صلاح هلال يكتب قصة قصيرة بعنوان ” أم روح”

صلاح هلال

منذ  الصغر، أبحث عن أم  روح، كلما سمعتها تنادي المشاط والفلايات الكحل يابنات وهي تجوب بجسمها النحيف كل الشوارع  والحواري  في  قريتنا، يهرول إليها الأطفال والفتيات، يلتفون حولها.

يقف بصري وهي  تجلس مع طفلة أمام النهر تحت ظلال أبراج الحمام ، تمشط شعرها، يدعيها  شعاع الشمس من بين أشجار السرو  وضفائر الصفصاف، ومن فوقها هديل أسراب  الحمام يغدو  ويروح فرحا يرفرف بجاحته  الفتيات يتزاحمن ، يتسارعن، يتبادلن تربعت  أخري، وجها لوجه، أمسكت بيديها الواهنتين قلم الكحل ،غمسته في المكحلة، وضعته في عينها وهي  تقول “عقبال ليلة  الدخلة ياحلوه”.

البنات يخجلن، يتغامزون، يهرولن، فرحان صورتها  مازلت  محفورة  تتحرك في شاشة  عرض ذاكرتي ،تبحث عن أم روح سنين و،سنين وجدتها تمشط لإحداهن فوق  أطلال  الابراح أحكمت بضفيرتين لهما،هديل  الحمام حزين لاينقطع ، بعد هذه اللحظة  وأسأل نفسي   تروادني  مخيلتي هل هذا يحدث  الآن؟  أم أراه حلم ، يقظة،حقيقة، وجدت الأطفال   يسألونني، يبحثون مثلي،
عن أم روح …والط…ف…له …تمت
صلاح هلال : مصر
من محموعتي القصصية شرخ في جدار بيتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى