يحدث ولماذا يحدث ما يحدث غير انه يخدم على اسرائيل، وبالفعل كل ما يحدث فى الدول العربية فى العقد الاخير يخدم على اسرائيل ، فإن لم يكن يخدم عليها فعلى من يخدم إذن .
هذا هو السؤال الذى لبد له من اجابه قبل أن تخرج الروح ونقول مع الست أم كلثوم “وتفيد بايه يا ندم “.
نزار قباني