اسمها الحقيقي غنيمة.. أسرار في حياة سمراء الشاشة مديحة يسري
- ضربها والدها عندما عرف أنها قد تمثل
- وفى المرة الثانية لم يعارض أن تكون ممثلة
- بسبب المطر شاهدت يوسف وهبي على المسرح
- عاشت في حى الأزهر طفولتها
- امتنعت الزعاريد عندما ولدت
نشرت مجلة نورا تقريرًا عن الفنانة مديحة يسري بعنوان :” سطور من قصة مديحة يسري سمراء الشاشة المصرية الأولى” وقد جاء النص كالتالي: ” كل من يكتب تاريخ السينما المصرية فلا بد أن يذكر فى سطور كثيرة نجمتها السمراء: مديحة يسري، فهى أحدى أعرق فناناتها بدأت فيها وهى فى عنفوان الصبا والشباب والجمال، بل ومنذ كانت طفلة، وحتى أصبحت مراهقة”.
ثم شابة فإمراة بافعة فى سن النضج، وحتى وصلت إلى أدوار: الأم والجدة فى بعض الأحيان، وقد حدث هذا فى أكثر من مائة وخمسين فيلمًا سينمائيًا فى السنوات الأخيرة.
وفى كل هذه الأعمال لم تحاول مديحة يسري أن تخفى عمرها وسط المساحيق، بل أدت الأدوار التى تلائم سنها.
مديحة يسري في الأربعين من عمرها
وقد اصبح عمر مديحة الفنى فى هذه الأيام أربعين سنة، وحفلت هذه السنوات بالأحداث الشخصية، كما وحفلت بالأحداث الفنية، فهى بدأت حياتها الفنية على ما تذكر فى 5 مايو منذ أربعين عامًا وهى لم تحتفل بالم بالمناسبة، لأن الاحتفالات لم تعد واردة فى حياتها بعد وفاة وحيدها عمرومحمد فوزى، ابنها من المطرب الراحل محمد فوزى.
علاقة مديحة يسري بالفنان محمود المليجي
واذى راح ضحية حادث سيارة عام 1982، ومع ذلك فإن أسرة الفيلم التلفزيونى أيوب، أصرت عندما كانت مديحة بينهم على أن تحتفل بالمناسبة التى مرت فى الوقت الذى كان يصور فيه الفيلم، واحتفل معها بالمناسبة الممثل الراحل محمود المليجى، الذى هو من جيلها الفنى، والنجم العالمى عمر الشريف والممثل الضاحك فؤاد المهندس.
واشترك معهم فى الاحتفال: آثار الحكيم، ومصطفى فهمى والمخرج هانى لاشين وكل الذين هم من جيل لاحق، أحبوا مديحة قديماً ، وعملوا معها حديثا.
نشأة مديحة يسري
وفاضت ذكرياتها بالمناسبة ترويها لزملائها، وأبنائها من أهل الفن : ولدت :مديحة يسرى فى 12 ديسمبر من عام 1923، ورغم أن مولد أى طفل يكون فى العادة من الأحداث السارة، المشيعة للبهجة إلا أن مولدها لم يكن كذلك والسبب أنها جاءت على غير رغبة أمها التى كانت تتمنى أن ترزق بولد تسميه أحمد.
عرفوا إني بنت ومنعوا الزغاريد
وبحيث أنها قبل الولادة كانت أوصت جاراتها بأن يطلقن عليها لقب أم أحمد وحين قيل للأم: المولودة بنت ، منعت كل الأهل والجيران من اطلاق الزغاريد تمامًا على عكس والدها الذى ما كاد يعرف ان المولودة بنت حتى تهلل فرحًا.
وقال أن البنات يتمتعن بطالع يأإتى بالرزق الوفير والخير الكثير، ثم اختار لمولودته اسم غنيمة وعندما سماها والدها طلب من الجميع أن يزغردن فدوت الزغاريد فى البيت الذى كانت العائلة تسكنه فى حى الأزهر الشريف.
حياة مديحة يسري في حي الأزهر الشريف
وشبت غنيمة فى أحضان هذا الشارع، وجوه الشرقى الأصيل، وتذكر أنها نضجت كانثى بسرعة، بل وهى أصبحت فتاة مكتملة الانوثة حين كانت فى العاشرة من عمرها مما دعا احد اقرابها المعروفين بالمحافظة والتزمت ، لان يتقدم لطلب يدها، بدعوى: ستر العرض، وكعادة الأسرالتى تزوج بناتها يوم تكتمل أنوثتهن بصرف النظر عن عمرهن.
مديحة يسري في بداية دخولها عالم الفن
ولكن والدها الذى كان يحبها، ويسرف فى تدليها رفض أن يزوجها وهى صغيرة السن: والواقع أن غنيمة الشابة كانت يومها لاتفكر بالزواج، وإنما بما أهم منه بالنسبة اليها، فان ما كان نجمة سينمائية، مثل النجوم الذين تراهن على الشاشة كلما ذهبت إلى السينما، وعن طريق ابن الجيران ، الذى كان مثلها يهوى التمثيل، وصلت غنيمة الى مكتب الريجسير قاسم وجدى، الذى كان فى حديقة الأزيكية.
وهو الذى كان يورد الكومبارس والممثلين الثانويين إلى ستديو مصر، وكان ابن الجيران يسعى إلى الظهور فى الأفلام، لكى يكسب مالًا يمكنه من الزواج: واليوم الذى ذهبت فيه غنيمة إلى مكتب قاسم وجدى كان هو نفسه اليوم الذى يبحث فيه الريجيسير الشهير عن فتيات فى سن المراهقة ليظهرن فى فيلم سلامة فى خير الذى كان يقوم ببطولته نجم الكوميديا الراحل نجيب الريحانى.
ولهذا ما أن وقع نظره على غنيمة حتى سألها: تحبى تطلعى فى السينما يا شاطرة؟ وقبل أن تنطق بالرد كان ابن الجيران إلى جانبها، وصاح بها: أنت عاوزة تشتغلى فى السينما فضحكت منه وقالت: آمال أنا جايه معك هنا ليه فقال: قلت لى عشان تتفرجى.
فأجابت لا عشان أمثل، فهددها ابن الجيران عندئذ بأن يقول لأبيها، ولم تكد هى تسمع منه هذا التهديد حتى أدارت ظهرها وهربت عائدة إلى المنزل وهنا فوجئت بما لم تكن تتوقعه.
فؤجئت: مديحة يسرى، عند دخولها إلى منزلها بأبن الجيران الذى كان يبدو عليه أنه يحبها وهو يخرج من المنزل، فقد كان قد سبقها إليه، وكان والدها فى حالة ثورة ظهرت على وجهه: ودخلت مديحة إلى منزلها.
وما كاد الباب يغلق عليها حتى رنت على وجهها صفعة، تلتها ركلة، فضربة، فلكمة، فكل أنواع الصفعات والركلات، من يد ورجل الأب، والمرافقة بمختلف ألوان السباب، لها وللتمثيل، والفن .
وأغمى على الصغيرة، وحين استفاقت عرفت أنها أمضت يومًا كاملًا وهى مغمى عليها، ووجدت العديد من أفراد العائلة يقفون حول سريرها، وهى لا تدرى شيئًا من: سخونة الضرب وربما أيضا من هول المفاجاة، فهى لم تكن تقدر أن ابن الجيران، وبدافع الغيرة، يمكن أن ينفذ تهديده، وبهذه السرعة، فيبلغ والدها عن رغبتها فى العمل السينمائى، وهى التى لم تفكر يومًا فى ذلك، بل كان الدافع لها على زيارة مكتب الريجسير قاسم وجدى هو مجرد الفرجة.
ولم يدر فى خاطرها أن ملاحة وجهها، وأنوثتها الطاغية المبكرة، يمكن أن يلفتا نظر الريجسير المعروف، فيعرض عليها العمل فى السينما، على أن شرودها لم يطل طويلً ، خصوصًا بعد أن وجدت يد والدها الطيب القلب تمسح جبيتها بحنان.
ووجدت شبه دمعة فى عينه ، وربما أدرك غلطته تجاة ابنته الصغيرة التى تملا عليه عليه حياته ولم يحتمل رؤيتها فاقدة الوعى، فعاهد نفسه على ان يغضبها بعد ذلك اليوم ، وخاصة بعد أن علم سبب ذهابها للمسرح.
عندما روت له الحكاية كما جرت ، بكل وضوح وصراحة، وبراءة تامة ثم مضت الأيام: ودخلت غنيمة مدرسة الفنون الطرزية، المسائية، فى حى: السيدة زينب، لكى تتعلم فن التفصيل، فقد كانت امنيتها ان تصبح: خياطة ذات شان ومثل مدام مارى، الخياطة الفرنسية المشهورة .
وكانت مدرسة غنيمة تقع الى جانب أرض قضاء استاجرها يوسف وهبى لكى يقيم عليها مسرحا مخيما .
مشيدًا بالأعمدة الخشبية والقماش على طريقة السرادقات، لأن حالته المادية فى ذلك الوقت كانت غاية فى السوء ولا تسمح له ببناء مسرح حقيقى، وحدث ذات يوم أن انهمرت الأمطار بشدة، فأحالت الشوارع إلى برك من الوحل.
وكانت غنيمة قد خرجت مع بعض زميلاتها من المدرسة، فاحتمين بالمسرح، ريثما تتوقف الأمطار الغزيرة وتصادف أن كانت هناك حفلة ماتينيه، وكان: يوسف وهبى فى ذلك الوقت يقف على المسرح مع امينة رزق، فتوقفت مديحة مع الفتيات بشبه انبهار.
وبدأت تتفرج عليها، ثم نسيت نفسها، وزميلاتها اللواتى انتهزن فرصة توقف الأمطار، وتابعن طريقهن وذهبن إلى منازلهن ..
ولم تصح غنيمة إلا على أصوات هزج، وتصفيق حاد من قبل الجماهير، التى شاهدت المسرحية والمطر ينهمر على رأسها من بين شقوق الخيمة، وسقف المسرح الممزق: وكان عدد الباقين من المتفرجين قليلا، لا يزيد على أصابع اليدين.
ولم يكن يقف خارج المسرح سوى تاكسى واحد خرجت أمنية لكى تركبه، شاهدت مديحة يسرى تقف بعيدًا، وهى تنظر إليها بإعجاب، وترتعد فى نفس الوقت من شدة البرد، وملابسها متبللة تماما، فدعتها لكم توصلها الى منزلها.
وفى نفس هذه الليلة، ولدت فى رأس: مديحة يسرى، فكرة الاشتغال بالتمثيل مهما كلفها الأمر، وكانت المفاجاة هى أن الوالد لم يمانع، ولكنه فقط اشترط عليها أن يذهب معها إلى أى مكان تعمل به.
اقرأ ايضًا:
المطرب محمد ثروت في حوار نادر له: أتمنى أن أشارك فى أوبريت مجنون ليلى