فى حوار نادر له.. ممدوح عبد العليم: الوسط الفني اتهمني بالغرور وحياتي الخاصة ملكاً لي (حوار)

نشرت مجلة الموعد حوار صحفيا للفنان ممدوح عبد العليم، وجاء هذا الحوار تحت عنوان “حياتى الخاصة ملك لي، ولا دخل لأحد فيها”.

وكان نص الحوار كالتالي:

رغم أن النجم ممدوح عبدالعليم، بدأ حياته الفنية منذ طفولته، من خلال التلفزيون، وفى برامج الأطفال، ثم بدأ تألقه فى السينما، إلا أنه يعيش حياته بلا ضجيج، وربما بلا شئ يثير الانتباه، لأنه يعتبر حياة الفنان ملكا له، لا للجمهور.

ومع تألقه و نجوميته الواسعة فى السينما، إلا أن مجال احترافه الرئيسى هو التلفزيون وهو طبعه الخاص.

حياتك كتاب مغلق إلا من صفحات الفن، فلماذا تضع هذا الستار الحديدي حول حياتك، والذى قد يجعلك تبدو فى سن أكبر من سنك بكثير؟

كل من يعرفني، أو يكاد يقترب منى يسعى جاهدا لأن يحصل على بيانات بطاقتي الخاصة، فهناك من يقول ويعتقد أن حياة الفنان هى ملك للجمهور، وأنا أقول لك لا، من الذى قال هذا الكلام، وفى شرع من؟ حتى الشرائع والأديان السماوية تقربان كل إنسان له حرمته الخاصة، والفنان ليس إلا إنسان عاديا جدا، ولا يوجد أى اختلاف، فنحن لا نزيد شيئا وأيضا لا نقل.

وأنا هنا لا أقلل من الإنسان العادى، وكذلك أيضا لا أجعله فى منطقة (سوبر إنسان) فكما أن لهذا الجمهور حياته الخاصة، والتى ليس من حقى إطلاقا أن أتدخل فيها، ولا أريد أن أعرفها، ولا أن أبحث فيها، كذلك أنا ايضا لابد أن تعتبر حياتي الخاصة ملكا لى أنا وليست لأى أحد، ولو أنه لايوجد فى حياتى الخاصة ما أخجل منه.

لكن الجمهور فى العادة عندما يحب الفنان، يحب أن يقترب منه، ويعرف عنه كل شئ، وقد يقتدى به فى حياته وسلوكه؟

وأنا لا أعترض على أن الفنان ملك للجمهور، ولكن ومتى يكون الفنان ملكا للجمهور، هو يكون ملكا له وهو على الشاشة، سواء الصغيرة أو الكبيرة، أو على المسرح فقط، وليس أكثر من هذا أبدا، ولكن بمجرد دخول بيتى أكون ملكا لبيتى، أما الحب فهذا شئ آخر، حق أى انسان أن يحب من يشاء، وفى النهاية أنا لست ملكا للجمهور، إلا فى منطقة العمل فقط.

وهل تخلع ثوب الفن عندما تدخل بيتك؟

أنا مجرد فنان يقدم عملا، وعندما انتهى منه، أصبح انسانا عاديا جدا، وهنا تتوقف علاقتى بالجمهور على ما أقدمه من فن، وانا أعتقد أن حياتى الفنية هى حياة نظيفة وجيدة وشريفة، وهذا شئ يدفعني بشدة إلى الخوف عليها والرغبة الشديدة فى قضائها وحدى بحثا عن التميز وعما أقدمه من فرط حبى وتقديري و احترامي لها، واعتقد ان هذا يكفى جدا.

وهل تلقيت لوما من الجمهور بسبب اشتراكك فى الجزء الأخير من مسلسل ( ليالى الحلمية)؟

قد يصح أنني تلقيت اتهاما من الجمهور بأنى أسأت لنفسى و لفني عندما اشتركت فى هذا الجزء، وحقيقة لا أدرى لماذا كل هذا الكلام الكبير، مثل ( أسأت لفنك) ولا أعرف ماذا يقصدون بالإساءة للفن، آسف، هل قدمت الدور بظهري؟.

