ظاهرة القرين أو الـ Doppelgänger: لغز الأبعاد المزدوجة

كتبت: رشا لاشين

ظاهرة القرين أو ما يُعرف بـ Doppelgänger تُعد من أكثر الظواهر غموضًا التي أثارت اهتمام البشر عبر التاريخ. المصطلح مشتق من الكلمة الألمانية “Doppel” وتعني “مزدوج”، و”Gänger” وتعني “المشاة”.

هذه الكلمة ظهرت لأول مرة في الأدب على يد الكاتب الألماني يوهان بول فريدريش ريختر عام 1796م، حيث وصف من خلالها حالة لشخص يظهر في مكانين في نفس الوقت.

ما هو الـ Doppelgänger؟

الـ Doppelgänger يرمز إلى رؤية شخص شبيه أو مزدوج لشخص حي، وغالبًا ما يرتبط بالموت أو سوء الحظ، ويقال إن هذه الظاهرة تمثل جانبًا شريرًا أو انعكاسًا مظلمًا للنفس، وقد أشار كثيرون إلى أن رؤية القرين ترتبط بأحداث مأساوية.

ومصطلح “Bilocation” يُستخدم أحيانًا للإشارة إلى هذه الظاهرة، حيث يُعتقد أن الشخص قد يُسقط نسخة من ذاته في مكان آخر.

وهذه النسخة قد تكون غير مميزة عن الشخص الحقيقي، بل يمكنها التفاعل مع الناس كما لو كانت الأصل نفسه.

الـ Doppelgänger في التاريخ والأساطير

لطالما ارتبطت أساطير العالم بقصص الشبيه، بدءًا من حضارات المصريين القدماء وحتى ثقافات الشمال. المشترك في هذه الحكايات هو الربط الدائم بين رؤية الشبيه والموت.

الملكة إليزابيث الأولى: شعرت برعب شديد عندما رأت شبيهتها مستلقية على سريرها، وكان ذلك قبل وفاتها بفترة وجيزة.

أبراهام لنكولن: ورد أنه رأى شبيهه أكثر من مرة قبل اغتياله، مما أدخل الرعب في نفسه.

التفسيرات والنظريات

تعددت التفسيرات حول هذه الظاهرة، وتنوعت بين الخيال العلمي، الفلسفة، والأساطير:

  • الأشباح والشياطين: بعض المعتقدات تربط الشبيه بكيانات خارقة للطبيعة، حيث يُعتبر انعكاسًا شريرًا للنفس.
  • الأكوان الموازية: يرى البعض أن هذه الظاهرة دليل على وجود أكوان متعددة، حيث يعيش الإنسان حياة موازية في بُعد آخر.
  • الإسقاط النفسي (Bilocation): يُعتقد أن الشخص قد يُسقط صورته أو “طيفه” في مكان آخر، دون إدراك منطقي لذلك.
  • نسخ متعددة من الذات: تشير نظرية أخرى إلى وجود 7 نسخ طبق الأصل لكل إنسان، تعيش حياة مستقلة تمامًا، لكن ضمن نفس العالم.

الـ Doppelgänger في العصر الحديث

في العصر الحديث، ازدادت الدراسات حول هذه الظاهرة. ومن أبرزها مشروع المصور الكندي فرانسوا برونيل الذي سعى للبحث عن “ثنائيات” في العالم.

كما ظهرت صور تُظهر تشابهًا غريبًا بين مشاهير حاليين وأشخاص من الماضي، مثل:

  • نيكولاس كيج
  • جون ترافولتا
  • جورج دبليو بوش

وهذا التشابه أثار جدلًا واسعًا، حيث يرى البعض إلى القول بأن هؤلاء المشاهير قد يكونون مسافرين عبر الزمن.

هل هناك تفسير علمي؟

  • رغم كل النظريات، لا يوجد تفسير علمي دقيق لظاهرة القرين. يرى البعض أنها مجرد أوهام بصرية أو نتاج للهلوسة، بينما يعتقد آخرون أنها دليل على وجود أبعاد أو أكوان موازية.

 

  • وسواء كانت الظاهرة مرتبطة بالأكوان الموازية، أو الإسقاط النفسي، أو حتى مجرد خرافة، فإنها لا تزال تُثير خوف الناس وإعجابهم في آنٍ واحد. الإيمان بوجود “الروح المزدوجة” جعل البشر عبر العصور يتساءلون:
    هل نحن حقًا فريدون في هذا العالم، أم أن لنا أشباهًا يعيشون بيننا، وربما في بُعد آخر؟ فالظاهرة تظل لغزًا مستمرًا، محفورًا في عقول البشر، وغرس الخوف والرهبة في النفوس لآلاف السنين.

اقرأ ايضًا:

رشا لاشين تكتب: “بين الغياب والذكريات: الحزن الذي لا يفهمه الآخرون”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى