دكتور إبراهيم الجهني يكتب قصيدة ” باكورة حب”
إبراهيم الجهني
باكورة حب
قلبي وعقلي اليوم متفقانِ
وغرقتُ في نهرٍ بلا شطئانِ لو كنتُ أدري ما السباحةُ في الهوى
ما اسطاع حب أن يهز كياني لكن سحرا من طراز نادر
قد مسني فذكرت حور جنان سارت طفوق الوجد تحملني له
فأذاب قلبا كان كالصوان ما كنت أحسبني أرق صبابة
وأخوض نهر الشوق والتحنان حتى التقيتُ شقيقةَ الروحِ التي
سكنت خيالا ، كان لابن ثماني ومضيتُ عمرا قد رسمت حبيبتي
فأتت مثالا صنعة الرحمنِ ونظرتُ في مرآة أحلامي عسى
أجد انتقاصا للخيال عساني فوجدتني قصرتْ مخيلتي، وهل
رسمت كمالا ريشة الفنان ؟! ووجدتها تبدو كأسنى درة
وسط الرفاق بعقدهن الغاني بل مثل بدر طل من كبد السما
فكسا الحياة بنوره وكساني فوقفت مشدوها أسائل ليلها
يا سامري هل فى الدنا قمران؟ فسمعت همس العاشقين؛ نعم نعم
ها قد صدقت..وتمتموا ببيان وتفاوحت أنسام عطر آثر
حين التقيت بها لبعض ثواني ورنت بسهم جال قلبي فانتشى
كم أسكرت عينان بُنِّيَّانِ ثم اختلستُ النظرة الحيرى وما
زالت سهام تستبيح جناني رفقا بقلب الصب يا أحلى الورى
بتنهد النجمات في الأكوان رفقا بباقات الرياض تعانقت
من كل زهر في الرُّبا صنوان ثم استفقت ولست أدري من أنا
جنٌّ تنزل بيننا فسباني؟ وهل استحال القلب قلبا ثانيا
عشق الجمال بجنة الرضوان؟ تتراقص الدنيا وتخطر، تنثني
من صوت ساحرتي الجميل الحاني وأنا أسير بلابل تشدو أرا
ــها تستعيرك صوتك الكرواني لتغرد الأطيار باسم حبيبتي
وحبيبتي هي أعذب الألحان فإذا نطقت فبالثناء على الذي
أعطاك من نور الهدى وهداني سبحانه وهب الأنام جماله
نصفا لهم ، وحباك أنت الثاني دين حياء عفة وتواضع
وكفى بعلم حسبه رباني فلأنت في قلبي وكل مشاعري
بالله أجمل ما رأت عينان يا قلب فاهنأ بعد صبرٍ، واقبلي
يا منيتي ماقد جرى بلساني
إبراهيم الجهني
اقرأ ايضًا:
دكتور إبراهيم الجهني يكتب قصيدة “خريف القلب “