هل ظلمت أم كلثوم الموسيقار محمد القصبجى؟.. اعرف الحكاية كاملة

كتب: حسين عبد العزيز

إن حياة سيدة الغناء العربى أم كلثوم فيها محطات لبد من الوقوف عندها لتدرس وتفهم من جديد، ومن تلك المحطات محطة الموسيقار محمد القصبجى والتى بها أشياء مهمة يجب أن نعرفها.

إن علاقة أم كلثوم بالمسيقار محمد القصبجى، لابد نتذكرها لأننا يمكن أن نجد معلومات غير دقيقة عن تلك العلاقة المحيرة موجوده على النت أو فى المقالات، ونحن سوف نبدأ ونركز على سيرة محمد القصبجى لأن المقال عنه وليس عن أم كلثوم؟

الفقرة الأول “صراع الأب والأم”

وهنا يجب أن نركز على الصراع الذى نشأ بين الأب والأم حول تحديد إتجاه ومستقبل الابن، الأب يريد لابنه نفس مصيره الموسيقى، والأم تريد لابنها أن يكون أفنديا وبما أن الابن كان يمل طبيعيًا إلى الأم ولم يقدر أن يغضبها.

ومن هنا اتفق مع أبيه على الموسيقى والمغنى و أخذ يراقب والده ويستمع إلى أصوات الباعة وهى تنادى ويردد تلك الأصوات، ولا يدرى كيف يقنع الأم بأنه لا يحب أن يكون أفنديا.

أم كلثوم

ومن هنا نجد تاريخ القصبجى يقول لنا أن والده عند أكتشف تعلقه بالموسيقى فأخذ يشجعه على هذه الهواية وزاد الأب تشجيعه بأهداء ابنه عواد من أعواده وبدء يعلمه العزف عليه وتعليمه بعض النظريات الموسيقى، وفى العام 1912 تأتى أول حفل فى حياة القصبجى لكى يحيها فقد تلقى دعوة من أحد الأعيان لإحياء فرح فى القناطر الخيرية، وتسلم أول عربون فى حياته قدره خمسة جنيهات، ولما نجحت السهرة كافأه والد العريس القصبجى وفرقته بجوز جنيهات لكل واحد واستمر القصبجى فى نشاطه بجوار دراستها إلى أن تخرج من مدرسة المعلمين عام 1914.

سهير زكي ترقص كالطير المذبوح من الألم بسبب عائلتها

وبعد أن تخرج أخذ الأب يبحث عن وظيفة لابنه الذى رفض التعين ولما تم تعينه تحت ضغط شديد من الأب عرفيًا “معلمًا” بمدرسة زينب خليل بحى بولاق وكان ذلك فى 1915 وعهد إليه تدريس اللغه العربية والحساب والجغرافيا والتاريخ وقسم يومه إلى قسمين الصباح فى المدرسة والمساء والليالى للغناء فبعد أن ينتهى من المدرسة يعود مسرعا إلى البيت لكى يخلع الجبه والقفطان ويرتدى البدلة والطربوش ويتجه إلى حياته الفنية وليته ترك حياته تمضى هكذا بدل من تقديم استقالته فى 10 مايو 1917 من وظيفة فى التدريس وتلك كانت غلطة القصبجى الكبرى والتى لن يظهر أثرها الا بعد تسوء علاقته بأم كلثوم.

ولأن متعة محمد القصبجي كانت خدمة أم كلثوم فقد بدء تاريخ المتعة بتكون أول تخت موسيقى لأم كلثوم ليصاحبها فى الغناء والتخت عبارة عن فرقة موسيقية صغيرة وكان هذا التخت يضم أعلام كبيرة من العازفين العقاد(قانون) سامى الشوا “كمان”.

القصبجى “عود” محمود رحمى (إيقاع) ومنذ عام 1926 أو حفلات أم كلثوم بدأت تجذب الجمهور رغم ما قامت به منيرة المهدية عندما شعرت بالخطر الذى يهدد فنها وفى تلك اللحظة أيقنت أم كلثوم أن محمد القصبجى مخلص لها ، وهذا الأخلاص هو متعته لهذا إستسلمت لرأيه ولكل ما يقول من تعليمات وإرشادات وأصبح هو ملحنها الأول.

وكان أول لحن غنته أم كلثوم فى الإذاعة مونولوج ” ياللى جفاك المنام” من ألحن القصبى وكلمات أحمد رامى وكان أخر مونولوج غنته أم كلثوم من ألحان القصبى كان مونولوج “رق الحبيب” عام 1944 وقد سجلته على أسطوانات كايلرفون.

