” منْ دفْترِ اللَّيلْ”.. قصيدة لـ الشاعر عباس محمود عامر

الشاعر عباس محمود عامر

صوتٌ صَارخْ

ولفِيفٌ من جمْعٍ لفّ خصورَ الصّوتْ

من في أقصَى الهَامشِ

أطْلقَ نظرةَ هَولٍ

من نَافذةِ الخَوفْ …

– اسمٌ يشْكُو من جُمَلٍ فعْليّةْ .. !

تتْقنُ أسْحَارَ الجَانْ

عَرْبدَ في وجْهِ الجُدْرانْ

خَارتْ كُلُ قوَاه حَدِيثاً

مخْزُوناً

محْزُوناً

يملأُ كلَّ الأسْطُر …

كان مرِيضَاً

لا يقْوَى أنْ ينْصبَ قامَتَهُ

في قارسِ ” تُوبةْ ”

لايقْوَى أنْ تبْصرَ عينَاهُ

في نَارِ القَهْر ،

وقيْظِ ” بؤوْنَة ”

انْفَضَّ المَوكبُ دونَ مبَالاةٍ

منْ أحدٍ ..

جرّتْ خطواتٌ جسَداً

شَابتْه علامَاتُ الطَّعنِ الصّدئة

جّرتْ تلك الخطواتْ

عقلاً يسْألُ :

– مَنْ يجْرفُ عنّي الطُّوفانَ الثّائرَ

في شْطآنِ اللّيلْ ..؟

– مَنْ يشْرحُ لى من ذاكرةِ البَحرِ

عَلامَ العَومْ .. ؟

– مَنْ علّمنِي الوثْبَ على الحبْلِ السّرِّيِّ

المُوثقِ في رحِمِ الأُمْ .. ؟

– أخْشَى أنْ ينْقطعَ الحبْلُ ،

فينْعَزلُ المَأوَى ..

بَدَنِى يجْثُو في حَضْرةِ عقْلِي

يخْشَى أنْ يلْمسَ حَدَّ السّكِينْ ..

– مَنْ علّمَنِي كيْفَ أفُكُّ الأحْرُفَ

كي أجْمعهَا في اسْمِي .. ؟

– مَنْ يحْملُ عنّي أثْقَالَ الهَوْل ..؟

فخيُوط ُالجَيْبِ انْسَلّتْ شيْئاً

شيْئاً

صَارتْ نعْلاً في قَدمِي الحَافِيةِ

المشْبُوبةِ من بُؤسِ الجسْر …

 

فرأيتُ عيُوناً

تكْسُو الأسْفَلتَ الأسْودَ

بالثّوبِ الأحْمر

قلْبِي يشْهدُ قلْباً يعْصفُ

يقْصفُ بَرْقاً

يصْهرُ أطْرافَ الصّفْحةْ ..

يسْقطُ ذَاكَ الاسْمُ المفْكوكُ الأحْرُفْ

من فوقَ الأسْطُرْ ،

فأحَاولُ جَمْعَ الأحْرُفَ

لم أظْفَرْ ،

سَمعتُ النَّايَ يُغْنِي

قبْلَ أذَانِ الحُزنْ ..

دَثَّرتُ الاسْمَ بمنْدِيلِ صَلاتِي ،

وأزَحْتُ عليه رمَادَ الصّفْحَةْ ،

وضرَبْتُ الكَفَّ على الكَفْ …!!

الشاعر عباس محمود عامر

Related Articles

Back to top button