كتب: حسين عبد العزيز
سيد مكاوي مداخلة ( أعلم ان العنوان طويل طول ما نعانى منه من مشكلات . وغير واضح بسبب ما نحن نعيش فيه من عتمه ).. إنتهت المداخلة.
قيمة التسامح عند سيد مكاوي
إن ما ينقصنا فى تلك الأيام ، ومن خلاله نكون مجتمعا صالحا ، هو ان نرسخ قيمة التسامح فيما بيننا او كما نقول بالعامية ( ما نقفش لبعض ع الوحده ) او أن نطبق فلسفة الشيخ سيد مكاوى ( ما تخليش الدنيا تلعب بيا وبيك شوية عليك وشوية عليا ) نعم ما ينقصنا فى هذا المجتمع هو فلسفة التسامح التى قال عنها ( ڤولتير )
( كلنا ضعفاء وميالون للخطأ ، لذا دعونا نتسامح مع بعضنا البعض ، ونتسامح مع حماقات بعضنا بشكل متبادل ، وذلك هو المبدأ الاول لقانون الطبيعه . المبدأ الأول لحقوق الانسان كافه )
وقد علق كارل بوبر على ذلك بقوله ( تعلمنا من درس ڤولتير أننا قابلون للوقوع فى الخطأ .
استنتجنا من ذلك أن اى موقف هو أفضل من اى موقف أخر ، وخاصة أفضل من مواقفنا ، أنه لكى نكون عقلانيين ، ليس علينا فقط ان نكون متسامحين وغير دوغمائيين ، بل أيضا حياديين كليا ، وان نعترف بأن كل الاراء قابلة للدفاع عنها ) ( وإن علينا بشكل دائم أن نكون مستعدين لاكتشاف أننا قد أخطأنا ، و علينا ان نحاول الاصغاء الى الاخرين ، والتعلم منهم وخاصه خصومنا.
وإنه لمن الجودة بمكان أن يقول المرء : قد اكون على خطأ ، وقد تكون انت على صواب ، فإذا قال الطرفان معا هذا القول ، فسيكون هذا على الأرجح كافيا للوصول الى تسامح متبادل ).
إن المشكلة التى بلا حل ،هى ان الكثير منا وضع الدين على لسانه ، وهذا يعنى انه يستخدمه فى كل وقت وحين ، ومن هنا يقع فى الخطأ ، الذى ما يجب ان يقع فيه ،وهذا يوصلنا الى اننا جعلنا ديننا هو نقطة ضعفنا ،وهنا يكمن الخطر الذى يجب الا نقع فيه بطريقه او بأخرى.
لأن الدين يجب ان يبقى نقطة قوى وعزة ، يعتز بها الانسان المسلم ، وان بقى الاسلام نقطة قوة المسلم ، فسوف يبقى الاسلام والمسلم فى امان ، بعكس لما يكون الاسلام نقطة ضعفنا ، هنا وهنا فقط سوف يحترق كل شئ معنا وحولنا ، كما نرى منذ ان تفجرت ثورات الخراب العربى ، وربنا يستر.
ونعود الى عنوان المقال وننظر الى الموضوع من زاوية اخرى ، الا وهى ، الدين وتنك البنزين ونقول ان الذى اخترع قاطرة القطار كان لديه مشكلة كبيرة ، وهى اين يضع تنك البنزين ، هل يضعه فى بدايه القاطرة ، بالطبع لا يجوز لانه مكان خطر وقد يؤدى الى كارثه لا يمكن تخيلها باى صورة من الصور التى يمكن ان نتخيلها ، ومن هنا يجب الا نضع الدين على السنتنا، وانما يجب ان يكون فى مكان امن ، وهذا المكان الأمن هو القلب ، إذن يجب ان يكون الدين موضعه هو القلب وليس على اللسان كما نرى ونسمع الان .
يا ساده يجب ان يعود الدين الى موضعه الطبيعى ، الا وهو القلب ، حتى تستقيم الامور وتعود الى نصابها ، ونجد التسامح يحيط بنا جميعا . فيكون المجتمع من خلال التسامح اقوى واصلب فى وجه الكوارث التى تحيط به من جميع الجهات ، فقط مطلوب ان نتسامح مع بعضنا البعض ، او نتعامل بقانون الشيخ سيد مكاوى
لأن التسامح هو ما ينقصنا لكى نكون مجتمعا مثاليا ، يعيش بالرحمه والحب، انظر الى ما يحدث فى الشارع حيث الغضب والحقد يشع من الناس تجاه الناس .
سؤال ما الذى ينقصنا لكى نكون مجتمعا فاضلا، السلفى يقول للناس أن تربى اللحى وتقصر الجلاليب والنساء ترتدى النقاب
والأخوانى يقول ان نعود الى الحكم .
والعقل والمنطق يقول أن الثلاث اجابات خطأ مائه فى المائه
لان الذى ينقص المجتمع المصرى والمجتمعات العربية شيئا اخر تماما ، شئ بيعد عن هؤلاء الثلاثة شئ بسيط لكن كبير المعنى والنتائج ..
إن ما ينقصنا يا ساده هو قانون التسامح .
والذى يوصل الى أهم وأعظم شئ فى حياة الإنسان والأمم ، الا وهو الحرية التى من خلالها يتحقق كل شئ إيجابي ، وبدونها يتحقق كل شئ سلب ، لأنه ما أن تسلب الحرية من الإنسان حتى نجده يقوم بكل ما هو يتنفا معها، لذا هى تعد أهم وأعظم ركن فى بناء الإنسان والمجتمع الصحى السليم ، وهى اهم مكسب يكتسبه الإنسان العاقل من الدين، الذى يحافظ عليها ، وهو فى الوقت ذاته يؤكد عليها ، وعلى المحافظه عليها، لأن مردودها كبير وعظيم القيمة.
الإمبراطور الهندي
وتذهب إلى مكان آخر لكى نرى التسامح من زاوية أخرى، عندما نحب أن نتكلم عن التسامح فلبد أن نشير إلى الإمبراطور المغولى المسلم الشهير المسمى ” أكبر العظيم ” وهو يشار إليه كممثل للعقلانية و التسامح .
على مر التاريخ هذا الامبراطور كان يوجد فى بداية الالفيه الثانية للهجرة ، أى فى منتصف القرن السادس عشر الميلادى، عندما كانت أوروبا تعيش فى ظلام الحروب الدينية وجنون محاكم التفتيش التى كانت تحرق النساء البريئات بأسم محاربة الهرطقة و السحر الشيطاني ..
هذا الإمبراطور أعلن على الملأ بأن العقلانية ، وليست التقاليد و الأعراف هى التى يجب أن تحكم التعامل مع القضايا الصعبة فى حقول السلوك وبناء مجتمع العدل .
وفى هذا الحال قام بمراجعة هائلة للقيم الإجتماعية و السياسية وللممارسات القانونية والثقافية فى المجتمعات التى كان يحكمها ، هذه المراجعة قادت الإمبراطور إلى حصيلة من المبادئ والممارسات التى التى يجب أن تعرفها جميعا.
منها: التركيز الشديد على ان العلاقات قيما بين مكونات المجتمع “مسلمين وغير مسلمين ” يجب أن تكون تعاونية تؤدى إلى السلم الأهلى ومن أجل ذلك تبنى المبدأ الصوفى ( السلام للجميع ) أساسا لملكه الإمبراطورى.
شرع مبدأ التسامح الدينى فى امبراطوريته التى كانت فيها اعداد كبيره من غير المسلمين وعلى الأخص أتباع الديانه الهندوسية ، شرع بأنه لا يجوز التدخل فى حياة الناس بسبب انتماءاتهم الدينية ، وثبت حقهم فى الإيمان بالدين الذى يرغبون.
ومن أجل التفاهم بين الأديان دعى إلى لقاءات دورية فى عاصمة الإمبراطورية بين علماء الديانات التوحيدية وغير التوحيدية ، بل والإلحادية ، وذلك بقصد التعرف على الآخر واحترام حقوقه والتمهيد للإعلان الرسمى عن أسس الدولة المدنية التى تمارس الحياد بين الأديان و اتباع الأديان.
زواج الأطفال
وقد أعلن معارضته لزواج الأطفال على أساس أن الهدف من الزواج لا يمكن أن يتوفر فى مثل هذا الزواج ولأن هناك إمكانية إيذاء للأطفال . وهو نفس المنطق الذى دعاه لمحاربة الممارسة الهندوكية التى كانت لا تسمح للمرأة الأرملة بالزواج مرة ثانية ، على أساس أن ذلك هو ممارسة غير عادلة .
إن هذا الإمبراطور المسلم يعتبره بعض المؤرخين من بين أعظم أربعة حكام فى تاريخ البشرية، وكان تأثيره كبيرا على الزعيم الروحى المهاتما غاندى، إذن التقوى والعمل الصالح هى الفيصل ،
والتفكير السليم تقوى ويعد عملا صالحا، وليس شئ اخر !
سيد مكاوي