وكان القصبى يشارك أم كلثوم فى كثير من الميادين الأخرى مثل لجنة الاستماع بالإذاعة والجنة الموسيقية العليا ولجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ونقابة الموسيقيين ورغم كل هذا القليل منا من يعلم لماذا توقفت أم كلثوم عن غناء ألحان هذا العبقرى بعد “رق الحبيب” وهنا سوف نعرج إلى بعض آراء المقربين من محمد القصبجى ليشرحو لنا هذا التوقف الذى قامت به أم كلثوم.

فنجد المؤرخ الموسيقى محمود كامل وكان من المقربين إلى محمد القصبجى يروى مأساة القصبجى مع أم كلثوم بعد ” رق الحبيب” يقول محمود كامل: عهدت أم كلثوم إلى القصبجى بتلحين بعض اغانيها بعد “رق الحبيب” ولكن هذه الألحان لم تغنيها أم كلثوم فقد حدث فى عام 1954 أن أختارت أم كلثوم اغتية وطنيه من شعر أحمد رامى مطلعها ” يا دعاة الحق هذا يومنا” لكى تسجلها بلأذاعة بمناسبة أعياد الثورة وطلبت من القصبجى تلحينها فعاد الأمل من جديد إلى قلبه وأحس بأن أبواب السماء بدأت تتفتح له مرة أخرى وتوجه إلى الله أن يلهمه التوفيق والسداد وأن ترضى أم كلثوم عن هذا اللحن وتقبل غناءه.

مرض أم كلثوم يمنعها من الغناء على المسرح

وبدأ القصبجى يلحن كلمات الأغنية وكان من فرط فرحته ونشوته كلما أنتهى من تلحين مقطع منها يحمل عوده إلى مسرعًا إلى فيلا أم كلثوم بالزمالك ليسمعها ما لحنه وكانت تبدى له علامات الرضا فيعود إلى منزله منشرح الصدر قرير العين وظل هكذا إلى أن أنتهى من تلحين نصف الأغنية وجاءت أم كلثوم إلى منزل القصبجى لسماع اللحن ومعها الشاعر أحمد رامى وكنت رابعهم وأمسك القصبجى بعوده وراح يغنى اللحن وهو يدعو الله فى قراره نفسه أن يلقى إعجاب أم كلثوم ورضائها ولكن أمله خاب.

لم تقتنع أم كلثوم بلحن الأغنية وأشارت عليه بأن يعيد تلحينها من جديد. حاول القصبجى أن يؤكد لها أنه ليس فى الإمكان أبدع من هذا اللحن ولكن دون جدوى. ورفضت أن تغنى أم كلثوم الأغنية.

لم تعهد أم كلثوم بالأغنية إلى ملحن آخر وإنما اعتزرت من غنائها واكتفت بأغنيتها المعروفة “مصر التى فى خاطرى وفى دمى” التى سجلتها فى العام السابق وسافرت إلى الإسكندرية لتقضى فترة الصيف وشاء القدر أن تكون أغنية “يا دعاة الحق هذا يومنا” من نصيب المطربة فايدة كامل.

أشهرهم أم كلثوم وعبدالوهاب..مطربين غنوا تحت تهديد السلاح

ويعلل الناقد الفنى كمال النجمى ما صار من خلاف بين أم كلثوم والقصبجى بقوله:”ما حدث للقصبجى فى هذه المرحلة الطويلة التى بلغت عشرين عاماً تقريباً ؟! قيل أنه فى تلك المرحلة كان يهمس لأصدقائه بأن أم كلثوم قد أصابته “بعقدة نفسية” فلم يعد قادراً على التلحين. فقد كانت ترفض ما يلحنه لها لحناً بعد لحن. وتعطى الكلمات التى فرغ من تلحينها لغيره من الملحنين ليصوغوا لها ألحاناً أخرى.

وذات يوم قالت أم كلثوم للقصبجى:
يبدو يا “قصب” إنك محتاج راحة طويلة!!

وارتاح القصبجى عشر سنوات كاملة ثم أعطته أم كلثوم كلمات أغنيتها “للصبر حدود” ولكنها لم تقبل اللحن وأخذت الكلمات وأعطتها لمحمد الموجى.
الذى ابدع وقدم لنا لحنا مميزا وجميلا للغايه..
والان وقبل ننهى المقال لبد أن نتسائل هل أم كلثوم ظلمت محمد القصبجى ؟!
هذا موضوع يريد شرحًا أخر.

اقرأ ايضا:

في حوار نادر لها.. أم كلثوم تكشف كواليس زيارتها إلى لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى