مصطفى كمال الأمير يكتب: الأتوميوم.. رمز ذرّي في قلب بروكسل 

بقلم: مصطفى كمال الأمير – هولندا

في كل زيارة إلى بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، لا يمكن تجاهل معلمها الأبرز والأكثر شهرة، الأتوميوم، هذا الصرح المذهل الذي يجمع بين العلم والفن أصبح رمزًا خالدًا لبلجيكا إلى جانب الشوكولاتة الشهيرة، تمثال الطفل “مانيكين بيس”، وشخصية “تين تين” الكرتونية.

• تم إنشاء الأتوميوم عام 1958 ليكون الجناح الرئيسي لمعرض إكسبو 58، الذي كان بمثابة منصة دولية للتعبير عن التقدم العلمي بعد الحرب العالمية الثانية.
• يتألف المجسم من تسع كرات فولاذية مقاومة للصدأ، تمثل ذرات الحديد، وقطر كل كرة يبلغ 18 مترًا، متصلة بأنابيب فولاذية تضم السلالم المتحركة والمصاعد، الهيكل بأكمله يمثل صورة مكبرة لذرة الحديد بمقدار 165 مليار مرة.
• كان من المفترض أن يكون المبنى مؤقتًا، لكنه نجا ليصبح رمزًا وطنيًا ودوليًا لبلجيكا.
• بعد مرور حوالي نصف قرن، خضع الأتوميوم لعملية تجديد شاملة بين عامي 2004 و2006، ليظهر بحلته الحديثة التي تجذب أكثر من مليون زائر سنويًا.

تصميم علمي برسالة إنسانية

• يمتد الأتوميوم إلى ارتفاع 102 متر، رغم أن التصميم الأولي كان يخطط لارتفاع 134 مترًا، إلا أنه تم تخفيضه لدواعي السلامة.

• في خمسينيات القرن الماضي، كانت البشرية تشهد فترة ذهبية من التفاؤل العلمي، خاصة مع التطورات الكبيرة في مجال الفيزياء النووية، وقد اختيرت الذرة لتكون رمزًا لهذا التقدم، مع التركيز على استخدامها السلمي في تحسين حياة الإنسان.

• بلجيكا، التي كانت تملك مستعمرات غنية باليورانيوم في الكونغو، لعبت دورًا كبيرًا في تطوير الأبحاث النووية، ومع ذلك، يحمل الأتوميوم رسالة واضحة: التكنولوجيا يجب أن تُستخدم لخدمة البشرية، بعيدًا عن الدمار الذي شهدته اليابان عام 1945 بعد قصف هيروشيما وناجازاكي.

الرحلة داخل الأتوميوم

• يتيح الأتوميوم للزوار فرصة استثنائية لاستكشاف ست كرات داخلية قابلة للزيارة، تحتوي الكرات على معارض دائمة ومؤقتة تركز على الفنون الرقمية والتكنولوجيا الحديثة، بينما يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالة بانورامية على بروكسل من المطعم الفاخر في الكرة العلوية.

• الأنابيب الفولاذية التي تربط الكرات، تضم سلالم ومصاعد تسهل حركة الزوار داخل المجسم. أما في الليل، فيتحول الأتوميوم إلى مشهد ساحر بإضاءته المذهلة التي تبرز هيكله الفريد.

• يقع الأتوميوم في ساحة أتوميوم بجوار قصر المئوية ومركز معارض بروكسل، وهو على مقربة من محطة مترو Heysel/Heizel، ما يجعله سهل الوصول للجميع.

رمز فني وثقافي

الأتوميوم ليس مجرد هيكل فولاذي، بل هو قصة تطور علمي، ورمز للإبداع المعماري، ومنارة ثقافية في قلب أوروبا، زيارتك لبروكسل لن تكتمل دون اكتشاف هذا الصرح الذي يمثل ماضي البشرية وحاضرها، ويطل بنا نحو مستقبل مشرق.

اقرأ ايضا:

محمد أبو المعاطي يكتب قصيدة بعنوان “الصبر دوايا “