حوار مع الفتى النجيب سرور شعر لـ مصطفى الشرقاوي

حوار مع الفتى النجيب سرور طرف الحوار مصطفى الشرقاوي
حوار الشؤون والشجون
الحلقة الثالثة

أنا
أين أنت يا فارس
لم تنتفض
ربما من البرد
أنت هكذا على العهد
كم أوذيت
من برد وشرد
فى شوارع القاهرة
وأبدا لم تعرف الصد
لكونك صادق  جد
والأن فى قبرك
نفذ صبرك
قم نتحاور واترك
– – هذا اللحد
قم يا رجل المجد

الإمام سرور
نعم  بنى
أنا فعلا فى حاجة لك
لتقص لى ما حدث لك
مع الذئاب
اللاشواعر
ماركة هيت لك

أنا
يا إمام
سأحكى من أول كلماتك
الكلام التام
أو الموت الزؤام
فأنت من قلت
إلام نجيئ ثم نروح
لا جئنا ولا رحنا
إلام نعيش ثم نموت
لا عشنا ولا متنا
هو المنفى إذا كان البقاء
قرين أن نفنى

من هنا بدء الحكاية
من هنا فصول الرواية
فالأرض ملأى بأرباب الرواية
يا نجيب يا حبيب
بفيران الجوامع
بهدام الصوامع
بقساة الطابع
صراصير المرحلة
وأفراخ الوزغ

الإمام سرور
بنى هون على نفسك
ولا تنس أننى من قال
يا ذؤبانا لاكت شرف الكلمة
يا صبيان السوق الحرة
حيث يباع الله بكأس زبيب
ما أرخص فى السوق الإنسان
يا فرسان الأمس الغابر
جئت ألملم كل الكلمات المسمومة
قطع الثلج
حقن النسيان البنج
الكلمات المصطلحات الشفريات
الكلمات المعكوسات

أنا
نعم يا إمام
هم حقا لاكوا شرف الكلمة
وما حمدوا لها من نعمة
بل جرحوها وشوهوها
من لا يعرفون سوى النقمة
المهم  تعالى نقص
وقبلها نرص
ما شاء لنا من حجيرات
الجوزة
والتى دلولوها أولاد الكلب
وأسموها نرجيلة
أو شيشة —
ودعنا نشد أنفاس التبر
هات نفس
خذ نفس
حتى يصيح ديك
ونحن نقص
ثم نرص – – ونرص
لننسى – – ما كان
من اللاشواعر

الإمام سرور
قل لى
ما أخبار — الحشيش
ألا زال كثير
وتأكله الحمير
أم يأكله ناس اللاضمير

أنا
كان الحشيش قنطار بقرش
ثم صار — المعدن بمئات
من الجنيهات
ويعلنون عنها بأفيش
بالتليفاز

الإمام سرور
حمدا لله على نعمائه
وكل ألائه

أنا
أراك متعبا الليلة
أو ربما سطلت
سأتركك لتنام
وغدا سيكون لنا كلام
لكن سأذكرك ببعض من أحكام
لك يا فنان الكلام

أنت دخلت السجن مرارا
تكفى مرة
ثبت هذى المعلومة
كالنيشان إلى العروة
واجلس بين السذج والأغرار
والأبرار ذوى القلب الأبيض
سمسر بالسنوات السوداء
قل ما شئت بغير حياء
هذا عصر يهتك فيه الفأر —
عرض الفيل
فإذا أنكر
فالبينة على من أنكر
وعليه يمين الله
وهناك شهود الإثبات – –
وشهود النفى
والنفى اليوم هو الإثبات
والإثبات النفى
والإجماع إنعقد على التزوير
فى الأعراض
كتب الصمت على الأفيال
من أجيال
عاش الفأر الزير
عاش الفأر
إن الفيل أقر
فلتمرح فى الأرض الفيران
هذا عام الفيل
الإمام سرور
لا تغب عنى – – بنى
فبقصصك تعيدنى للحياة
وتذكر أننا فى عام الفيل
وهذا دليل
وأمارة

أنا
سلام يا إمام
مصطفى الشرقاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى