نهى مرجان تكتب: انتهت أحاديثنا الطويلة
رددت تساؤلاتها المثيرة كعادتها :
لما تفكر في الصمود والاستسلام ممتع حقا ؟
لصدى صوتها نشوة أسكرتني لمنازعة الحب معها، أرى فيها امرأة تستحوذ خلايا عقلي، فتابعت:
_هل تحبها؟
_هي سيدة بيتي لا أستطيع الاستغناء عنها..
_وأنا من أكون ؟
_أنتِ في خلايا الجسد ساكنة
احتضنها لعلها تنسى الأخرى وأنسى أنا إخفاء زواجي بهل لأكثر من عام دون علم زوجتي.. لا ينتابني الشعور بالذنب للزواج من أخرى؛ ما يقلقني التخفي حول رجل باتت لهجته جافة في المكر، تجاعيد أقوالي لن تستوي، سيكون الحذر وإتقان الصراحة ثوبي الدائم، وأن أحكي ما لا وجود له وأتمادى بالكذب فأقنع من أمامي بيقين ما أقول؛ هذه براعة أكثر من مجازفة قرار زواجي مرة أخرى..
نهى مرجان تكتب: انتهت أحاديثنا الطويلة
عقدت العزم أن لا داعي للارتباك، لا سبيل للسقوط وليس هناك متسع للاصطدام ، فهناك مزيد من الإصرار حول النفاق فلن أحتمل أن يمحى كل شيء؛ عشر سنوات ليس بالقليل لأكشف لزوجتي عن فوضى عقلي وقلبي الآن ورغبتهما بامرأة أخرى، وظل قراري نابع من أنه لم يعد هناك نهار ولا ليل ..فقد كرهت عقلي ضاعت لهفتي ببيتي ، انحبست ضحكاتي بين الجميع.. انتهت أحاديثنا الطويلة فوجدت معها حديثًا جديدًا، أحببتها فتزوجتها ومع ذلك فكنتِ الشمس التي تغيب لتظهر مشرقة أكثر؛ وعدتها بلقاء خارج منزلنا نتنفس ذكريات الماضي سأتجمل اليوم بالحقيقة وسأعترف أنها الأولى بقلبي دائما..
انتهى العمل وجاءني الاتصال فعرفت للتو أنني تأخرت فقمت بالرد سريعا فكانت والدتها تطلبني للحضور إلي بيتها فهي هناك منذ الصباح، شعرت بالاضطراب وأن الخطر اقترب حقا ولأجد تبريرًا لزواجي بأخرى وتصميمي لعودتها مهما كلفني الأمر!
استقبلتني الأم وهالات من الحزن والدموع لا تنقطع، حاولت مرارًا التحايل لتخبرني ما الأمر؟ الكلمات متقطعة مبهمة إلا من كلمتين : أصبح الوضع خطيرًا..
انصرف الطبيب وشلت جميع أطرافي، ماذا يحدث؟ كيف وصل بها الحال هكذا، كانت تشكو قليلًا من بعض الوهن وظننت أنها تتدلل كي تجد حوارًا جديدًا، تركتها تذهب وتغيب في بيت أبيها.. كم مرة تألمت دون أن تحكي أو تجدني؟
وأنا فقط قد كرهت مهنتي، ضاعت لهفتي، وهي تفقد عمرها ، يا له من قهر لقلبي!
أصبح المكان معتم والأيام ثقيلة وأنا لم أكذب، لن أحتاج لاختلاق المكر من جديد. مرت شهور ونحن هكذا بين طبيب وآخر ودواء وتحاليل نبحث عن أمل ..
_تزوج امرأة أخرى فأنت تحتاج من يرتب حاجاتك أعرفك جيدًا .. ابتسمت ابتسامة ضعيفة ثم أردفت:
_وأيضا تمل سريعا فاختارها ماهرة بإثارة شغفك.
تعجبت منها ظنًا أنها تعلم بوجودها وأنا قد نسيت هذه الأيام وجودها من الأساس حتى توسلها كي أزورها لم أكترث له، مرت سنون طويلة على تلك الأحداث التي انتهت بموت زوجتي وأنا الآن أجلس معها بالعلن أشعر أن لا نهار.. لا ليل .. كرهت عملي .. ضاعت لهفتي.. انحبست ضحكاتي..
نهى مرجان تكتب: انتهت أحاديثنا الطويلة
اقرأ ايضا: