وحيد راغب يكتب: الدبلوماسية والشعر
وحيد راغب
لا يمنع المنصب من الإبداع فى مجالات الأدب وخاصة الشعر بل يكسب الأديب مضامين ومفاهيم تفيض على أدبه ليست عند غيره، وتجعل الشكل يعانق المضمون، فلا أدب بلا مضمون وإلا تحول الى تهويمات لا جدوى منها
فالأديب الدبلوماسى تتسع له دائرة الإحتكاك بثقافات متعددة غير ثقافة قومه، فهو أوسع دائرة من الأديب المحلى، فاحتكاكه باللغات المختلفة والأقوام المختلفة والطبائع والعادات والتقاليد المختلفة تجعله أكثر حنكة بالحياة بل بالإبداعت المختلفة.
بل الأديب الدبلوماسى قد يعلم الأقوام الأخرى أدب قومه، ويخبرهم الصفات والسمات العظيمة عند قومه.
فالشعراء أمراء الكلام، وقبل أن أعرج على النماذج على ذلك سنتطرق لكلمة سفير وأين نشأت ومتى.
- السفير : ظهرت اللفظة فى العهد المملوكى وهى من ألقاب الدواداررئيس ديوان الإنشاء
ثم فى العهد العثمانى إنصب المفهوم على مجموعة موظفين يرأسهم شخص خبرة فى المسائل القانونية والعسكرية والإقتصادية وله حاشيى مؤلفة من المترجمين والحراس . وهذا مابقت عليه اللفظة الى الآن فهو ممثل بلاده فى سفارة البلاد الأخرى ويتحدث بإسمها وكأنه رئيس لبلده هناك , ويعتنى بالعلاقة فى كل شىء بين البلدين
- أول سفير عربى الى أوربا هو الشاعر الأندلسى الجميل الملقب بالغزال والمولود 150هـ وأرسله عبد الرحمن الثانى الى الدنمارك وهو الشاعر يحيى بن الحكم البكرى نسبة الى قبيلة بكر وكان خير ممثل للعرب فلم يركع لحاكم الدنمارك كما يفعلون فاحتالوا عليه بباب منخفض فزحف جالسا ثم قام ولم يركع للملك فابتسم الملك مخاطبا حاشيته مؤيدا رأى الحكماء: إن من شخصية الرسول يعرف سيده ثم قال : هذا حكيم من حكماء القوم وداهية من دهاتهم أردنا أن نذله فقابل وجوهنا بنعله من شعره: لا تذكرى وضح المشيب فإنما هو زهرة الإفهام والألباب، فلدى ما تهوين من شأن الصبا وطلاوة الأخلاق والآداب.
- الشاعر فارس الخورى السورى: من شعراء دبلوماسى العصر 1905-1955م, وهو أحد أعضاء وفد التفاوض مع فرنسا 1936م، من دهائه أنه ذهب مبكرا الى الأمم المتحدة وجلس فى المقعد الفرنسى وعندما أراد الفرنسى أن يبعده عن المقعد أحاب الخورى : عجيب أمركم أيها الفرنسيون لأنك لن تحتمل أن يحتل سورى مقعد فرنسى مدة خمس دقائق فى الوقت الذى تحتلون فيه بلادنا كاملة من ربع قرن وترفضون الخروج منها حتى الآن.
- الشاعر الدبلوماسى عبد الوهاب عزام : ولد 1869متولى عمادة الآداب المصرية وهو من مؤسسى الجامعة العربية.
- الشاعر السفير بديع حقى ولد عام 1920م : ترجم روائع الأدب العالمى الروسى والهندى عدته نازك الملائكة فى كتابها قضايا الشعر المعاصر صاحب أول إرهاصات الشعر الحر المعاصر من شعره: أحبك فى ميسة الزئبق وفى غفوة الياسمين، وقال : تلوحين لونا رغيدا سعيدا فأعرض جفنى على شيق
ويبسم ثغرك أما قصصت عليك أحاديث حبى الشقى، يداعبنى منك خبث برىء فأهتف ويحى متى نلتقى؟
- الشاعر السورى نزار قبانى ولد عام 1923م: ومن لا يعرفه فى عصرنا وقد تغنت قصائده ماجدة الرومى سمراء والمغنى العراقى كاظم الساهر، وهو ممن جدد فى الشعر وجعل له مدرسة خاصة به فيها من السهولة الجميلة والخيال المبدع واشتهر بحبه للمرأة والدفاع عنها، فالكثير الكثير من الدبلوماسيين الشعراء والأدباء ولكنى أقتصد لعدم الإطالة.
وحيد راغب
اقرأ ايضا:
وحيد راغب يكتب: اللغة العامية والفصحى
إتبعنا