الكاتب والأديب عبد الرحمن الشرقاوى رؤية أدبية بقلم الأديبة رشا الخطيب
الكاتب والأديب عبد الرحمن الشرقاوى أحد الرموز الكبري لجيل ثائر يبحث عن حلمه الوطنى والقومى, حيث جثمت فيه النزعة الاستعمارية بمختلف أطرافها ومراحلها على صدر الوطن العربى استخدم الكلمة كأداة للتغيير، وسلاحًا للدفاع عن العدالة والمساواة والتعرض للصراع الطبقى فجعل قلمه يحلق بين الروح الثورية والنزعة الإنسانية.
الكاتب والأديب عبد الرحمن الشرقاوى
ترك لنا إرثًا أدبيًا وفكريًا كبيرًا ما زال ينبض بالأصالة ويجسد فترة عاشها بمختلف تياراتها، فقد ولد الكاتب والشاعر الشرقاوي في 10 نوفمبر 1921 بقرية الدلاتون محافظة المنوفية شمال القاهرة، بدأ عبد الرحمن تعليمه في كُتاب القرية ثم أنتقل إلى المدارس الحكومية حتى تخرج من كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول عام 1943م بد الرحمن الشرقاوي (10 نوفمبر 1921 – 24 نوفمبر 1987 فهو صحفي وكاتب مسرحي ومفكر إسلامي مصري، حائز على جائزة الدولة التقديرية عام 1974 و وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولي.
شغل عدة مناصب أهمها شغل منصب رئيس تحرير روز اليوسف، وعمل بعدها في جريدة الأهرام، كما تولى عدد من المناصب الأخرى منها سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي وأمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب.
– الابداع الأدبى يمثل حقلًا فكريًا وايدلوجيًا للممارسات الطبقية فى المجتمع وهى ممارسات تفقد طبيعتها لتتضح عبر تجليات فنية يطلق عليها الشكل الفنى ويجسد هذا الشكل الفنى الصور والبناء الدرامى والحدث والشخصيات والعلاقات والتطور وجدل التجربة مع الوعى السياسى والاجتماعى والرؤية العامة , فنجد فى مسرحية “وطنى عكا”حرص الكاتب على اظهار 8 أشخاص متطرفة سياسيا.
ولذا يعد الأدب أحد أشكال الوعى الاجتماعى أوبتعبير لوكاتشى: ” إن عملية الأنتاج الأدبى والأيدولوجى جزءا لا يتجزأ من العملية الاجتماعية العامة.
روايات الكاتب والأديب عبد الرحمن الشرقاوى
صدر للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي العديد من الروايات لعل أهمها: “الأرض” عام 1954، و”قلوب خالية” عام 1956م، ثم” الشوارع الخلفية “عام 1958م تتناول الرواية الحياة الاجتماعية في مصر في ظل الاحتلال البريطاني، “قلوب خالية” تتحدث عن الصراع بين الحب والمجتمع وأخيرا الفلاح عام 1967م.
الحياة الريفية
تأثر عبد الرحمن الشرقاوي بالحياة الريفية وكانت القرية المصرية هي مصدر إلهامه، وانعكس ذلك على أول رواياته الأرض التي تعد أول تجسيد واقعي في الإبداع الأدبي العربي الحديث، وقد هذه الرواية تحولت إلى فيلم سينمائي شهير بنفس الاسم من إخراج يوسف شاهين عام 1970م، ومن بطولة محمود المليجي وعزت العلايلي.
أعمال عبد الرحمن الشرقاوي المسرحية
من أشهر أعمال عبد الرحمن الشرقاوي المسرحية: مسرحية”الحسين ثائراً”، ومسرحية “الحسين شهيدا” , حيث تعمق في شخصية الإمام الحسين، وتناول قضيته من منظور فلسفي وأخلاقي. “مأساة جميلة “عن الجزائرية جميلة بوحيرد مسرحية تتناول نضال جميلة بوحيرد في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي., ومسرحية “الفتى مهران “، و”النسر الأحمر”، و”أحمد عرابي”.
ولابد أن نوضح حقيقة هنا، أن المتابع لأعمال الشرقاوي يدرك أنه أحد الرواد الاتجاه الواقعى الاجتماعى النقدى فى الابداعى الأدبى العربى الحديث فهو أول من كتب المسرحية الشعرية مستخدمًا شعر التفعيلة حين كتب مسرحية “مأساة جميلة 1962” ثم اتجه البناء الدرامى إلى الملحمية مثل الحسين ثائرًا، مسرحية الفتى مهران عن حادثة دنشواى، النسر الأحمر، أحمد عرابى والعديد من الدراسات النقدية.
“بحروف”.. نص شعري لـ رشا الخطيب
وتحولت أولى رواياته الأرض لفيلم سينمائى عام 1970 و قد لاقى العديد من المعاناة بسبب هذه الرواية وفى مجال التراجم الإسلامية ارتاد منهجا جديدا بدأ بكتاب محمد رسول الحرية 1962 ثم الفاروق عمر على إمام المتقين الصديق أول الخلفاء , عثمان ذو النورين وفى لفتة جريئة منه نشر قصيدة بعنوان ” رسالة من أب مصري إلى الرئيس ترومان ” 1951 وكان لها صدى قوى لدى القارئ المصري , فى قصيدة ثانية هى» رسالة مصرى إلى الرئيس جونسون» (1967).6)
- عبد الرحمن الشرقاوي من الأدباء الذين نجحوا في الجمع بين الأدب والسياسة، وبين الالتزام الفكري والابتكار الفني. كان لأعماله الأدبية دور كبير في إلهام العديد من الأدباء والكتاب الذين جاؤوا بعده، كما لا تزال أعماله تقرأ وتُدرس في الجامعات والمدارس.
- بل مصدر استلهام للكثير من الباحثين والدراسين مثل سامية حبيب وكتابها دلالة المقاومة فى مسرح عبد الرحمن الشرقاوى والذى تقول عن كتابها فى مقدمة الكتاب أنه فى الاصل رسالة الماجستير الخاصة بها وانها قامت بالتحليل الدقيق فى اطار الدراسات السيميولوجية والبنوية للنصوص المسرحية الشعرية الستة التى قدمها منذ الستينات وحتى الثمانيات واعتماد نموذج جريماس الفاعلى لدراسة بنية الفعل المسرحى وكشف علامية الزمان والمكان المسرحيين ورصد سمات البنية الدرامية وتحليل الخطاب والصورة الشعرية بأشكالهما المتعددة عند الشرقاوى.
- فالمتابع لأعمال عبد الرحمن الشرقاوى سيلاحظ تطور البنية السردية في رواياته، من السرد البسيط إلى استخدام تقنيات معقدة مثل تعدد الأصوات، أو الانتقال بين الأزمنة والأماكن، ما يعكس نضوج تجربته الأدبية. كيف تأثرت كتاباته بالتغيرات السياسية والاجتماعية في مصر من الخمسينيات إلى السبعينيات، خصوصاً تأثير ثورة 1952 وتأميم الأراضي الزراعية على نظرته للتغيير الاجتماعى.
- فى ظل عوامل الفقر، الظلم، الصراع الطبقي، والهوية الوطنية، وكيف عالج هذه الموضوعات بشكل مختلف مع كل رواية جديدة. مما يُظهر تطوره الفني. مع توظيف الرمزية.
- ويرى مصطفى عبد الغنى فى كتابه الشرقاوى ثائرا ان الشرقاوى طور الادب الواقعى ابتداء من ثورة 1952 والتحولات السياسية والاجتماعية فى عهد الناصر مركّزاً على مفهوم الثورة ضد الظلم.
اقرأ ايضا:
“الشارع”.. قصيدة للشاعرة رشا الخطيب