أى عمل يقوم به الإنسان فى الدنيا يكون فيه احتمال النجاح والفشل، وإن كنت أنا ضد كل من قال أن الجزء الأخير من المسلسل فشل، فكثيرون جدا أشادوا به، والمسلسل نجح جدا، نعم أنا أعترف بأنه كان هناك بعض الثغرات، ولكن حسنات العمل كانت أكثر من ثغراته بكثير.

فى الأجزاء السابقة تحدث أسامة أنور عكاشة عن شئ ما، جذب الجمهور إليه أكثر؟

يكفى جدا أن الأستاذ أسامة أنور عكاشة استطاع بجرأة شديدة جدا أن يتحدث عن واقع يعيش فيه الآن ولم يتحدث عنه أحد بصراحة، بمثل ما كتبه الأستاذ أسامة، ولقد أدينا كلنا ما علينا، والكثير قال أن الحلمية أصابها شئ من الفشل، ونجح ممدوح عبدالعليم، عليك أنت أن تحكم بنفسك، أين هى الإساءة لفني.

معنى هذا أنك ستوافق على الاشتراك فى الأجزاء القادمة لو كانت هناك أجزاء جديدة؟

هنا لابد من أن أوضح شيئا هاما جدا، الجميع يعتقدون عمل بدأ فيه، المسألة ليست كذلك أبدا، لابد أن يعرف الجميع أن اشتراكي فى مثل هذا العمل لا يخضع لكوني موافقا أو غير موافق، لأن أقوم به شئت هذا أم أبيت، وهو دور بدأت فى تمثيله، وسأمثله وحتى يكتب المؤلف كلمة (انتهى) ولكن هناك شئ غريب وعجيب، إذا رفضنا إلا استمرار يقال أننا نلوى الذراع.

و نشوه الأعمال و نفقدها قيمتها، و إننا لا نقدر المسؤولية، وإذا خلصنا للعمل وقمنا به يقولون أننا نسئ لفنان.

أنت تغيب عن السينما ولا تهتم بها قدر اهتمامك بالعمل التلفزيوني؟

هنا اتهام جديد ويبدو أنه لابد أن استقبل يوميا اتهامات جديدة والآن تقولون أين ممدوح عبدالعليم من السينما؟، وهناك من يقولون أننى فشلت فيها، و أننى لست نجما، وهذا شئ خطا جدا أو لا بالله عليك أين هى السينما أساسا لأن كم فيلم ينتج الآن أو من بداية العام حتى الآن.

احسب هذا لى كم نجما يعمل؟ وبعد ذلك اسألني أين انت؟

ومع هذا، أنا لست غائبا عن السينما، فأنا قدمت بعد فيلمي (سمع هس) والذى نجح فنيا بلا جدال، أعمالا كثيرة، أراها جيدة مثل (الحب فى طابا) (الراية حمرا) و (رومانتيكا) الذى سنكمل تصويره قريبا، ومن قبل قدمت فيلم (سوبر ماركت).

وكل هذه الأفلام كانت جيدة، أو جماهيريا، ولكن أنا لست مطالبا بأن أوافق على ما يعرض علي من أعمال وأفلام، خاصة لو كانت دون المستوى، وإلا سيكون هناك اتهام جديد لى بأنى أسئ لفني.

إذا كانت المسألة هكذا، فلما ذا لم تبحث عن عمل جيد تنتجه لنفسك سينمائيا؟

هناك من يقولون لي هذا الكلام بلغة المحبين، وكان الإنتاج لعبة أفكر فيها و ألعبها، وعندما أمل منها اتركها، الإنتاج فى هذا الوقت، وفى ظل الظروف الحالية شئ صعب، وأكون فى النهاية عائما فى الخسارة، ويكون بالضبط مثل عملية انتحارية ليست مضمونة العواقب و التبعات، وأنا لى وجهة نظر خاصة جدا فى مسألة الانتاج للسينما.

نعرف ماهى؟

الإنتاج بالضبط مثل تربية الأطفال هل يمكن أن تتبرأ من طفلك، أو تكف عن الصرف عنه، هذا شئ غير ممكن أبدا، والأمور ليست بهذه السهولة، وليتهم يعرفون ويدركون هذا، لأن الممثل المنتج، يختلف كثيرا، وبشكل كامل عن المنتج الذى يحسبها بالورقة والقلم، ومستعد أن أتحدى لو كان هناك ممثل منتج استطاع أن يكسب من فيلم أنتجه، لأنه يصرف كثيرا، ولا يضع حسابات لما يصرف، ومهما كان الإيراد، لو غطى التكلفة يصبح شيئا رائعا، وهذا شئ لا يحدث دائما.

أكملت مثلث الفن بعملك فى المسرح، ففى أى مجال تجد نفسك أكثر؟

ما يحدث الآن شئ يدفعك للجنون، مثلا هناك اتهام لمن يعمل بالفيديو، بأنه يحرق نفسه سينمائيا، وعندما تعمل بالسينما يقولون لك أنت تهجر جمهورك الذى يحبك.

لذلك فأنا الآن لا أستمع لأحد، أو آخذ موقفا مخالفا، فكل واحد يقول ما يريده، وأنا فقط أفعل ما أريد طالما أنا أحب العمل، والجمهور يتقبله منى، ولكن كان هناك من يتهمني بأني أخاف من العمل بالمسرح.

وها أنا على خشبته يوميا، وعموما أنا إنسان أحتاج لقدر من الراحة، أعمل فى مجالين فى وقت واحد.

وهل وجدت فى مسرحية لا بلاش كده العمل المسرحى الملائم لك فنيا؟

بالتأكيد، وإلا ماكنت قبلته من الأساس، لأنى وجدت فيه العرض الوحيد الذى تتوافر فيه معايير الصدق، والتى تحدث عنها من قبل، فى بداية حديثنا، وعموما أى عمل فيه صدق أقدمه أيا كانت الوسيلة التى يقدم من خلالها، سينما أو تلفزيون أو مسرح، فهى ليست ضرائر، بل وسائل فنية متعارف عليها، والمهم فقط أن انتقى ما أقدمه لأنى فنان محترف.

وماذا عن الجديد فنيا لديك؟

الجديد عندى طالما لم يخرج إلى دائرة الضوء والناس فهو يعتبر ملكي، و ملكي أنا فقط، وكل ما عندى حتى الآن مجرد أفكار، تدور لا أستطيع أن أبوح بها.

لماذا تعيش فى عالم ممدوح عبدالعليم فقط؟

لا، هذا شئ خطأ فأنا لست انعزاليا، أو أعيش فى حالة الانفتاح، أنا إنسان يحترم نفسه، ولا يحب التواجد فى أماكن لايعرف خلفياتها، وعلى فكرة الوسط الفنى كله يتهمني بالغرور و الانعزالية، وهذا مخالف للواقع، لأنه ليس من الضرورى أن تكون حياة الفنان (هلس) أنا أعيش حياتى الخاصة، ولى أصدقاء أعيش معهم بعيدا عن الفن، و أكرر، فقط اتركوني أعيش بحريتي.

وقد أبدو حادا فى كلامي ولكن احكموا على عملي فقط، ولا شأن لأحد بى، ولا بحياتي الشخصية.

ولك الحق فى ذلك، فينبغي أن تحيا حياتك بالطريقة التى تحلو لك، شأنك شان أى إنسان، طالما تعرف ما تريد فى فنك، وفى حياتك الشخصية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى