“زينة الحياة” قصة قصيرة للكاتبة سوما الباز

الكاتبة سوما الباز
وقفتُ مكاني مصدومًا وأمه تحتضنه وتحاول إفاقتة دون جدوى، هجمتْ عليا كثور جريح وهي تكيل لي الضربات والشتائم، دون أن أتحرك أو أحاول إيقافها.
صحيح أنني لم أكن أقصد قتله عندنا لطمته على وجهه لطمة قوية وقع على إثرِها، وارتطم رأسه بطرف المنضدة الرُّخامي، وانطلقتْ منه الدماءُ بغزارة.
لم تتهمني بقتله لدي الجهات الأمنية، ولكن نظراتها لي كانت أشد من رصاص القصاص، استحالت الحياة بيننا وأصرت على الطلاق، وكان لها ما أرادت.
سنين عجاف أحياها وحيدا تلاطمني أمواج الحياة، ولم تفارقني صورتة وابتسامتة الرقيقه، كان يملك قدرًا كبير من الحب للجميع، رغم نظراتهم له بالنقص كونه من أصحاب الهمم ولم تشفع له براءته أمام قسوتي معه، كأني أعاقبه على ذنب لم يقترفه.
دائما ما يأتيني طيفه معاتبًا، وكنت أحاول التجاهل والانخراط في حياتي، رغم الشعور بالذنب والندم على معاملته بتلك الطريقة المؤلمة، ولكن بماذا يفيد الندم الآن وقد عاد إلى خالقة؟
لجأتُ إلى طبيب نفسي حتي يمكنني تجاوز الأمر والعودة من جديد إلى ركب الحياة. والأن تحركتْ مشاعري مرة آخرى تجاه زميلتي الجديدة في العمل، والتي بادلتني حبًا بحب.
وبعد عامين من الزواج حملتْ زوجتي وبتنا ننتظر تمام الحمل بكل شوق ولهفة ، وأخيرا بعد عملية وضع متعسرة، رزقنا الله بطفل جميل الملامح يخطف القلوب، أزددتُ تعلقا به في كل يوم أكثر من سابقه، إلى أن مر عام كامل قبل أن أتبين وجود خلل في إدراكه، واستجابته لمن حوله ليصدمني الطبيب أن طفلي الجديد أيضًا من ذوي الهمم .
اقرأ ايضا:
” إشارة مرور” قصة قصيرة للكتابة سوما الباز