أستاذ علم نفس يضع روشتة للتعامل مع الطفل العنيد وطرق تعديل سلوكه
كتبت: بسنت السيد
تعانى بعض الأسر من وجود طفل عنيد بين أبنائها ،لا يمتثل للأوامر ،يجادل ،يعاند يحول حياة الأسرة لجحيم وتتساءل الأمهات عن أسباب العناد وكيفية التعامل معه باحدث الطرق العلمية الحديثة وذلك ما سنعرفه من خلال السطور التالية…
من هو الطفل العنيد؟
سؤال يبرز ويحتاج لاجابة يقلق ويحير الوالدين بالأسرة المصرية وفي حديث خاص لموقع مباشر 24.يشير ا.د عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب السابق بجامعة المنوفية ، أنه هو الطفل الذي يُظهر مقاومة مستمرة للتوجيهات أو التعليمات، سواء من الوالدين أو المعلمين. ويمكن أن يكون العناد جزءًا طبيعيًا من نمو الطفل، لكنه يصبح تحديًا عندما يتجاوز حدوده الطبيعية ويتسبب في مشكلات يومية.
أسباب العناد عند الأطفال
يؤكد ” درويش” أن سلوك العناد ليس سلوكًا يولد به الطفل، بل هو نتاج تفاعل عدة عوامل، منها:
– الاحتياجات النفسية العاطفية : مثل الشعور بعدم الأمان، وقد يُظهر الطفل عنادًا للتعبير عن حاجته إلى الشعور بالاستقرار أو الاهتمام.إضافة إلى الرغبة في الاستقلال: خلال مرحلة النمو، يسعى الطفل إلى تأكيد شخصيته واستقلاليته، مما يجعله يرفض الأوامر.
-التاثيرات الأسرية: وهذا ما أتضح من نتائج الدراسات العلمية السابقة أن أساليب التربية كالتسلط أو الانتقاد المفرط من الوالدين يمكن أن تؤدي إلى العناد كرد فعل دفاعي. بينما إذا حصل علي التدليل والحماية الزائدة وترك الطفل دائمًا ينفذ ويصر على ما يريده دون حدود، فقد يصبح عنيدًا لتلبية مطالبه.
– الخصائص الشخصية:
بعض الأطفال يولدون بطباع قوية تجعلهم يميلون إلى التمسك بآرائهم ومواقفهم.
– البيئة الاجتماعية:
ويلفت درويش إلى نقطة مهمة حيث أن التعرض لمواقف تفرض عليه التحدي، مثل المنافسة بين الأشقاء أو الزملاء تحوله لطفل عنيد خاصة عند المقارنة بينه وبين أقرانه .
– الأسباب الصحية:
مشكلات صحية أو اضطرابات مثل فرط الحركة أو اضطراب نقص الانتباه يمكن أن تسهم في السلوك العنيد.
وبعد أن استعرضنا الأسباب التى تخلق طفلا عنيدا كيف نتعامل مع ونعدل سلوكه .
كيفية التعامل مع الطفل العنيد
تعتمد مواجهة العناد على استخدام أساليب تربوية إيجابية تعزز السلوك الجيد وتحد من السلوك السلبي.
وبهذا الشأن أبرز ا.د عبد الفتاح درويش عددا من الاستراتيجيات الفعّاله للتعامل مع الطفل العنيد:
– التواصل الفعّال من خلال
الاستماع إلى الطفل وإظهار الاهتمام بوجهة نظره قد يساعد على تقليل عناده.
استخدام لغة إيجابية : بدلاً من إعطاء الأوامر، يمكن صياغة الطلبات بطريقة تجذب انتباه الطفل.
-تعزيز السلوك الإيجابي:
من خلال الثناء على التصرفات الجيدة: المدح يعزز الشعور بالإنجاز ويشجع الطفل على الاستمرار في السلوك الجيد.
استخدام التعزيز الإيجابي: مثل تقديم مكافآت بسيطة عند اتباع التعليمات.
-وضع حدود واضحة
ويجب أن تكون القواعد واضحة وثابتة، مع شرح العواقب بطريقة يفهمها الطفل.
-تجنب التصعيد:
الابتعاد عن الصراخ أو العقاب البدني؛ لأن ذلك يزيد من مقاومة الطفل ويعزز سلوك العناد.
5. إعطاء خيارات:
بدلاً من فرض القرارات، يمكن إعطاء الطفل حرية اختيار بين خيارات محددة، مما يعزز شعوره بالتحكم.
6. التحلي بالصبر: خاصة أن العناد يتطلب وقتًا للتعامل معه، ومن المهم أن يتحلى الوالدين بالصبر والمرونة.
7. طلب المساعدة عند الحاجة:
ويشير استاذ علم النفس إلى ضرورة طلب المساعدة من الخبراء إذا كان العناد مفرطًا ويؤثر على حياة الطفل بشكل سلبي، يمكن اللجوء إلى مختص نفسي أو مستشار أسري لتقديم الدعم.
ويختتم ” درويش” نصائحه للأهل أن الطفل العنيد ليس مشكلة بحد ذاته، بل هو إشارة إلى حاجة عاطفية أو تربوية. التعامل مع العناد يتطلب فهم أسبابه، واستخدام استراتيجيات فعالة توازن بين الحزم والمرونة. من خلال تعزيز التواصل الإيجابي وتوفير بيئة داعمة، يمكن للوالدين تحويل السلوك العنيد إلى فرصة لتعزيز شخصية الطفل وتنمية قدراته.